عبد الله ونايف يمتنعان عن لقاء وفد المنطقة الشرقية، وتظاهرة في الأوجام

الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠٠٩ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

تظاهر مساء أمس الأحد الموافق الأول من مارس العشرات من جماهير شعبنا الأبي في بلدة الأوجام الواقعة إلى الشمال الغربي من محافظة القطيف، ورفع المتظاهرون لافتات تشجب تعديات رجال الأمن ومطاوعة هيئة الأمر والنهي ضد زوار المراقد المقدسة في جنة بقيع الغرقد.

هذا وردد المتظاهرون طوال ساعة كاملة شعارات تؤكد الانتصار للمقدسات ولحقوق الشيعية في ممارسة شعائرهم الدينية وحقوقهم المدنية، وذكر شهود عيان أن المتظاهرين هتفوا (بالروح بالدم نفديك يا بقيع) و (فلتسقط الوهابية فلتسقط الطائفية) وتفرق المتظاهرون بعد أن جابوا شوارع البلدة دون حدوث مصادمات حيث لم تحضر أي من قوات الأمن أو مكافحة الشغب، إلا متأخرة.

وتعتبر مظاهرة الأوجام أول رد فعل علني يسجل الموقف الجماهيري في أعقاب التحركات التي يقودها وجهاء من القطيف والأحساء، وتأتي بعد ما رشح من تسريبات حول إخفاق الوفد الذي ضم كبار زعامات الشيعة في لقاء الملك يوم أمس، وأنهم هبطوا بسقف مطالبهم للمعالجات الأمنية المحدودة.

وقالت مصادر مطلعة أن الأمير نايف تمنّع في مقابلة الوجهاء، وأوكل المهمة الى ابنه القائم فعلياً على الوزارة محمد بن نايف نائب وزير الداخلية.

يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية ما تزال في حالة استنفار شامل وتفرض شبه حظر للتجوال في أوقات متفاوتة على بعض مناطق القطيف وقراها لاسيما بلدة العوامية والقطيف المركز وبالتحديد ساحة القلعة، كما لا تزال حواجز التفتيش تحاصر المداخل الرئيسية للمحافظة وكذلك مداخل البلدات والقرى التي شهدت خروج المظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين.

من جهة أخرى أسفرت تطورات الأحداث عن تأكيد فشل وإخفاق الأجهزة الأمنية في السيطرة على حركة الجماهير في الشارع الشيعي، وقد نجح التيار الشبابي المعارض لممارسات الدولة التعسفية والرافض للإصغاء لطلبات التيار الموادع في مباغتة القوى الأمنية بنقل المظاهرات من قرية إلى أخرى دون أن تنجح السلطات في التنبؤ بالتوقيت وبأماكن التظاهرات كما حدث الجمعة الماضية في مدينة صفوى ويوم أمس في بلدة الأوجام، الأمر الذي منح المتظاهرين فرصة التحرك في الشوارع والحواري الداخلية ثم التفرق قبل حضور قوى الأمن.

على صعيد آخر، أصدرت لجنة محبي الزهراء بالأوجام بياناً نددت فيه بالأعمال الإجرامية التي قامت بها الشرطة الدينية والأجهزة الأمنية في البقيع الطاهر، ودعت إلى السعي الجاد وعبر كافة الوسائل المشروعة إلى محاسبة المتورطين بالاعتداءات المتواصلة والمتكررة على زوار الحرم النبوي الشريف، كما أشارت إلى ضرورة العمل على فضح الممارسات الطائفية التي يتعرض لها الشيعة في السعودية على صعيد الأعلام المحلي والخارجي وفي كافة الوسائل الإعلامية المتاحة.

ومما جاء في البيان: (ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر الأحداث الدامية التي جرت في باحة الحرم النبوي الشريف والاعتداءات التي حصلت ضد شيعة أهل البيت من قبل زمرة المتشددين الحاقدين على مذهب أهل البيت وشيعتهم ، ونحن إذ ندين هذه التصرفات الشاذة، والعصبية الدينية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة نؤكد أن هذه الأعمال الجائرة لا تخدم الوطن بأي شكل من الأشكال.
ومن هنا ندعو جميع المؤسسات والمنظمات الحقوقية والحكومية إلى إدانة الاعتداءات الظالمة والجائرة على حرمة رسول الله ، حيث يجب علينا استثمار كل الوسائل الشرعية والطرق السلمية للمطالبة برفع الظلم والتمييز بين أبناء الوطن الواحد والمطالبة بحقوقنا الشرعية والمساواة وإعطاء الحرية الدينية للمذهب الشيعي وغيره من المذاهب، ونحث جميع أتباع أهل البيت إلى إعلان هذه المظلومية ونشرها بكل الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية.