الفلسطينيون يرفضون افكار كيري التي طرحت في باريس

الفلسطينيون يرفضون افكار كيري التي طرحت في باريس
الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

رفض الفلسطينيون الافكار التي طرحها وزير الخارجية الاميركي جون كيري على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اجتماعهما الاربعاء والخميس في باريس، معتبرين انه "لا يمكن قبولها اساسا لاتفاق اطار" مع كيان الاحتلال الاسرائيلي لانها "لا تؤدي الى تحقيق التسوية".

ويسعى كيري منذ اشهر الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين ب"اتفاق اطار" يمهد للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع ولكن من دون جدوى. وقد اجرى الاربعاء والخميس مباحثات مع عباس في باريس استمرت حوالى ساعتين ووصفها الفريقان التفاوضيان "بالبناءة".

واكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة في باريس ان الدبلوماسية الاميركية فشلت "حتى اللحظة" في انجاز اتفاق - اطار يرمي الى انهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.

وقال عباس اثر لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الرئاسة الفرنسية "حتى اللحظة لم يتمكن الاميركيون من وضع اطار لهذه الافكار رغم ان الجهود المبذولة جدية جدا".

واوضح عباس انه ابلغ مضيفه الفرنسي بالجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما والوزير كيري "لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين".

الى ذلك شكر عباس للرئيس الفرنسي "الدعم الثنائي من فرنسا والاتحاد الاوروبي" للسلطة الفلسطينية، موضحا انه تطرق مع هولاند الى موضوع عقد منتدى حكومي فرنسي - فلسطيني.

كذلك اكد ان مبدأ عقد مؤتمر جديد للمانحين اصبح محققا ويمكن ان يحصل بعد اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بهذا الموضوع خلال الشهر المقبل.

واشار الرئيس هولاند من ناحيته الى "ضرورة التوصل الى اطار متفق عليه للمفاوضات في المهل المحددة على قاعدة المعايير الاوروبية والدولية المحددة منذ زمن طويل"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.

كذلك جدد تأكيد استعداد فرنسا لتنظيم مؤتمر جديد للمانحين في باريس لدعم الدولة الفلسطينية بهدف تعزيز العملية السياسية والاقتصادية، وفق الرئاسة الفرنسية.

وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤول فلسطيني طالبا عدم كشف هويته ان كيري "طرح على الرئيس عباس عددا من الافكار والمقترحات التي ما زالت في مرحلة النقاش مع الادارة الاميركية خلال الاجتماعين اللذين عقدا امس واول امس في باريس".

واكد ان "هذه الافكار والمقترحات لا يمكن ان يقبل بها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية اساسا لاتفاق اطار (...) لانها لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني (...) ولا تؤدي الى حل للقضية الفلسطينية ولا الى تحقيق السلام والاستقرار والامن في منطقتنا".

واضاف ان عباس "اعاد تاكيد الموقف الفلسطيني ورؤيته للحل التي تستند لقرارات الشرعية الدولية وقرارات المؤسسات القيادية الفلسطينية وقرارات الجامعة العربية".

وطرح كيري حسب المسؤول الفلسطيني سلسلة افكار تتعلق بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية، والقدس والحدود والمستوطنات والامن واللاجئين.

وقال المسؤول الفلسطيني ان عباس ابلغ كيري بان "مبدأ الاعتراف بيهودية اسرائيل مرفوض جملة وتفصيلا".

واضاف ان "الموقف الفلسطيني الذي ابلغ به كيري هو ان الافكار المطروحة خاصة بموضوع المطالبة بالاعتراف بيهودية الكيان الاسرائيلي او وطن قومي لليهود وهي نفس الجوهر (...) لا يمكن القبول به".

ويصر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو على ان يكون هذا البند اساسيا في أي اتفاق تسوية مع الفلسطينيين بعد استئناف المفاوضات في تموز/ يوليو الماضي برعاية اميركية، لكن الفلسطينيين يؤكدون ان ذلك يمس "بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين.

وحول القدس، قال المسؤول الفلسطيني ان كيري تقدم "بطرح غامض لا يذكر القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 ولا نعرف ماذا يقصد بقوله في القدس واين القدس التي يقصدها".

وتابع ان الطرح الذي تقدم به كيري بشأن القدس "يبقي للطرف الاسرائيلي صيغة عامة غامضة هدفها الاساسي عدم اقامة دولة فلسطينية مستقلة لانه لا يمكن قبول اي حل دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".

واحتل الكيان الاسرائيلي القدس الشرقية في عام 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

اما بشأن قضية الحدود والاستيطان، فقال المسؤول نفسه ان "كيري يطرح تبادلا غير محدود للاراضي والحدود يتضمن الاخذ بالاعتبار التغيرات الديموغرافية التي حصلت باقامة المستوطنات خلال سنوات الاحتلال".

ورأى ان هذا الطرح يعني "اعطاء شرعية لكل عمليات الاستيطان التي تمت وهو ما نرفضه وهو ايضا مناقض لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر كل الاستيطان في فلسطين غير شرعي".

اما فيما يتعلق بقضية اللاجئين، فيقضي اقتراح كيري حسب المسؤول الفلسطيني بانه "لا يحق الاعتراف بمسؤولية اسرائيل عن قضية اللاجئين وحلها وفق القرار 194 الذي ينص على العودة او التعويض بل انه لا يوجد حق عودة وانما اعادة عدد من اللاجئين الى الاراضي المحتلة بناء على القوانين الاسرائيلية والسيادة الاسرائيلية".

وقال انه "من كل ما تم ذكره من مقترحات فانه لا يمكن ان يقبل الجانب الفلسطيني بهذه الافكار ان تكون اساسا لاتفاق الاطار الذي تنوي الادارة الاميركية طرحه على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي".

وتابع المسؤول الفلسطيني انه "تم الاتفاق مع كيري على مواصلة اللقاءات والجهود الاميركية التي يبذلها كيري شخصيا من اجل مواصلة النقاش للتوصل الى صيغة تلبي حقوق شعبنا باقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على الاراضي التي احتلت عام 1967 وحل كافة قضايا الحل النهائي".