مجلس الامن يهدد الاطراف المتنازعة في جنوب السودان

مجلس الامن يهدد الاطراف المتنازعة في جنوب السودان
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

هدد سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي خلال زيارتهم الى جنوب السودان الثلاثاء بفرض عقوبات على الطرفين المتحاربين في حال تواصل النزاع في البلاد التي اصبحت اليوم على شفير المجاعة.

وحذرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة ورئيسة البعثة سامنثا باور، بعد لقاء مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، ان "المجلس قال بوضوح انه مستعد لتحمل النتائج في حال استمر وجود مخربين (لعملية السلام) وبقي هناك اشخاص ينتهكون بطريقة فاضحة حقوق الانسان".

واشارت باور الى ان بعثة مجلس الامن ستوصل الرسالة ذاتها الى زعيم المتمردين نائب الرئيس السابق رياك مشار.

وقتل عشرات الالاف ونزح 1,5 ملايين شخص نتيجة النزاع الناجم عن خصومة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق، ادت الى مضاعفة العداوات السياسية القبلية في صلب الجيش.

ولم تسجل محادثات بدأت في كانون الثاني/ يناير في اديس ابابا حتى الان تقدما فيما انتهت مهلة الستين يوما التي تعهد كير ومشار خلالها بتشكيل حكومة وحدة الاحد من دون تحقيق اي نتيجة.

ولم يمنع اتفاقان لوقف اطلاق النار، تم التوصل اليهما في كانون الثاني/ يناير وايار/ مايو، مواصلة المعارك التي ترافقت مع مجازر ذات طابع قبلي. وقد انخفضت حدة الاشتباكات بسبب موسم الامطار الذي يحد من القدرة على التنقل في الدولة التي انشأت في العام 2011 اثر انفصالها عن السودان.

والجمعة هدد مجلس الامن الدولي كير ومشار بفرض "عقوبات محددة الهدف" في حال استمرار النزاع واتهمهما بوضوح بعدم القيام بشيء لوقفه.

وفي بيان صدر بالاجماع، اعتبر المجلس ان "افعال الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار اللذين يواصلان الحل العسكري للنزاع، غير مقبولة".

وذكر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت الثلاثاء بان مجلس الامن اعلن انه "جاهز لاتخاذ (...) كافة الاجراءات الضرورية، ومن بينها العقوبات" خاصة ضد "هؤلاء الذين يمنعون تنفيذ اتفاقيات" موقعة.

واشارت باور الى "معلومات مقلقة حول تدفق جديد للسلاح في البلاد بهدف التحضير الى معركة جديدة حين يبدأ موسم الجفاف". ودعت الطرفين الى "التعامل بجدية" مع محادثات السلام في العاصمة الاثيوبية.

ولفتت باور الى "الخطر الشديد للمجاعة التي تهدد" البلاد في حال استمرار النزاع. وشرحت ان حوالى "50 الف طفل اعمارهم اقل من خمس سنوات يواجهون خطر الموت جراء نقص الغذاء في الاشهر المقبلة كما يواجه نصف الشعب حالة بالغة من غياب الامن الغذائي".

وحذرت الامم المتحدة من ان الازمة الغذائية الحالية في البلاد "هي الاسوأ في العالم" ويمكن ان تتحول الى مجاعة في حال استمر النزاع.

وسبق ان فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على قادة عسكريين في معسكري كير ومشار، فيما هددت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) بان تتخذ التدبير نفسه.

ومن المفترض ان تلتقي بعثة مجلس الامن الدولي الاربعاء بوزراء خارجية ايغاد من اجل "التنسيق" معهم، وفق باور.

وسجلت معارك عنيفة مجددا الاحد في محيط مدينة الناصر، المقر السابق للمتمردين في ولاية جونقلي. وتبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف وراء المعارك.