الاحتلال الإسرائيلي يستغل المفاوضات لتوسيع الاستيطان

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤ - ٠٣:٣٧ بتوقيت غرينتش

رام الله (العالم) 2.014.02.16 ـ قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استغلت فترة المفاوضات لبناء أكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأضاف في تصريحات أن الجانب الأميركي لم يقدم أي مقترحات مكتوبة للجانبين على مدار الأشهر الماضية مؤكداً أن السلطة الفلسطينية لن تقبل بتمديد المفاوضات بعد التاريخ المحدد لانتهائها.
وخرج عريقات عن صمته فکان أن أطلق النار علی ماوصفه بعملیة جراحیة کان هو عرابها؛ حيث أکد بأن تل أبیب استغلت أشهر التفاوض الطويلة کي تزيد من البناء الاستيطاني؛ وأنها أنجزت خلال سبعة أشهر عشرة آلاف وحدة استيطانية في الضفة وشرقي القدس دون أن يلوح أي أفق إيجابي للمفاوضات.
وصرح صائب عريقات من ألمانيا بالقول: عندما يقوم رئيس الوزارء الإسرائيلي بعمليات استيطانية فهو یدمر مبدأ الدولتين ویدمر مايريد تحقیقه السید شتاینمایر والسید کیري.. لذلك نحن طلبنا من المجتمع الدولي أكثر من مرة أن يدرك أن الحكومة الإسرائيلية أمامها خيار اما المستوطنات واما المفاوضات.
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين لم يقدموا مقترحات مكتوبة وأن تل أبيب تزيد تباعداً في مواقفها عن مواقف الفلسطينيين.
ولفت المحلل السياسي الفلسطيني محمد دراغمة في حديث لمراسلنا إلى أن "صائب عريقات كمفاوض أدرك أنه لو استمرت هذه المفاوضات مئة عام أخرى لن تجد نفعاً وان إسرائيل ستستغلها في تعزيز وجودها الاستيطاني."
هذا ولن تقدم الإدارة الأميركية بممثلها جون كيري مقترحات مكتوبة وإنما تم تسريب أحاديث عن احتفاظ تل أبيب بالأغوار واقتسام القدس وحل قضية اللاجئين بطريقة مرضية؛ وهي مقترحات رفضها الفلسطينيون والإسرائيليون. مايوحي أن الإدارة الأميركية تبحث عن إنجاز لنفسها في ولاية رئيسها الثانية.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رمزي رباح في تصريح لمراسلنا أن الولايات المتحدة تمتلك أوراق ضغط على كلا الجانبين "لكن السؤال: هل ستضغط فعلاً على إسرائيل أم أنها ستضغط على الفلسطينيين؟ أنا اعتقد أن الضغط يجري على الفلسطينيين الآن؛ وكيري يجهز لاتفاق إطار لتمديد مفاوضات مفتوحة على الزمن؛ وأن تكون أبواب الاستيطان والتهويد مفتوحة أيضاً."
هذا وبات نتنياهو في ظل راحة نفسية يعيشها نتيجة غياب الضغط الأميركي والأوروبي الحقيقي لاسيما أن حديث الأوروبيين عن مقاطعة اقتصادية للمستوطنات مازال يتطاير في الهواء.
وفيما قالوا في الأمثال الشعبية "من يديه في النار ليس كمن يديه في الماء" فإن يد تل أبيب باتت في ماء الإدارة الأميركية؛ في حين أن يد الفلسطينيين مغلولة إلى العنق؛ بأمر واشنطن؛ ثم تأتي الإدارة الأميركية لتطرح نفسها كوسيط نزيه في عملية التسوية.
02.16     FA