ضباط بجيش "صدام" يدربون "وحدات خاصة" لداعش

ضباط بجيش
الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

قال ضابط رفيع من الجيش العراقي السابق انه وعددا من ضباط الجيش السابق يدربون منذ أشهر وحدات قتالية خاصة لتنظيم داعش الارهابي في الموصل، إحداها وحدة خاصة للاقتحام شاركت في هجوم الرمادي الأخير قبل يومين.

وتشير الانباء التي وردت من الرمادي إلى ان هجوم تنظيم داعش الأخير تم بتكتيكات محترفة وبطريقة جديدة.

ومن ضمن الضباط الذين تحدثت «القدس العربي» إلى بعضهم عقيد ركن سابق في الجيش ينتمي لعشيرة العبيدي بمدينة الحويجة بكركوك، وعميد من أهالي الدور في صلاح الدين كان في مغاوير الحرس الجمهوري، ولواء ركن مظلي من أهالي العامرية في بغداد، وعقيد من زمار كان يعمل في مركز تدريب الموصل، ومقدم ركن من سامراء كان في الحرس الجمهوري وكان قد تم طرده من الجيش السابق بسبب عقيدته وفكره السلفي .

وكذلك من ضمن الضباط الذين يقومون بتدريب وحدات داعش هناك عقيد ركن من المقدادية بديالى.

وحدثنا أحد أبناء هؤلاء الضباط قائلاً «والدي هو برتبة لواء ركن قوات خاصة وكان يعمل مدربا في الكلية العسكرية في زمن النظام البائد، انتمى إلى داعش منذ 7 سنوات وهو من مدينة الموصل، لم يكن متدينا كباقي زملائه الضباط الذين يدربون معه التنظيم، لكن عندما سقط نظام صدام تفرغ والدي لقراءة الكتب الدينية والذهاب إلى المسجد وتأثرنا جميعا بممارسات الأجهزة الأمنية الطائفية ليتغير منهجه من قومي وعلماني إلى سلفي واصولي. وكان قد سبقه بعض أصدقائه الضباط باﻻنضمام للتنظيم مما شجعه على ذلك».

اما الضباط الذين لم يكونوا متدينين أو لم يعرفوا بميول سلفية، فإن بعضهم كان منتسبا للحزب، وإضافة إلى أنهم يقدمون ما يسمونها «براءة من حزب البعث» فإن كثير منهم يقولون إن علاقتهم الفكرية ايضا انتهت مع الحزب العلماني، بعد تزايد الميول الدينية تدريجيا عقب سقوط بغداد، وبعد ان رأوا أقرانهم من الضباط والبعثيين في النظام البائد قد انضموا لخصوم الحزب في قوات الجيش الحكومي. مما دفعهم للانضواء تحت مجموعات مسلحة سنية متطرفة تعتبر حزب البعث من «الأحزاب الكفرية».

انضمام الضباط السنة في الجيش السابق لتنظيم داعش ليس جديدا، والعديد من قيادات القاعدة في العراق منذ تأسيسها كانوا ضباطا لهم ميول سلفية وتعرضوا للطرد أو الملاحقة الأمنية من الأجهزة الأمنية للنظام العراقي البائد، ومن الجهاز البعثي الحزبي. ومن مدربي القوات الخاصة الذين التحقوا بالقاعدة منذ تأسيسها بالعراق عام 2003 احد أولاد عمومة عضو قيادة قطرية بحزب البعث من عائلة عماش المعروفة بعراقتها الحزبية، وكان هذا الضابط مدربا بالقوات الخاصة لكنه سلفي ودأبت اجهزة الأمن على اعتقاله رغم تاريخ عائلته ورتبته العسكرية.

إلا ان المؤسس الأبرز لإحدى ابرز الوحدات الخاصة في القاعدة وهي «سرية الاقتحامات» منذ 2003 هو ابو العباس القرغولي، المعتقل منذ عامين في سجن الناصرية، والذي قاد عمليات اقتحام لسجن ابو غريب وكان ضالعا في تفجيرات فندق جبل لبنان واغتيال عز الدين سليم القيادي في حزب الدعوة. ويتشارك الكرغولي مع زميله العقيد ثامر الريشاوي وشقيقه بنفس خلفية العلاقة مع النظام البائد، من ناحية العضوية في أجهزة الأمن أو المؤسسة العسكرية قبل ان يتم طردهم لانتماءاتهم السلفية.

وباتت امرا معتادا لأهالي الموصل مشاهدة عناصر تنظيم داعش وهم يقومون بتدريبات خاصة وشاقة حيث يتسلقون البنايات العالية وينزلون بحبال من على الجسور.

وقال احد الجنود الذين ينتمون لهذه الفرقة والتي تدعى (الصارم البتار) «من يقوم بتدريبنا هم ضباط سابقون ومدربون رياضيون، واﻻنتماء لهذه الفرقة يجب ان يكون بشروط، فيجب ان يكون المنتمي ضخم البنية وقوي الإرادة وسريع الحركة، فهو يخضع لتدريبات شاقة وليست يسيرة، وﻻ يستطيع كل شخص تحملها، ومن التدريبات التي نقوم بها تسلق المباني والجسور ومن ثم النزول بواسطة الحبال أو المظلات، وكذلك الغوص داخل المياه لمدة ﻻ تقل عن دقيقة، وكذلك التدريب على القتال الأعزل أي بدون سلاح، كما نقوم بالجري لمسافة 7 كيلومترات يومياً و السير لمسافة 500 متر، ونحن نحمل كيسا يزن 50 كيلو غراما من التراب. وطبعا التدريب على الاشتباك بتكتيكات الاقتحام بكافة أنواع اﻻسلحة الخفيفة والمتوسطة».

ويضيف المقاتل عن هجوم الرمادي الأخير «وهذا ما قام به أحد فصائل هذه الفرقة حيث قام باقتحام مدينة الرمادي واﻻنغماس داخلها من جهة الشرق، فخلال دقائق بدأ الهجوم بعد مشاغلة قوات الحكومة من عدة محاور وقصفهم بالهاونات والمدافع.

كلمات دليلية :