فرنسا تسمح بالعلاج بالجينات الوراثية

الإثنين ٠٢ مارس ٢٠٠٩ - ٠٣:١١ بتوقيت غرينتش

سمحت السلطات الفرنسية الاسبوع الماضي بوصف عقار تجريبي من انتاج شركة ارك ثيرابيوتكس في بريطانيا لعلاج مرضى نوع معين من سرطان المخ رغم عدم اقرار استخدامه بصفة عامة.

وعززت الانباء الامال في ان تقر وكالة العقاقير الاوروبية استخدام عقار سيريبرو الذي تنتجه شركة ارك وذلك في انحاء الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من العام الجاري.

وخلصت دراسة موسعة لمتابعة الاطفال المصابين بنقص المناعة الحاد الشهر الماضي الى ان ثمانية من العشرة الذين تم علاجهم شفوا من المرض مما دفع دورية نيو انجلاند الطبية لاعلان ان العلاج بالجينات "حقق ما وعد به".

وقال تيري فاندن دريش رئيس الجمعية الاوروبية للعلاج بالجينات والخلايا: "كانت هناك نكسات ولكننا نحقق تقدما اخيرا".

واضاف: "تم تحسين ادوات توصيل الجينات للخلايا واضحت اكثر امنا وكفاءة وبدانا نجني ثمار ذلك في المستشفيات".

ويعتقد نيجل اركر الرئيس التنفيذي لارك ان شركته تقود الركب فيما سيصبح احد فروع الطب الرئيسية الجديدة، ويقلل من امر نكسات الماضي قائلا "انها نقاط تعلم حتمية لاي تكنولوجيا جديدة".

وتابع: "اذا فكرت في المدة التي يستغرقها وصول فكرة اي علاج جديد للسوق.. نحو 20 عاما، لذا الامر لا يختلف كثيرا عن اي دورة عادية لدواء ما".

ولا يزال محللو الصناعة منقسمين بشان مدى النجاح التجاري لعقار سيريبرو وغيره من الادوية التي تعتمد على الجينات.

يقول سمير ديفاني المحلل في نومورا كود: "نقترب بكل تاكيد ولكننا لم نصل بعد".

وابدى بول كودون من كيه.بي.سي تشككا اكبر بشان مستقبل العقار انتظارا لصدور البيانات الكاملة للمرحلة الثالثة من التجارب.

ويعد صول الجين المعالج للمكان المطلوب في الجسم احدى العقبات الرئيسية للعالاج بالجينات التي وغالبا ما يستخدم فيروس كحامل للجين ولكن الفيروسات يمكن ان تسبب رد فعل مناعيا خطيرا وتضر بالتحورات الجينية اذا ما اتحدت مع الجزء الخطا من الجينات، كما ان من الصعب توجيهها على نحو يتعذر معه ضمان وصول الجينات للاجزاء المطلوبة من الجسم.

ويعمل سيريبرو عن طريق الحقن في المخ الذي ينقل جينا يفرز البروتين الذي يتفاعل مع عقار مضاد للفيروسات لافراز مادة كيماوية تقتل الخلايا السرطانية. وهذا ما يجعل عقار ارك علاجا مؤقتا.

وقال بايبر جافراي المحلل في سام فازيلي: "اذا اقر استخدام سيريبرو في اوروبا.. فلا اعتقد انه سيغير طبيعة المخاطر لاي علاج اخر بالجينات لان هذه المنتجات لاغراض محددة جدا".

ويذكر ان فكرة استخدام الجينات الوراثية لعلاج الامراض اكتسبت مصداقية في عام 1990 حين حققت اول تجارب اكلينيكية نجاحا في علاج حالة نادرة ناجمة عن وجود جينات بها عيوب خلقية تسبب نقصا حادا للمناعة ويعجز من يعانون من هذه الحالة عن مقاومة اي عدوى وغالبا ما يتوفون في طفولتهم.