انتفاضة للسود تزداد عنفا بمدينة فيرغسون الأميركية

انتفاضة للسود تزداد عنفا بمدينة فيرغسون الأميركية
الجمعة ١٥ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

إتخذت حركة الاحتجاج التي أطلقها متظاهرون في مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري الأميركية، منذ السبت الماضي، على خلفية مقتل شاب أسود على يد شرطي أميركي، منحىً أكثر عنفاً.

وأفاد موقع "السفير" ان التطور العنيف بدأ مساء الاربعاء مع خروج التظاهرات المنددة بعملية القتل عن طابعها السلمي، وتحوّلها إلى صدام مع الشرطة، التي نشرت وحدات خاصة واعتقلت العشرات، بينهم صحافيان، في وقت حاول الرئيس باراك أوباما احتواء الموقف، حيث توجه، مساء أمس، بخطاب إلى المتظاهرين، دعاهم فيه إلى الهدوء، طالباً من أجهزة الأمن عدم الإفراط في استعمال القوة.

وبرزت حدة المواجهات بين الشرطة في المدينة والمحتجين، حين قام متظاهرون برمي قنابل المولوتوف والحجارة على العناصر الأمنية، التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم.
وتجمع آخرون على جوانب الطرق وفي السيارات مرددين هتافات "أيديكم في الأعلى... لا تطلقوا النار"، احتجاجاً على مقتل الشاب مايكل براون (18 عاماً) يوم السبت الماضي بالرصاص على يد شرطي أميركي في ضاحية سانت لويس.
وتحولت الاحتجاجات إلى صدام عرقي في المنطقة التي تسكنها غالبية من السود، فيما تحدثت مصادر صحافية عن شباب ملثمين يعدون القنابل الحارقة في مكان التظاهرات، مؤكدة اعتقال الشرطة نحو 50 شخصاً منذ يوم السبت الماضي.
وكانت الشرطة المحلية في المدينة أشارت إلى أن "الشاب قتل بعدما قام برفقة صديقه بمهاجمة الشرطي، محاولاً الاستيلاء على سلاحه". في المقابل، ذكر شهود عيان أن "الشاب لم يكن مسلحاً، وكان يسير في الشارع عندما هاجمه رجل الشرطة الأبيض، وأطلق عليه النار عندما كان يرفع يديه مستسلماً".
من جهته، قال قائد شرطة المدينة توم جاكسون، إن "الشرطي المسؤول عن إطلاق النار جرح في وجهه لكنه لم يصب بالرصاص"، بحسب ما نقلت الصحيفة المحلية "سانت لويس ديسباتش"، مشيراً إلى أن "عملية التحقيق في حادثة سانت لويس قد تستغرق أسابيع". لكن جاكسون أضاف أنه "للأسف، اليوم خرجت إلى السطح موجة من الحراك العنيف ذات طابع عرقي"، معتبراً أن "الأولوية الآن هي لمعالجة العلاقات العرقية".
وكانت الشرطة المحلية رفضت نشر اسم الشرطي الذي أطلق النار على الشاب الأسود، مشيرة الى أن ذلك "يهدف إلى الحفاظ على سلامته وسلامة شرطيين آخرين كانا برفقته، بعد تلقي تهديدات".
وفي الوقت الذي تشهد فيه مدينة فيرغسون تعبئة واسعة للمجموعة السوداء فيها وتظاهرات متتالية، دعا رئيس بلديتها جايمس نولز "كل المجموعات التي تريد التجمع للصلاة أو الاحتجاج إلى أن يفعلوا ذلك في أوقات النهار فقط وبشكل منظم ومحترم"، معتبراً أن "الذين يريدون سرقة هذه الاحتجاجات السلمية وتحويلها إلى تظاهرات عنيفة، تمكنوا للأسف من تحقيق ذلك في الليالي الماضية".
إلى ذلك، أوقفت الشرطة الأميركية الصحافي في قسم السياسة في صحيفة "واشنطن بوست" ويسلي لاوري، ومراسل صحيفة "هافنغنتون بوست" راين ريلي داخل أحد مطاعم سلسلة "ماكدونالدز" في المدينة على خلفية تغطيتهما خبر مقتل براون، فيما أفاد لاوري لاحقاً على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه تم الإفراج عنهما من دون أن يوجه إليهما أي اتهام.
وفي أول تعليق مباشر له على الحادث، دعا أوباما أمس إلى "استتباب السلام والأمن في شوارع ضاحية سانت لويس"، وقال الرئيس الأميركي في كلمة ألقاها من جزيرة مارثاز فينيارد في ولاية ماساشوستس حيث يقضي إجازته "أعرف أن المشاعر لا تزال قوية في الوقت الحاضر في فيرغسون، وهناك الكثير من الإختلافات حول ما حصل، ولكن يجب ألا ننسى أننا جميعاً ننتمي إلى العائلة الأميركية الواحدة، وهذا يتضمن الإيمان بالمساواة تحت حكم القانون، واحترام النظام العام كما الحق بالتظاهر السلمي".
وفي الوقت الذي اعتبر فيه أوباما أنه "لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف المفرط "، أكد في كلمته أنه طلب من وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي "التحقيق في الحادث".