ماهو دور إيران في حل الأزمة السورية؟

ماهو دور إيران في حل الأزمة السورية؟
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

ركزت أغلب الصحف الإيرانية الصادرة بطهران صباح اليوم الثلاثاء 2014.01.21 على الملف السوري في سياق التمهيد لمحادثات جنيف الثانية. وخصصت صحيفة "تهران إمروز" إحدى افتتاحياتها الرئيسية لتناول دور إيران في حل هذه الأزمة.

دور إيران في حل الأزمة السورية
بداية كاتب كاتب المقال "حسن هاني زاده": إن الدعوة الرسمية للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" لإيران بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، تشير إلى رغبة المجتمع الدولي بحل الأزمة السورية التي دامت نحو 34 شهرا.
وعلى الرغم من أن هذه الدعوة قوبلت بمعارضة من قبل بعض جماعات المعارضة السورية، إلا أن ثقة الأمين العام للأمم المتحدة بالدور الأساسي لإيران في حل هذه الأزمة تؤكد أن عدم مشاركتها يعني عدم تحقيق المؤتمر نتائج مطلوبة.
إن الأزمة السورية أساساً وصلت الآن إلى مرحلة حساسة وحرجة وأن الخيار العسكري لايمكنه أن يحقق نتائج مقبولة بالنسبة لمستقبل سوريا.
كما أن التطورات الميداينة في سوريا والانتصارات المتلاحقة للجيش السوري في عملياته للقضاء على المجموعات الإرهابية مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة والقاعدة وفرار هذه المجموعات إلى العراق، يؤكد بأن الحكومة السورية اتخذت زمام المبادرة في هذا الجانب.
إن هذه الأحداث تشير إلى أن سياسة المثلث التخريبي السعودي، القطري التركي، في إسقاط النظام السوري خلال فترة 6 أشهر قد باءت بالفشل الذريع، وأن هذه الدول الثلاثة اضطرت أخيراً بقبول الخيار الدبلوماسي من أجل خروج سوريا من هذه الأزمة.
إن إظهار الاختلافات بين أميركا والسعودية وقطر تسبب في أن تغير أمیركا نظرتها حول التطورات السياسية والميداينة في سوريا. أما السعودية التي لها مسؤولية إدارة المجاميع الإرهابية في سوريا، شجعت هذه المجاميع بعد تحملها الكثير من الهزائم إلى الفرار نحو العراق ولبنان، والتي لاتتطابق مع السياسات الأميركية.
إن السعودية التي ترى نفسها الخاسرة الرئيسية في الأزمة السورية التي استمرت 34 شهراً وتسعى إلى وصول مؤتمر جنيف 2 إلى طريق مسدود، ولهذا السبب شددت السعودية من ضغوطها على مايسمى بالائتلاف الوطني السوري المعارض من أجل عدم المشاركة في مؤتمر جنيف 2 بذريعة مشاركة إيران، إلا أن هذا الأمر سيكون أخيراً في صالح الحكومة السورية.
ونوهت الصحيفة إلى أن مشاركة جمهورية إيران الإسلامية في مؤتمر جنيف 2 تعتبر انتصاراً للدبلوماسية الإيرانية، وأن المجتمع الدولي مضطر للاهتمام بالمشروع الإيراني المتوازن والمکون من 9 بنود لحل الأزمة السورية.
وعلى الرغم من أن جدول اعمال مؤتمر جنيف 2 لم يحدد لحد الآن، إلا أنه في حال غياب المعارضة التي تعيش في الخارج عن المؤتمر، فإن المؤتمر لن يغير جدول أعماله وأنه سوف يدرج موضوع محاربة الإرهاب الاقليمي والدولي على جدول أعمال المؤتمر.
وأخيراً وفي مثل هذه الظروف، فإن الحكومة السورية غير ملزمة أبداً بقبول قرارات مؤتمر جنيف 2 وفي النهاية سوف تستمر الأزمة السورية لفترة طويلة.