تسونامي "داعش" يأتي على الشبك؛ ويتدرع بهم

تسونامي
الجمعة ٢٦ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

باتت أكثر من 50 قرية ومجمع سكني يقطنها الشبك منذ عقود أصبحت خاوية على عروشها تماماً من سكانها بعد تسونامي جماعة "داعش" الارهابية التي هاجمت محافظة نينوى في العاشر من حزيران/يونيو 2014، وتحوّل السكان إلى نازحين ومهجرين في شمال وجنوب العراق بعدما فقدوا كل ما يملكون.

وافاد موقع "ميدل ايست اونلاين"، يبلغ تعداد الشبك في نينوى وهو موطنهم الرئيسي في العراق بين 250 - 300 ألف نسمة، كانوا موزعين في 51 قرية إضافة إلى مجمعات سكنية تمتد على شكل هلال في المنطقة التي تُعرف بسهل نينوى من قضاء تلكيف غرباً مروراً بناحيتي بعشيقة وبرطلة وحتى قضاء الحمدانية شرقاً.

وهم مسلمون غالبيتهم من الشيعة، يتحدثون لغة خاصة بهم قريبة جداً الى اللغة الكردية، منقسمون في الانتماء بين مائل نحو الكرد، وآخر نحو العرب، ومنهم من يقول بأن الشبك قومية مستقلة.

وللشبك العديد من المزارات الدينية المقدسة بالنسبة لهم في سهل نينوى ثلاثة منها تكتظ بالناس في عاشوراء ومناسبات أخرى وهي مقام الإمام زين العابدين "عليه السلام في قرية علي رش التابعة لناحية برطلة "15 كما شرق الموصل"، ومزار الإمام رضا "عليه السلام" في ناحية بعشيقة 20 كم شرق الموصل، ومزار الإمام العباس في منطقة الشلالات(10كم شمال الموصل).

بعد أيام قليلة من احتلال الجماعة الارهابية على مدينة الموصل في العاشر من حزيران/ يونيو 2014، وجد الشبك أنفسهم مكشوفين أمام آلة قتل حصدت المئآت منهم إذ تعرضت قرية "عمر كان" الشبكية إلى هجوم أُختطف (112) شخصاً، تم العثور على جثة اثنين منهم، فيما يبقى مصير الآخرين مجهولاً لغاية الساعة، وفرت العائلات بالثياب التي عليها لتسيطر جماعة "داعش" على الممتلكات كافة باعتبارها غنائم.

شاب شبكي اختطفه ارهابيو "داعش" واقتادوه مع آخرين من قرية "عمر كان" إلى حدود التماس مع قوات البيشمركة الكردية غرب الموصل كدروع بشرية، روى كيف إن الجماعة الارهابية تنظر إلى الشبك على أنهم مشركون.

ويتابع الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأنه استطاع أن يغافل حراس من جماعة "داعش" بعد قصف استهدفهم في منطقة قريبة من قضاء تلكيف، واستطاع الفرار، والوصول إلى الموصل ومنها إلى أربيل "قبل أن تغلق المنافذ بين المحافظتين تماماً".

وذكر الشاب الشبكي بأن "داعش" تجبر الشبان الذين لا يبايعونه على تقديمهم كدروع بشرية، وأكد أنه لا يعرف شيئاً عن مصير باقي الشباب الذين اختطفوا معه.

غزوة جماعة "داعش" لقرية "عمر كان" أصابت سكان باقي القرى الشبكية بالهلع كما يصف مواطن شبكي يدعى مهند الحاج محمود.

وقال: "تطمينات قوات البيشمركة للشبك بتوفير الحماية لم تلقى بالاً بعدما عجزت تلك القوات عن حفظ أمن سنجار التي استباحتها جماعة داعش".

ويؤكد أن سكان القرى الشبكية باعوا بأثمان بخسة الكثير من قطعان الماشية التي يمتلكونها والتي كانت تشكل مصدرهم الاقتصادي الرئيسي، وما بقي فقد صادرته "داعش"، بعد ان دفعتهم الى المغادرة، فلجأ 80 في المائة منهم إلى منطقة كردستان وخاصة في قضائي بردة رش وعقرة، وكلك ياسين آغا وقضاء الشيخان، وقصروك وفي دهوك، وأربيل والسليمانية، وذهب القليل منهم إلى جنوب العراق إلى محافظة بابل على وجه الخصوص.

ولفت مهند الى أن جماعة "داعش" الارهابية صادرت كذلك آلاف الأطنان من محصولي الحنطة والشعير من قرى الشبك التي كانت تستعد بعد انتهاء الموسم الزراعي لتسليم محاصيلها إلى صوامع حكومية كما كانت تفعل كل عام قبل وصول "داعش".

من جهته، قال الناشط السياسي الشبكي محمد عباس "نحن ضحايا داعش المنسيون". واضاف، أن جميع المكونات التي تعرضت لاعتداءات من جماعة "داعش" حصلت على بقعة الضوء الإعلامية والسياسية باستثناء الشبك.

وينوه بأن الشبك هم الأقلية الوحيدة التي لم يعد لديها أرض بعدما فقدوا كل قراهم وأراضيهم التي سيطرت عليها جماعة "داعش"، في حين وعلى سبيل المثال فإن الآيزيدية لديهم قضاء الشيخان (شمال الموصل) الذي بقي بمأمن من "داعش"، والمسيحيون لديهم مدينة القوش (شمال غرب)، وكلاهما تحت سيطرة قوات البيشمركة.

وأضاف بنبرة فيها يأس، "لم يعد لدينا حتى أراضٍ ندفن فيها حتى موتانا".

من جانبه، أوضح البرلماني العراقي "سالم شبك"، أن جماعة "داعش" أعلنت هدر دم أبناء "الشبك"؛ لأنهم من أتباع المذهب الشيعي. وافاد البرلماني أن أبناء "الشبك" يلجأون إلى أربيل، وكربلاء، والنجف الاشرف.