خطف نائب رئيس المخابرات الليبية في طرابلس

خطف نائب رئيس المخابرات الليبية في طرابلس
الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠١٣ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

خطف نائب رئيس المخابرات الليبية الاحد في طرابلس، حيث ينفذ السكان اضرابا عاما تنديدا باعمال عنف دامية شهدتها المدينة في اليومين الماضيين وسط مخاوف من تجدد اعمال العنف.

وقال مسؤول امني رافضا الكشف عن اسمه لفرانس برس "لقد خطف نائب رئيس المخابرات (مصطفى نوح) بعيد وصوله الى طرابلس قادما من رحلة في الخارج".

واوضح قيادي سابق للثوار كان مرافقا لنوح حين خطف في حديث تلفزيوني ان مسلحين اعترضوه لدى خروجه من المطار واجبروه على الصعود في سيارة مجهولة الوجهة، لافتا الى انه تمكن من الفرار عبر فتح احد ابواب السيارة.

كذلك، اقتحم عشرات المتظاهرين الاحد دون عنف، مقر المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة في ليبيا للمطالبة برحيل الميليشيات عن طرابلس.

وكانت طرابلس شهدت الجمعة تظاهرة للتنديد بميليشيا مصراتة والمطالبة بخروجها من المدينة، ما ادى الى مواجهات مسلحة اوقعت اكثر من 40 قتيلا في اشد اعمال العنف دموية منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في تشرين الاول/ اكتوبر 2011.

وساد الهدوء الاحد الضاحية الشرقية من العاصمة التي كانت شهدت مواجهات السبت حين منعت مجموعات مسلحة من طرابلس عناصر مجموعة مسلحة من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) من دخول العاصمة.

واندلعت اعمال العنف الجمعة حين اطلق عناصر ميليشيا من مصراتة تتخذ من حي غرغور جنوب طرابلس مقرا، النار على متظاهرين سلميين قدموا للمطالبة برحيل الميليشيا عن مدينتهم.

وفي رد فعل على ذلك، هاجم مسلحون مقر الميليشيا لتندلع مواجهات خلفت 43 قتيلا على الاقل واكثر من 450 جريحا، بحسب وزارة الصحة.

من جهتها، امرت وزارة الدفاع بازالة مجموعة مبان في العاصمة تشكل مقار سابقة لقريبين من نظام القذافي واحتلها الثوار الليبيون العام 2011 رافضين اخلاءها مذذاك.

واثارت هذه المواجهات مخاوف من اندلاع حرب اهلية في بلاد توجد فيها عدة ميليشيات على اساس مناطقي مثل مجموعة مصراتة او على اساس ايديولوجي مثل جماعة انصار الشريعة.

واعلن المجلس المحلي لطرابلس (بلدية) مساء السبت اضرابا عاما لثلاثة ايام في العاصمة الليبية "حدادا" وتضامنا مع اسر الضحايا الذين سقطوا الجمعة.

وقبل ذلك، دعا سكان في العاصمة ضاقوا ذرعا بممارسات الميليشيات السبت الى العصيان المدني وركزوا حواجز على محاور طرق مهمة واحرقوا اطارات سيارات.

ففي المدينة القديمة ووسط طرابلس وضواحي فشلوم وتاجوراء (شرق) وجنزور (غرب) لم تفتح المحال التجارية ابوابها باستثناء بعض المقاهي والمحال لبيع المواد الغذائية، كما افاد مراسلون لفرانس برس.

كما اغلقت المصارف ابوابها ومعظم المدارس والجامعات رغم تحذير وزارة التربية السبت من ان الحصص الدراسية يجب ان تستأنف بعد عطلة نهاية الاسبوع (الجمعة والسبت) اي اعتبارا من الاحد.

واعتبرت حنان صالح ممثلة هيومن رايتس ووتش في ليبيا ان "احداث هذه الايام الاخيرة (..) تظهر اتساع الممارسات غير المسؤولة للميليشيات (..) وعجز الحكومة عن السيطرة عليها".

وبعد ان عبرت عن الاسف لافلات هذه الميليشيات من العقاب بسبب الخلل في الجهاز القضائي الليبي منذ انتفاضة 2011، رات صالح ان "الاولوية بالنسبة للسلطات الان هي السيطرة على هذه المجموعات المتمردة ونزع سلاحها (..) ومحاسبتها على الجرائم المقترفة (..) والا فهناك خطر حقيقي لتصاعد العنف".

ويحتج سكان طرابلس بانتظام ضد وجود الفصائل المسلحة في المدينة. وهذه المجموعات قدمت من مدن اخرى للمشاركة في السيطرة على طرابلس وطرد نظام القذافي في آب/اغسطس 2011، لكنها لم تغادر العاصمة بعد ذلك.