ان اشتروك.. سيبيعوك آجلا أم عاجلا!

ان اشتروك.. سيبيعوك آجلا أم عاجلا!
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤ - ١٠:١٣ بتوقيت غرينتش

بداية، لابد ان اسجل هذه النقطة وهي انني اتفاعل مع مصر بقدر تفاعلها مع التحرر العربي والفلسطيني وقوة انتماءها الاسلامي (الحركي والساكن !) ولايهمني من يحكمها محمد مرسي او السيسي.. اقول هذا لكي لا اتهم جزافاً.. فقد كرهت مرسي بقدر ما كرهت مبارك والآن أكره السيسي بقدر ما أكره مرسي..

بعد ما يسمونه بثورة 30 يونيو، ساورتني شكوك كبيرة وكان من الصعب علي ان اقبل ببراءة الزعيم عبد الفتاح السيسي وشركاءه الجدد.. هذا بالاضافة الى انني لست ممن يميلون الى حكم العسكر بطبيعتي.. والشك مصدره الدعم الخليجي وخاصة السعودي ـ الاماراتي، لما سمي بالثورة، فالمعروف ان هذه الدول لاتتحرك وفق اجندتها، بل دائماً هي ضمن الاطار الغربي (الاميركي) في التحرك والثاني ان هذه الدول تحاول شراء البلدان الضعيفة اقتصادياً او تلوح بأموالها لصناعة مواقف.. والاحقاد هي التي تطغى على مواقفها.. ولم يخب ظني ولم تخطئ شكوكي فقد كشفت الايام وبسرعة دخائلهم..

الخبر الذي نقلته صحيفة "السفير" ضمن نص مفاوضات "سيد الكرملين" مع الامير السعودي بندر بن سلطان حول صفقة التسليح المصرية الروسية والتي تعهدت السعودية والامارات بتمويلها، لم يثر دهشتي، بل زاد من أسفي على ما وصلت اليه مصر العظيمة وجيشها الذي كان الذراع الضارب للأمة العربية في وجه المحتل الصهيوني.. مصر محمد علي وسعد زغلول وعرابي وعبد الناصر تبيع نفسها مقابل حفنة ريالات ودراهم ملوثة برائحة البترول.. وألّا لماذا يطالب العسكر المصري بصواريخ تصل الى العمق الايراني؟!
يا سبحان الله.. ما الذي فعلته ايران.. وما هي جريرتها بحق شعب مصر وارض مصر وجيش مصر؟!

هل قتلت أبناءها كما قتلهم الذين قاتلوهم في فلسطين وسيناء واليمن! ألم تفرج ايران عن المصريين الذين قاتلوها خلال الحرب المفروضة عليها من قبل صدام حسين وتجاوزت عن كل الدعم الذي قدمه المصريون خلال حكم مبارك لجيش صدام وهو يعتدي على ارض وشعب ايران ويقتل ابناءهم؟.. وفي حين كان فلول اليوم يشيعون سفاك ودكتاتور ايران الذي تخلت عنه حتى صانعته اميركا، رأينا كيف وقفت ايران بجانب شعب مصر وثورته في الـ 25 من يناير بكل ثقلها.. فهل يريد الفلول الانتقام من ايران بسبب موقفها ذاك؟!

انني هنا لا أخاطب من باعوا انفسهم للشيطان والبترودولار واستعدوا الحقيقة ومالوا نحو الباطل.. بل أخاطب أحرار مصر وشرفاءها ووطنييها، وبالدرجة الاولى الشباب الذين تحملوا اعباء الثورة دون ان يكسبوا شيئاً غير التهميش، من الاخوان والعسكر..

ان الشعب الايراني يشعر بحب غير مبرر!! تجاهكم فلا تجعلوا من انفسكم حطباً لنار غيركم كما حصل مع صدام حسين، الذي سخره الخليجيون والاميركيون لضرب ايران، فكانت ان دارت عليه دائرة السوء، وبين ليلة وضحاها اصبح الحكام الخليجيون ألد اعداءه وجيشوا كل جيوش العالم ضده حتى أسقطوه، بجحافل الصليبيين التي انطلقت من عمق اراضيهم.. ثم راحوا يتباكون عليه بعد موته!
حبوا واكرهوا من اجل وطنكم لا من أجل نزوة خليجية وامير بدوي يجبن من المنازلة والمواجهة بنفسه فيستأجر آخرين للدفاع عنه..

ان مصر وجيشها اسمى من ان تتحول الى مرتزقة لآل سعود وآل نهيان وآل خليفة وآل ثاني، كما هو حال التكفيريين الشيشان والافغان والباكستانيين اليوم.. والشرطة التي يستعينون بهم لضبط الامن وقمع مواطنيهم من بنغاليين وسريلانكيين وهندوس وبوذيين.
ولكي لايستغرق الفريق السيسي كثيراً، اقول له لن تكون اكثر من صدام حسين ولا حسني مبارك.. ان اشتروك، سيبيعوك.. عاجلاً ام آجلاً!

بقلم: علاء الرضائي