آية الله شيرازي يدعو منظمة المؤتمر الاسلامي للاشراف على شؤون الحرمين الشريفين

الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠٠٩ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش

دعا اية الله ناصر مكارم شيرازي منظمة المؤتمر الاسلامي الى تولي مسؤولية الاشراف على ادارة شؤون الحرمين الشريفين، بعد الاعتداءات التي تعرض لها زوار المدينة المنورة على ايدي ما يسمى بـ "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية والتي راح ضحيتها 3 اشخاص وجرح فيها آخرون.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة بعث بها اية الله شيرازي، الثلاثاء الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو.

واعرب اية الله شيرازي عن اسفه تجاه الممارسات المثيرة للتفرقة من قبل مجموعة من الوهابيين المتطرفين خلال اداء مراسم الحج والعمرة، داعيا هذه المنظمة الى الحيلولة دون بروز مثل هذه الممارسات، والاشراف على الشؤون الثقافية والدينية للحرمين الشريفين.

ووصفت الرسالة مراسم الحج والعمرة بانها من اعظم التجمعات للجماهير التي تمثل العالم الاسلامي بكل قومياته ومذاهبه المختلفة، ومن اللائق ان تتم الاستفادة من هذا التجمع العظيم في تعزيز الوحدة والانسجام بين المسلمين.

واضافت انه "من المؤسف شوهد في السنوات الاخيرة تصعيد الممارسات المثيرة للفرقة من قبل مجموعة من الوهابيين المتطرفين اثناء اداء هذه المراسم العظيمة، مستغلين موقعهم لترويج العقائد التكفيرية والعنف عبر توزيع الاف الكتب والنشريات المليئة بالاكاذيب والافتراءات ضد المذاهب الاسلامية وخاصة المذهب الشيعي، فيما يستغلون منابر المساجد والحرمين الشريفين ومقبرة البقيع لتكفير سائر المسلمين، وهذه بدعة خطيرة ستكون لها تبعات غير محمودة".

واوضح اية الله شيرازي "انه بلغ الامر مؤخرا ان يقوموا بممارسات ضد مواطنيهم الشيعة، تلك الممارسات التي لا تتفق مع القوانين الاسلامية ولا الاعراف الدولية، حيث قام جمع باسم هيئة الامر بالمعروف، بالاساءة الى النساء من الزوار الشيعة السعوديين في المدينة المنورة، واشتبكوا مع رجالهم، وجرحوا عددا منهم بالسكاكين، واعتقلوا عددا اخر".

واضاف "هذا في حين ان كل الزوار هم ضيوف الرحمن وقد صرح القران الكريم بان كل الاشخاص في الاماكن المقدسة متساوون سواء المقيمين والزوار".

واوضح هذا المرجع الديني، انه دعا مرار مفتي السعودية الى المباحثة العلمية والمنطقية والنقاش الديني بشان القضايا المذهبية المختلف بشانها، و"لكنهم وبدلا من تلبية هذه الدعوة، يفضلون ان تتصدى عناصرهم من المتعصبين القاسين للحجاج في مراسم الحج او المعتمرين في مراسم العمرة، وينشرون بينهم عقائدهم المغلوطة مصحوبة بالاساءات والانتهاكات، والعجيب انهم لا يسمحون ابدا باي رد او توزيع الكتب التي تدافع عن عقائد الاخرين، وكأن الحرمين الشريفين ملكا لهم، فهم لا يرحمون مواطنيهم ولا رعايا الدول الاخرى".

وقال اية الله شيرازي في رسالة "انه بناء على القوانين والاعراف الدولية فان اي حكومة عندما تمنح التاشيرة لرعايا الدول الاخرى، فانها يجب ان تراعي معهم اداب الضيافة وتوفر الامن لارواحهم واموالهم، لا ان توفر الاجواء والاسباب للاساءة اليهم واهانتهم"، مضيفا "اننا نبهنا العلماء والمسؤولين المعنيين في السعودية مرار بهذه القضايا، الا اننا لم نحصل على نتيجة الى الان".

وختم هذا المرجع الديني رسالته الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي بانه انه "اذا لم يرغب او لم يستطع المسؤولون السعوديون ان يمنعوا هذه الممارسات من قبل الوهابيين المتطرفين الذين يشكلون نسبة ضئيلة من مسلمي العالم، فاننا نتوقع من منظمة المؤتمر الاسلامي ان تبحث عن حل لهذا الامر، وان تعين هيئة للاشراف على الشؤون الثقافية والدينية للحرمين الشريف، وان تنهي هذا الوضع المؤسف".

وكان رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشوري الاسلامي علاء الدين بروجردي دعا في وقت سابق الثلاثاء، السلطات السعودية الى تحسين معاملتها مع زوار بيت الله الحرام وفقا لما تقتضيه مسؤولياتها الرسمية وقواعد حسن الضيافة.