بالفيديو وصور/ مسيرة.. "إخوان سنة وشيعة" في السعودية

الأحد ٠٩ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

وجه السعوديون، لطمة عنيفة إلى «الإرهاب»، حين تقاطروا من كل حدب وصوب، للمشاركة في تشييع جثامين ضحايا جريمة الدالوة في بلدتهم الواقعة شرق محافظة الأحساء إذ أشارت التقديرات إلى حضور أكثر من 100 ألف مشيع.

وردد مواطنون من أبناء قرية " الدالوة " ومختلف مدن الأحساء قدموا لتشييع جنازة القتلى بحادثة الدالوة بالاحساء ، أهازيج "اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه"، وثقتها عدسات الجوال.

والتشييع تحول إلى تظاهرة وطنية بامتياز، فالمشاركون يمثلون مناطق المملكة كافة، باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم القبلية. لكن ثمة ما يلفت أكثر، فنعوش الشهداء الثمانية لُفّت بالعلم السعودي الأخضر، والعلم ذاته كان يرفرف في أيدي آلاف المشيعين.

كما حمل المشيعون صوراً منفردة للشهداء العشرة محاطة بباقة من الورود، وعلى كل صورة عبارة: «اللهم تقبل منا هذا الشهيد». آخرون كانوا يهتفون «إخوان سنة وشيعة… هذا الوطن ما نبيعه»، وأيضاً «إخوان سنة وشيعة تحت راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وما إن بدأ السيد علي الناصر السلمان، الذي يُعد من كبار علماء الشيعة في السعودية، التكبير لأداء صلاة الجنازة على الجثامين، حتى اصطف خلفه الألوف، أحدهم مسبلاً يده، وآخر يضمها إلى صدره أو بطنه، بحسب المتبع في مذهبه.

مشهد تعدد أماكن وضع الأيدي، لم يقتصر على صلاة الجنازة، فلقد كان مشاهداً خلال صلاتي الظهر والعصر، اللتين أمّ فيها المصلين السيد منير الخباز (من القطيف)، وشارك فيها سعوديون من مختلف المذاهب.

لم يحمل السعوديون القادمون من مناطق أخرى ما يشير إلى الأماكن التي أتوا منها، ولكن هنا تتداخل اللهجة المكاوية والجيزانية والقصيمية والحائلية والنجدية، ألسن كانت تتكلم بلهجات مختلفة، «لترسم لوحة وطنية فريدة، ربما كان السعوديون بحاجة إلى هذه الحادثة المفجعة، ليتذكروا مرة أخرى أنهم أبناء وطن واحد، وأنهم فوق الطائفية والمناطقية والقبلية، وكل ما يشتتنا ويفرق وحدتنا، بحسب عبدالله عريشي، الجازاني الذي يسكن مدينة الرياض، والذي أصر ورفاقه على الوجود في الدالوة منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل.

الحضور الأمني كان طاغياً في موكب التشييع، سواءً للمشاركة فيه، أم لحفظ الأمن، أم لتنظيم حركة السير. فيما تولت أكثر من 300 حافلة (سعة 50 راكباً) نقل المشاركين في العزاء، من نقاط التجمع، التي تبعد عن موقع الدفن أكثر من أربعة كيلومترات. ويبلغ عدد هذه النقاط أكثر من 15 نقطة رئيسة.

كلمات دليلية :