روحاني: لا نقاش حول المبادئ والثوابت بالمفاوضات النووية

روحاني: لا نقاش حول المبادئ والثوابت بالمفاوضات النووية
الأحد ٠٤ يناير ٢٠١٥ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس حسن روحاني بان لا نقاش حول المبادئ والثوابت في السياسة الخارجية والمفاوضات النووية، معتبرا المبادئ بانها غير مرتبطة باجهزة الطرد المركزي.

وقال الرئيس روحاني في كلمته اليوم الاحد خلال ملتقى "اقتصاد ايران" المنعقد بطهران، ان تجربتنا السياسية تقول لنا بان البلاد لا يمكنها تحقيق النمو المستمر في العزلة، الا ان هذا الامر لا يعني ان نتخلى عن مبادئنا وثوابتنا، ولن يتم النقاش بشان المبادئ والثوابت حول طاولة المفاوضات، بل ان قضية المصالح هي المطروحة في عالم اليوم.

واعتبر التهديدات والفرص والمصالح المشتركة اساس البحث في السياسة الخارجية ولا نقاش فيها حول المبادئ والثوابت، مؤكدا بان ايران لم تساوم في المرحلة الاولى لاتفاق جنيف على المبادئ والثوابت.

واكد الرئيس روحاني، ان المفاوضات تسعى لايجاد جسر بين مطالبنا ومطالب الطرف الاخر، فمبادئنا غير مرتبطة باجهزة الطرد المركزي، ولو ابدينا المزيد من الشفافية واوقفنا التخصيب بنسبة معينة لسنا في حاجة لها، فهل يعني ذلك ان مبادئنا قد اهدرت؟.

واضاف ، لقد تمكنا في اتفاق جنيف من تجاوز بعض اجراءات الحظر في مجالات مثل السيارات والبتروكيمياويات والتامين والملاحة البحرية واستطعنا من تحرير بعض الاموال المجمدة.

وفي جانب اخر من حديثه اكد الرئيس الايراني ضرورة الاستفادة من آراء ووجهات نظر الخبراء الاقتصاديين لوضع الحلول لمعالجة القضايا والمشاكل الاقتصادية وتحقيق الازدهار.

كما اكد على ضرورة مكافحة الفساد لتحقيق النهوض الاقتصادي، لافتا الى الاستفادة من آراء العلماء والباحثين والمفكرين والدعم من الشعب وقائد الثورة الاسلامية وقال، اننا وفي ظل هذا الدعم تحركنا خطوة الى الامام.

واكد نجاح الحكومة في السيطرة على التضخم وقال، ان السيطرة على التضخم وانخفاض الاسعار قضيتان منفصلتان وينبغي على الخبراء الاقتصاديين توضيح ذلك.

واعتبر ان احدى القضايا المهمة جدا في الجانب الاقتصادي هي مواكبة الشعب "لاننا سنفشل دون ذلك، وبطبيعة الحال ادعو وسائل الاعلام لنقد الحكومة لان النقد البناء ضروري ومفيد ولكن علينا في الوقت ذاته ان لا نخدش ثقة الشعب".

واكد تحقيق النمو في النصف الاول من العام الايراني الجاري (بدا في 21 اذار/مارس 2014) وقال، انه وبعد السيطرة على التضخم حققنا نموا بنسبة نحو 4 بالمائة في الاشهر الستة الاولى من العام، واعتقد باننا نمضي في طريق النمو والعبور من الركود.

واعرب الرئيس الايراني عن امله بان ينتهي العام بنسبة تضخم اقل كثيرا من 20 بالمائة واضاف، من المؤكد ان اقتصادنا الذي شهد عامين من النمو السلبي بما لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد خلال العقود الاخيرة، سيشهد نموا ايجابيا.

وصرح الرئيس الايراني بان انخفاض التضخم لعدة اشهر او لمدة عام غير كاف واضاف، ان التضخم يجب ان يشهد الانخفاض باستمرار للوصول الى النقطة المتوخاة اي ان عملية السيطرة على التضخم يجب ان تستمر بقوة خلال العام الجاري والعامين القادمين ايضا.

واوضح قائلا، ان هدفنا في العام 2017 وهو نهاية فترة الحكومة الحالية هو ايصال التضخم الى رقم احادي، وبطبيعة الحال قلما توجد هنالك دولة تشهد تضخما ثنائي الرقم.

وحول النمو الاقتصادي قال، ان النمو قد بدا بالفعل ولكن المهم هو استمرار هذا النمو، لانه للاسف شهدنا في مراحل ما السيطرة على التضخم لكنه عاد مرة اخرى وشهدنا النمو في مراحل اخرى ايضا ومن ثم توقف، لذا فان المهم هو استمرار النمو.

كما اشار الرئيس الايراني الى قضية انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية وقال، لقد شهدنا خلال الاعوام 1987 و 1988 و1998 و 1999 مثل هذا الامر اي انخفاض اكثر من المتوقع لاسعار النفط وهو امر يعتبر مترافقا ذاتيا مع سلعة النفط نظرا لوجود مستهلكين ومنتجين كبار في هذا المجال.

واضاف، من الفرق لايران لو كانت تصدر 10 ملايين برميل او مليون برميل يوميا، وكلما عززنا صادراتنا (من السلع) سيكون الضرر الذي يلحق بنا اقل (في حال انخفاض اسعار النفط)، وهذا هو جوهر الاقتصاد المقاوم، فلو كانت خطوط سككنا الحديدية مرتبطة مع جميع الدول ولو قمنا بيع وشراء الغاز ولو كانت هنالك استثمارات اجنبية في ايران وايرانية في الخارج فان امننا القومي سيقوى.

واعتبر انه مضى ذلك الزمن الذي كان يقال فيه لو جاءت استثمارات اجنبية الى ايران سيمس ذلك استقلالها، وقال، بطبيعة الحال سنتجاوز الاوضاع الراهنة (انخفاض اسعار النفط)، وبامكان هذا الملتقى دراسة القضية وكيفية العمل من اجل السيطرة على التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي.

واكد الرئيس روحاني ضرورة النمو المستمر للاقتصاد الموفر لفرص العمل في اطار الاقتصاد المقاوم وان نصل الى مرحلة لا تستطيع اي قضية مثل الجفاف ان تشل اقتصادنا.

واضاف، انه لو كان من المقرر ان تكون عائدات النفط هي الاساس لاقتصادنا فان المشاكل ستستمر، وينبغي ان لا يكون الانتاج معتمدا على الدولار والنفط.

واوضح الرئيس الايراني، ان لنا في البلاد افرادا مبدعين وعلماء ومفكرين وباحثين كبارا، وان الحاجة للعبور من هذا المنعطف هي الوفاق فقط.

واكد الرئيس روحاني في الختام، ان حل المشاكل الاقتصادية سيجعل البلاد اقوى "ولو نجح اقتصادنا المقاوم سننجح في المفاوضات النووية ايضا".