"داعش" اُنشئت في عهد صدام ونمت برعاية اميركية

السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

أكد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن أغلب قيادات جماعة "داعش" الارهابية كانوا تحت رعاية الاستخبارات الاميركية، فيما رأى الكاتب عبد الباري عطوان في كتاب نشر مؤخرا إن رئيس النظام العراقي المخلوع صدام، هو من وضع الأسس لنشأة "داعش".

ضجت وسائل الاعلام بتحقيقات وبحوث مطولة لمعرفة من اين خرج هذا الوحش "داعش" والصدمة التي اجتاحت المنطقة والعالم مع ظهور صور مجازره المتنقلة بين سوريا والعراق، ومن هي الدول التي ترعاه ولها مصلحة في ذلك؟

وعلى اختلاف وجهات النظر وتعددها الا ان ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الخميس، قد يكون طرق باب الحقيقة اكثر من غيره.

وبحسب الكاتب مارتن تشيلوف، نشرت الغارديان رواية عن سجن بوكا في العراق أشارت فيها إلى أن السجن الذي أنشأته القوات الأميركية وسط الصحراء في أقصى جنوب العراق بعد عام 2003، قد ضم معظم قيادات القاعدة وجماعة "داعش" الإرهابية حيث كون نقطة انطلاق لهذه الجماعات الإرهابية؛ مبينة أن الأميركان كانوا يكنون الاحترام لمتزعم "داعش" أبوبكر البغدادي خلال فترة تواجده في هذا السجن، وهنا تأتي شهادة الضابط السابق في الاسخبارات الاميركية باتريك سكينرز، التي تتوافق وما جاء على لسان الصحيفة.

الى ذلك، قال سكينرز ان السبب الرئيسي لظهور داعش بعد 2010 كان سجن بوكا، فالجميع كان يرى ما يحصل لكن لا احد استطاع وقف هذا الامر.

ومن هنا اذا بدأت رحلة داعش ,اذ كان الاميركيان يرون في الزعيم المستقبلي لداعش الشخص القادر على حل النزاعات بين الجماعات المتنافسة في السجن والحفاظ على الهدوء هناك.

ومن الجدير ذكره أن قيادة "داعش" تتألف الان من معتقلين سابقين في السجون الأمريكية، من "بوكا" و"كامب كروبر" و"أبو غريب". وقد اعترف الكثير منهم أن فترة السجن أثرت عليهم بشكل تطرفي.

وتأكيدا يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان في كتاب جديد له حول نشأة داعش ومستقبلها، بأن الجماعة تبنت أسلوب العنف الزائد أو "التوحش" عمدا من أجل إرهاب أعدائها وضربهم نفسيا.

ويشير هنا الى إن الولايات المتحدة لم تؤسس "داعش"، بل إن صدام هو الذي بدأ فعليا في التمهيد العملي والعقائدي واللوجستي لها، سواء جاء ذلك بمحض الصدفة أو نتيجة خطة محكمة.

فعندما أدرك صدام أن أميركا تريد الإطاحة به ونظامه قرر التحول إلى تبني (الهوية الإسلامية) و(الجهاد الإسلامي) خصوصا كـ(عقيدة) لمواجهة الاحتلال المتوقع، وتماشيا مع الموجة الجديدة من (السلفية الجهادية) التي بدأت في المنطقة بداية التسعينيات من القرن الماضي، مستفيدة من الدعم الاقليمي من دول الجوار العراقي.