لاريجاني: المفاوضات النووية والعلاقات مع اميركا قضيتان مختلفان

لاريجاني: المفاوضات النووية والعلاقات مع اميركا قضيتان مختلفان
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

اعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني، التفاوض مع مجموعة "5+1" والعلاقة مع اميركا قضيتين مختلفتين، مؤكدا دعم المجلس للمفاوضات بين ايران ومجموعة "5+1".

وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اعتبر لاريجاني قضية البرنامج النووي بانها ليست قضية غير قابلة للحل واشار الى ان هنالك امرين في هذا الصدد، الاول هاجس الغربيين من ان تتجه ايران للسلاح النووي والثاني هاجس الايرانيين من ان الغرب يسعى لحرمانهم من التكنولوجيا النووية واضاف، يمكننا ايجاد معادلة يتم من خلالها تبديد هذين الهاجسين شريطة عدم اضافة قضايا اخرى لهما، لذا فان الموضوع قابل للحل لو اقتصر الامر على هاتين القضيتين.
ولفت الى ان مفاعل اراك ليس لانتاج البلوتونيوم بل يستفاد منه لانتاج الادوية واضاف، ان القضية هي النفايات النووية لهذا المفاعل حيث يقال انه يمكن استخدامها لانتاج البلوتونيوم، لذا لن يبقى هنالك اي داع للقلق لو جرى حل مسالة النفايات النووية.
واكد ان طلب بعض اطراف المفاوضات اغلاق موقع "فردو" النووي رغم انه لا تفاوت بينه وبين موقع "نطنز" وان كلاهما يخضعان لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية امر غير منطقي، واضاف، انهم يرجعون السبب في طرحهم المختلف لعامل الامان العالي لموقع "فردو" ولكن ما الضير في ذلك (عامل الامان) وهل من المقرر ان يتم قصف هذا الموقع؟.
واشار الى الفرق بين قضيتي المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة "5+1" والعلاقة بين ايران واميركا واضاف، ان مشكلتنا مع اميركا لها جذور عميقة، وينبغي النظر هل ستحل هذه الجذور ام لا، وينبغي على اميركا لحل القضية اتخاذ اجراءات مختلفة لان العلاقة بين البلدين تضررت بسبب الممارسات الاميركية غير الصائبة تجاه ايران.
واعتبر ان حل القضية النووية لا يعني اقامة العلاقات مع اميركا واضاف، ان الاتفاق في هذا الصدد يمكن ان يشكل مؤشرا ايجابيا لحل سائر القضايا.
واعتبر ما يصدر من تصريحات من قبل المسؤولين الاميركيين وفي مقدمتهم الرئيس باراك اوباما ووزير خارجيته جان كيري بشان القضية النووية بانها لا تساعد على بناء الثقة بل تؤدي بالعكس الى تبديد الثقة.
ورفض لاريجاني القول بان ايران لجات الى المفاوضات مضطرة الى ذلك واضاف، ان قسما قليلا من المشاكل الاقتصادية في البلاد يعود للحظر فيما القسم الاكبر منها يعود لمشاكل في الادارة.
وفيما يتعلق بقضية افغانستان قال بان اميركا دخلت افغانستان سعيا لهدفين معلنين وهما مكافحة المخدرات ومكافحة الارهاب واضاف، ان انتاج المخدرات الذي كان 200 طن في العام 2001 في افغانستان قد ارتفع الى 8000 طن في الوقت الحاضر اي انه ازداد 40 ضعفا ويجري نقلها عبر مطارات افغانستان كما ان الارهاب مازال منتشرا في المنطقة، اذن اي قضية قام الاميركيون بحلها من خلال تواجدهم في هذا البلد؟.
وفيما اذا كان بامكان ايران التعاون مع اميركا بخصوص قضيتي العراق وافغانستان في ضوء محادثات سابقة جرت بين ايران واميركا حول قضية العراق قال، لم يكن هنالك تعاون (بين ايران واميركا) بل طلبوا هم اجراء محادثات ونحن قبلنا الا ان استنتاجنا هو ان الاميركيين لم يتصرفوا بصورة صحيحة ونحن نشعر بالسرور اذا ما غادرت اميركا المنطقة لان بقاءها يزيد الامور سوءا، فهل ان بقاء اميركا حل مشكلة الارهاب في افغانستان؟ وهل ان الاعمال الارهابية في المنطقة اصبحت الان اقل مما كانت عليه في العام 2001؟.
واشار الى ان الاميركيين لا يريدون الخروج من افغانستان بل هم بصدد خفض قواتهم فيها فقط واضاف، حسب اطلاعي انهم يريدون الاحتفاظ بـ 9 قواعد عسكرية في افغانستان وهو ما يعني البقاء في هذا البلد وليس الخروج منه.
وبشان القضية السورية اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي، على حل القضية عبر الحوار والطرق السلمية والانتخابات وقال، ينبغي اولا توفير الاجواء الامنة من خلال خروج المجاميع المسلحة (الاتية عناصرها من الخارج) وغلق المنافذ الحدودية التي يدخل السلاح منها الى هذا البلد والاشراف الدولي على اجراء الانتخابات.
واضاف، اذا كان الاميركيون يشعرون بالقلق على الديمقراطية فلتقام الانتخابات ونحن ندعم الديمقراطية في المنطقة لاننا نعلم بانه اينما جرت انتخابات ديمقراطية حقيقية فان النتيجة تاتي خلافا لما تريده اميركا.
وتابع لاريجاني، انه يجب ايجاد التفاهم، ولكن السؤال هو مع من يجب ان يتم التفاهم، هل مع المجاميع المعارضة؟ فالمجاميع المعارضة تقسم الى قسمين، القسم الاول خارج سوريا وهو منهمك بالترفيه عن نفسه والقسم الاخر يقاتل في سوريا ومعظمه من الارهابيين ويرفضون المفاوضات، اذن مع من يجب ان يجري التفاهم؟ .
واشار الى اتهامات الغرب للرئيس السوري بشار الاسد واصراره على انه ينبغي الا يشارك في اي انتخابات مقبلة قال، انه اذا كان الاميركيون يعتقدون بان بشار الاسد ارتكب كل هذا الظلم فمن المفترض الا يفوز في الانتخابات، اذن لماذا يرفضون مشاركته ؟.
وحول دور فرنسا في المفاوضات بين ايران ومجموعة "5+1" قال، انه على الفرنسيين ان يدركوا بانه ليس من مصلحتهم ولا من مصلحة شركائهم ان يتخذوا موقفا متصلبا، وفي هذا الاطار سمعت ان السيد اوباما غاضب جدا من زيارة الوفد الفرنسي الى ايران اخيرا.