البيان الختامي للمؤتمر الدولي لعلماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية

البيان الختامي للمؤتمر الدولي لعلماء الإسلام لدعم المقاومة الفلسطينية
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي لعلماء الإسلام بطهران ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والإسلامية عامة بكل أشكال الدعم ، معلنين الوجوب الشرعي المؤكد لهذا الدعم، داعين كل الأقطار الإسلامية ومنها إيران إلى تسليح الفلسطينيين.

كما ندد المؤتمرون بكل أشكال الاعتداء الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني المثابر والصابر مشددين على ضرورة إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة مطالبين المجتمع الدولي محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، مطالبين بتأسيس جبهة علمائية إسلامية لدعم المقاومة.

وعن ظاهرة التطرف والتشدد والغلو والتكفير، حذر المؤتمرون من تنامي هذه الظاهرة الخطرة التي تمزق المجتمع الإسلامي إلى أشلاء طائفية ومذهبية تهدد تماسكه ووحدته وقوته.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد خلقه محمد و على آله الطاهرين وصحبه الكرام الميامين.

بعون الله تعالي، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي لعلماء الإسلام لدعم القضية الفلسطينية في 13 و14 من ذي القعدة 1435هـ الموافق 9 و10 من سبتمبر/أيلول 2014م بمشاركة العلماء والشخصيات الدينية والنخب العلمية والاجتماعية من 55 دولة إسلامية وسائر أنحاء العالم، وقد خُصص هذا المؤتمر لدراسة الأزمات المستجدة في العالم الإسلامي عامة وسبل دعم المقاومة الفلسطينية خاصة وقد تدارس المؤتمرون على مدي يومين وفي ست جلسات عمل مكثفة المحاور التالية:

المحور الأول: المقاومة الإسلامية في المنطقة ، ضرورتها ومقوماتها

المحور الثاني: تحديات المرحلة

المحور الثالث: فلسطين؛ وحدة التراب الفلسطيني

المحور الرابع: فلسطين والواجب الإسلامي

المحور الخامس: المؤسسات العلمائية وفلسطين

وقد افتتح المؤتمر سيادة الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي بكلمة جامعة، كما حظي المشاركون بلقاء قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي «حفظه الله ورعاه» واستمعوا إلى خطابه التوجيهي القيم. وفي ختام جلسات المناقشة أصدر المؤتمر القرارات والتوصيات التالية:

اولاً: يدين المؤتمرون كل أشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط في فلسطين وخصوصاً ما جري من جرائم وحشية في غزة البطلة الصامدة من تقتيل وتشريد للآلاف وكذلك ما يجري من محاولة هدم للمسجد الأقصى ومنازل الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها بالتغيير الديموغرافي في أرض فلسطين، كما يحيون جهاد الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة وخصوصاً وقوف المقاومة في غزة ودحر العدوان الصهيوني الغاشم ويباركون لها انتصارها الباهر، ويؤكدون من جديد على ضرورة تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة وأهمها حقهم في العودة إلى ديارهم. كما يطالبون المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بقتلهم الأطفال والشيوخ والنساء وهدمهم البيوت والمساجد والمستشفيات.

ثانياً: يؤكد المؤتمرون أن الأمة الاسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود و تتعرض لمؤامرات لتمزيقها جغرافيا ولغوياً وقومياً ومذهبياً بل وتاريخياً. كما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشكيك في قدرته على مواجهة المشاكل الحياتية المستحدثة، وإشاعة السلوكيات المادية المنحرفة عما رسمته الشريعة، وزرع حالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به وكذلك عبر إضعاف التربية والتعليم الإسلاميين والتشكيك في قدرتهما على النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الاسلامي بإشاعة روح الهزيمة والإذعان والانحلال الخلقي لئلا يقوم بدوره المطلوب في وأد الفتن والتوعية وبناء الشخصية الإسلامية المتوازنة.

ثالثاً: يرى المؤتمرون ضرورة تأسيس جبهة علمائية إسلامية لدعم المقاومة الإسلامية تضم مختلف اتحادات علماء الإسلام لكي تقوم بواجبها في تعبئة العالم الإسلامي مادياً ومعنوياً لدعم المقاومة الإسلامية عموماً والمقاومة الإسلامية الفلسطينية خاصة.

رابعاً: يرى المؤتمرون أن الأهواء والنزعات السياسية، وشيوع حالات التعصب وجهل بعض أتباع المذاهب بحقيقة المذاهب الأخرى انحرفت بالحالة السوية تلك إلى حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري إلى الساحة العلمية، مما ترك آثاراً سلبية خطيرة على قوة الأمة وتماسكها وسهل السبل ليقوم أعداؤها بطعنها في صميم عقيدتها وتوجهاتها النظرية والعملية الأصيلة.

خامساً: يرى المؤتمر ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية عامة وخاصة في لبنان بكل أشكال الدعم وتوسيع مجالاتها لتشمل الضفة الغربية ويعلن وجوبه وجوباً شرعياً مؤكداً ويدعو كل الأقطار الإسلامية وخصوصا الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسليح الفلسطينيين في هذه المنطقة.

سادساً: يعلن المؤتمرون أن المقاومة حق مشروع للشعوب ويستنكرون كل أنواع الإرهاب المدان إسلامياً وعالمياً سواء كان فردياً أو جماعياً وقد تمارسه بعض الدول الكبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد.

سابعاً: يؤكد المؤتمرون على ضرورة الحل الإسلامي لأزمات العالم الإسلامي خاصة في سوريا والعراق والبحرين وغيرها وضرورة أن يكون للعلماء والنخب دورهم الفاعل في تقديم الحل الإسلامي لهذه الأزمات وتفعيل لجنة المساعي الحميدة لتقوم بدور الوساطة بين الحكومات والشعوب والفئات لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حل إسلامي سلمي للمشاكل القائمة.

ثامناً: يدين المؤتمرون كل المحاولات الاستكبارية والصهيونية لإيجاد الفرقة والفتن بين أبناء الأمة الإسلامية وإلهاء الأمة بعضها بالبعض الآخر ومن هذه المحاولات قيام الدوائر الاستعمارية بايجاد نزعات وقيادات وتنظيمات تكفيرية من قبيل داعش، كما يدين المؤتمرون كل أنواع النشاطات التخريبية لهذه المنظمات العميلة في المنطقة ويدعو للعمل الجاد على تطهير الأرض الإسلامية منها.

تاسعاً: يؤكد المؤتمرون على دعم اتحاد علماء المقاومة الذي تم تأسيس نواته المركزية في مؤتمر فلسطين بماليزيا وضم النخبة من العلماء المجاهدين في أنحاء العالم إليه وبرمجة نشاطاته المستقبلية ودعمه بكل ما يمكن ليقوم بدوره العلمائي في تعبئة الجماهير للوقوف بحزم أمام المخططات المعادية.

عاشراً: يشكر المؤتمرون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي «دام ظله» على دعم المقاومة المتواصل بكل أنواع الدعم، كما يشكرون المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته ويرون في إقامة أمثال هذه اللقاءات خيراً كثيراً.

وصلی الله علی سیدنا محمد وآله الطاهرین وصحبه الکرام المیامین

الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة – طهران