فيننشيال تايمز:

استخبارات الغرب تسلم تركيا قائمة بأسماء جهاديين

استخبارات الغرب تسلم تركيا قائمة بأسماء جهاديين
السبت ٠٧ يونيو ٢٠١٤ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية: إن أجهزة الاستخبارات الغربية سلمت نظيرتها التركية قائمة تشمل أسماء 5 آلاف جهادي غربي، تتخوف الدول الغربية أن يرحلوا إلى سوريا للحاق بركب المجموعات الجهادية هناك، في دلالة واضحة على تنامي التهديد الإرهابي الذي يشكله الجهاديون في الغرب.


وأضافت الصحيفة التي انفردت بالخبر أن العدد الموجود في القائمة يتخطى عدد الغربيين الذي سافروا بالفعل من أوروبا وأميركا للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، والذين يقدر عددهم ما بين 2-3 آلاف فرد، مشيرة إلى خشية أجهزة الأمن الغربية أن تبدأ هذه المجموعات الجهادية لدى عودتها هجمات إرهابية على الأراضي الغربية بشكل لم يحدث من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وأكد مسؤولو مكافحة الإرهاب في كل من تركيا والاتحاد الأوروبي للصحيفة عدد الأفراد الواردين في القائمة، وأشارت فيننشيال تايمز إلى أن ما يقرب من 450 مواطنا غربيا قد سافروا الفعل إلى سوريا، إلى جانب 700 يحملون الجنسية الفرنسية وأكثر من 300 يحملون الجنسية الألمانية، متخذين من تركيا نقطة عبور لهم، وهي نقطة محل نزاع بين تركيا والغرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن قضية الجهاديين الأوروبيين احتلت قائمة الأجندة السياسية الأوروبية عقب حادث إطلاق نار في المتحف اليهودي ببلجيكا أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، مشيرة إلى أن هذه الحادثة يعتقد أنها المثال الأول على ارتداد الأزمة السورية، نتيجة الجهاديين العائدين منها.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأوروبيين قوله: إن قضية الجهاديين الأوروبيين في سوريا» تحتل قائمة العلاقات مع تركيا»، مضيفا أن كل دولة أوروبية تمتلك قائمة مراقبة تتعلق بالإرهاب، وأن كل الطرق تؤدي إلى وزارة الخارجية التركية.
ونقلت أيضا عن دبلوماسيين غربيين قولهم: إن تركيا باتت أكثر تجاوبا تجاه مخاوف أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، إضافة إلى ما قامت به تركيا الأسبوع الماضي من إعلان جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة منظمة إرهابية.
بينما قال المسؤولون الأتراك: إن بعضا من شركاء أنقرة الغربيين يزودونها في الوقت الراهن بمعلومات عن إرهابيين محتملين مشتبه بهم.
ورغم طغيان أزمة أوكرانيا على محادثات الدول السبع الكبرى في بروكسل، إلى مسؤولين أمنيين مطلعين على المحادثات أشاروا إلى أن الهاجس الأمني الرئيسي الذي نُوقش كان المقاتلين الأجانب في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن تكوين قاعدة بيانات تضم أسماء مقاتلين محتملين وحاليين كانت أحد القضايا الشائكة التي تحاول أجهزت الاستخبارات الغربية إيجاد حل لها، بما في ذلك أجهزة استخبارات لم تعتد التعاون مع بعضها البعض.
ويشير المسؤولون البريطانيون إلى أن قضية الجهاديين باتت مشكلة ملحة تقر بها معظم دول أوروبا، بسبب اتفاقيات الحدود المفتوحة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم: إن تسع دول أوروبية من المتأثرين بشدة بالتهديد الإرهابي عقدوا محادثات خاصة في هذا الشأن في بروكسل، لتشارك المعلومات المتاحة لدى كل جهة، كما عقدوا أيضا اجتماعات في كل من تونس والأردن والمغرب وتركيا.
كان المنسق الأوروبي المكلف بمحاربة الإرهاب٬ جيل دي كيرشوف قد صرح لفيننشيال تايمز أن أوروبا ينبغي أن تعد نفسها لمزيد من الهجمات.
ولا يقتصر خطر الجهاديين على أوروبا فقط، بل السلطات الأميركية باتت قلقة بشكل كبير، ودفعها ذلك للتنسيق عن كثب مع الاستخبارات الأوروبية، لأن اتفاقيات التأشيرات بين أميركا وأوروبا تتيح للأوروبيين دخول أميركا بسهولة، ما يعرضها لخطر دخول جهاديين.