صحيفة "جوان"... جنيف الغد!

صحيفة
الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

أبرز ما اهتمت به صحف طهران الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 2013.11.19 هو موضوع انعقاد الجولة الثالثة للمفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية السداسية، ومنها صحيفة "جوان" والتي خصصت افتتاحيتها لتناول وتحليل هذه المفاوضات.

جنيف الغد!
تحدث كاتب الافتتاحية "يد الله جواني" قائلاً: ستعقد قريباً الجولة الثالثة من مفاوضات الفريق النووي الإيراني الجديد مع مجموعة (5+1)، وإن تبديل أنشطة إيران النووية إلى قضية إقليمية ودولية مهمة، یكفي بأن تصبح المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمجموعة الدولية السداسية، كل يوم إلى موضوع ومادة لاهتمام ومتابعة وسائل الإعلام والأوساط السياسية والمفكرين والخبراء والمحللين للأبحاث والقضايا الاستراتيجية، وكذلك الحكومات، وتتابعها بدقة وعناية.
ويعتقد بعض الخبراء ووسائل الإعلام الغربية بأن حل الملف النووي الإيراني وفقاً لاتفاق بين الجمهورية الإسلامية وأميركا، لمحو الآثار ومعالجة التبعات المختلفة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، يمكن اعتبارها الحدث السياسي الأكثر أهمية بعد فترة الحرب الباردة.
أما السؤال المهم هنا هو هل أن المفاوضات المقبلة ستنتهي إلى نتائج مقبولة لكلا الجانبين أم لا؟
ونوهت الافتتاحية إلى أن النتائج المقبولة للطرفين هي مسابقة الربح- الربح. ولكن ماهو مفهوم الربح لكل طرف في هذه المفاوضات؟ باختصار نستطيع أن نقول:
* إن الاعتراف الرسمي بحقوق إيران النووية والموافقة والقبول بإمكانية إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها وإلغاء جميع العقوبات الغربية عليها، تعتبر "ربحاً" للجمهورية الإسلامية في إيران.
* إن تبديد مصادر القلق المعقول والمنطقي للغرب بواسطة جهود إيران لبناء الثقة في إطار القوانيين الدولية، لاسيما وفقاً لاتفاقية حظر الانتشار النووي واتفاقيات الضمان التي تؤكد سلمية الأنشطة النووية الإيرانية، تعتبر "ربحاً" للجانب الغربي.
وتسائل الكاتب: هل يمكن التوصل إلى اتفاق مشترك أم لا؟ إن الإجابة علی هذا السؤال تعتمد على سلوك كل طرف من أطراف المباحثات، ونستطيع أن نقول:
أولاً- إذا كان منهج الفريق الإيراني المفاوض كالسابق يستند على المنطق السليم والعقلاني ويهدف إلى ضمان حقوق الشعب الإيراني وتبديد قلق الجانب الآخر في نفس الوقت، فإن هناك إمكانية التوصل لاتفاق نووي مشترك.
ثانياً- أما إذا كان سلوك ونهج مجموعة الدول (5+1) كما في السابق التي كانت المفاوضات تجري تحت تأثير بعض الدول المعينة مثل أميركا، وفرنسا في المفاوضات الأخيرة، فمن المؤكد أنها سوف لن تكون مفاوضات منطقية وبناءة وفي النهاية سوف لن تحقق أية نتيجة مقبولة لكلا الطرفين.
وأخيراً ينبغي على الغربيين عدم تكرار أخطائهم السابقة وأن الشعب الإيراني بدون شك لن يتضرر بعد انتهاء مفاوضات جنيف.