السيد نصر الله: هزيمة داعش ممكنة

السيد نصر الله: هزيمة داعش ممكنة
الجمعة ١٥ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٢:١١ بتوقيت غرينتش

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الجزء الثاني من مقابلته المطولة مع صحيفة الأخبار ان ما يتحمله حزب الله من تضحيات في سوريا اليوم يبقى اقل بكثير من التضحيات المفترضة والأثمان التي كان على حزب الله واللبنانيين جميعا دفعها لاحقاً لو لم يتدخل.

واكد انه لو لم يقاتل حزب الله في القصير والقلمون لم تكن المعركة الاخيرة في عرسال فقط  كان البقاع "خلص" وكانوا وصلوا الى الجبل وعكار والساحل ولكانت المعركة في بيروت والجنوب.

وشدد على ان تقديم شهداء لحفظ كل هذه الانفس والاعراض والدماء والاموال واجب عقلي وديني وشرعي واخلاقي ووطني وإنساني.

واضاف: هناك وحش فالت من عقاله في المنطقة، فإذا خرج أحد ليقاتل هذا الوحش ويمنعه من افتراس شعوب المنطقة وكياناتها ودولها هل يجب ان يُشكر أو يدان؟ هذا الوحش المسمى داعش لا تصنيفات للناس لديه بين صديق وعدو ولا ضوابط. محاربة هؤلاء ليست موضوع سلاح ومواجهة ميدانية. الميدان ينبني على فكر واعتقاد وايمان وثقافة وعواطف ومشاعر،  ليس بالأمر السهل ان يصل احد الى ما وصل اليه هؤلاء من حقد وضغينة، هذا الفكر تم الاشتغال عليه لسنوات.

واعتبر السيد نصر الله  ان "هزيمة داعش ممكنة وانتصرنا على الفكر ذاته في القصير والقلمون".

واكد السيد نصر الله انه بالنسبة الى حزب الله عندما يقدم  مساعدة او مساندة في اي ساحة من الساحات فان حساباته لا تكون طائفية بل انطلاقا مما نسميه معركة الامة ومشروع الامة ومصلحة اوطاننا وشعوبنا.

وشدد على انه حيث يوجد دفاع عن فلسطين وعن محور المقاومة وعن الناس وحيث نستطيع ان نكون موجودين ويمكننا ان نساعد سنفعل . اذا كانت لدى حزب الله ارادة دفاع عن اهله وشعبه وقضية امته ومستعد ان يفعل ذلك فهذا ليس جريمة او ذنبا. السؤال يجب ان يوجه الى الاخرين لماذا لا تتحملون المسؤولية ولا تدافعون؟

ولفت السيد نصر الله الى ان ما اعد لـ"اسرائيل" يختلف بطبيعة الحال عن المعركة التي نخوضها ضد الجماعات المسلحة، وبالتالي لا ارى ان هناك شيئا كان حزب الله قد اعده او خبأه في مواجهة الاسرائيلي وانكشف بل بالعكس، معتبرا ان واحدة من النتائج الجانبية ان هذه المعركة تكسبنا من  الخبرة والمعرفة والآفاق الواسعة ما يمكن توظيفه بشكل افضل في اي مواجهة مستقبلية مع العدو هجوما ودفاعا والمعركة التي حصلت في سوريا تعطينا اضافات نوعية.

واشار الى ان عين "اسرائيل" على تجربة حزب الله في سوريا، وقيل الكثير في النقاشات الاسرائيلية ان حزب الله بعد تجربة القصير والقلمون هل يستطيع ان يطبق دروسا وخلاصات من هاتين التجربتين في معركة الجليل.

وحول النازحين السوريين قال سماحته ان المشكلة هي هل يريد النازحون ان يعودوا؟ نحن كلنا جاهزون ان نساعدهم والبعض يستطيع العودة والعيش في أمن وأمان حيث هناك مناطق بكاملها في ريف دمشق والقلمون وحمص وغيرها قاتل فيها مسلحو الدولة لثلاث سنوات ثم دخلوا في تسويات واليوم لا أحد يتعرض لهم. هؤلاء كانوا يقاتلون فكيف بمن كان هاربا؟

واضاف: اذاً دعونا نبحث عن الأسباب الحقيقية لتمسك البعض بالنزوح الى لبنان تحديدا. هذا يحتاج الى إرادة جدية لدى النازحين اولاً وقرار من بعض القوى السياسية ثانيا بوقف استخدام النازحين ضد النظام انسانيا وأخلاقيا وأمنيا وسياسيا. هؤلاء يشجعون المسلحين على الإتيان بعائلاتهم الى لبنان لكي يتفرغوا للقتال هناك.

وأكد السيد نصر الله ان الرعاية اللبنانية لبعض الجماعات المسلحة في بعض المناطق السورية لا تزال قائمة تمويلا وتسليحا وتدخلا واهتماما وتوجيها.

ورداً على بعض الاسئلة المتعلقة بشخص سماحته قال انه في حزب الله توجد مؤسسات قرار وجهات تخطط وتبرمج والامين العام هو واحد من مجموعة، مثلا اذا كنت سأعقد مؤتمرا صحفيا متعلقا بالشان السياسي لست من يقرر اذا كنا نريد انتخابات نيابية او سنقبل بالتمديد او مثلا قرار الدخول الى معركة القصير.. هذا قرار تأخذه شورى حزب الله.

وحول خطاباته ورفع صوته او اصبعه قال: بالنسبة الى رفع الصوت او خفضه فهذا الامر مقصود والامر يتعلق بطبيعة المناسبة والجمهور، فلكل مقام مقال وحال وصوت "ورفعة اصبع".

وقال ردا على سؤال: قرأت في بعض التقارير الاسرائيلية التي ذكر فيها انني قد اكون خضعت لدورات في ادارة الحرب النفسية او انني اتمتع بهذه الامكانية بالفطرة. الحقيقة انا لم اخضع لأي دورات لا بالحرب النفسية ولا بالإدارة او القيادة. هذا الأمر تطور معي ومع اخواني نتيجة التجربة والمراكمة والخبرة.

وتابع: عندما يكون الشخص هو من يتابع وهو موجود داخل الادارة واللعبة وتكون لديه إحاطة كاملة بالمعلومات ويعقد نقاشات مستمرة لتقدير الموقف المناسب وغير المناسب يصبح الشخص على معرفة بقدر المعلومات الذي يجب ان يقولها.

وحول اطلالته الشخصية بعد انتصار حرب تموز قال: كان واضحا لدي ان الاطلالة عبر الشاشة ستكون محبطة للناس من جهة ثانية لا نقاش في اهمية الظهور العلني في الحرب النفسية لكن في الموضوع الامني كنت اعي عندما صعدت الى المنبر ان هناك احتمالا لتعرضه لقصف من الجو. لم يكن احتمالا بنسبة 70 او 80 في المئة لكنه كان احتمالا معتداً به وأذكر يومها اني اتفقت مع الحاج عماد ان اخطب ربع او ثلث ساعة لكنني تخطيت الوقت حتى راح يرسل لي اوراقا طيلة الوقت بأن "خلصنا انزل".

وعن عبارة "اشرف الناس" قال: يومها لم تكن مكتوبة في النص. احيانا يخطر الكثير من الأفكار في بال الشخص وهو يخطب وهنا اهمية الخطاب بين جمهور لكن على ما اذكر تضمنت رسالتي الى المجاهدين مقطعا كان موجها الى الناس اثناء الحرب لكن لم يجر تسليط الضوء عليه وأظن ان هذا التعبير ورد في هذا المقطع.