منتدى البحرين لحقوق الإنسان...

شهادات حية عن تعذيب المنامة لمعتقلي سجن "جو"

شهادات حية عن تعذيب المنامة لمعتقلي سجن
الأحد ٠٥ أبريل ٢٠١٥ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

عقد منتدى البحرين لحقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا في بيروت امس السبت عرض فيه وثائق مهمة وشهادات حية سلمته إياه قناة "اللؤلؤة" تشرح معاناة معتقلي جو والانتهاكات التي يتعرضون لها.

ودعا يوسف ربيع رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان أهالي المعتقلين إلى رفع قضايا إلى القضاء البحريني، والرجوع إلى النيابة العامة والذهاب إلى المؤسسات التي وجدت وهي أمانة التظلمات ومفوضية السجناء والمحتجزين والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لإغراق هذه المؤسسات التي وجدت بناءا على تقرير بسيوني حتى تطلع على دورها وإلا فهي مؤسسات جاءت من أجل الاعلام والعلاقات العامة"
وتابع: "منتدى البحرين لحقوق الإنسان وبوصفه يؤمن بأنّ الانتهاكات والتعذيب تشكل خروقات للقانون المحلي والدولي أخذ على عاتقه أن يتبنى هذا الأمر بغية ايصاله إلى الجهات المعنية، وسوف تقوم قناة اللؤلؤة بإيصال هذه الشهادات، وايصال أسماء الذين إلى الآن لم يتصلوا بأهاليهم من المعتقلين بأمانة التظلمات التي جاءت بعد توصيات بسيوني"، مضيفا بأنّ "هذه الأنماط كانت موجودة أيام السلامة الوطنية".
وحول الإفادة بالتقرير عن تورط الدرك الأردني في التعذيب في سجن جو قال ربيع: "نحن أوصلنا رسالتين رسالة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني، ورسالة أخرى إلى رئيس مجلس النواب الأردني وإلى الآن لم نستلم أي رد على الرسالتين".
أما محمد صفا رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب فقال: "ما شهدناه في شهادات السجناء يشكل صدمة بكل معنى الكلمة لتجاوزه كافة النصوص والأعراف والمواثيق الدولية، ولتعرّضه للكرامة الإنسانية بشكل فاضح"، مؤكدا على أنّ المعتقلين ليسوا سجناء بل معتقلوا رأي"، معتبرا أنّ "ماشهده المعتقلون في سجن جو من تعذيب يستدعي تدخلا إنسانيا".
من جهته أشار المحامي في القانون الجنائي وجيه زغيب إلى أنه: "في موضوع القوانين الداخلية، يلاحظ أن التعذيب الذي مورس على هؤلاء المعتقلين هو مخالف لمبدأ شرعية الجريمة والعقاب، وهو مبدأ مكرس دوليا؛ إذ لا جريمة بدون نص، إذا كانت مسألة التعبير عن الرأي، والمطالبة بالحريات السياسية تشكل جرما بنظر السلطات البحرينية، ففي كل الدول، وفي كل العالم هذه باتت من الحقوق الأساسية للفرد".
ورأى زغيب بأنّ "مسألة الاستعانة بدرك أردني للقيام بعمليات تعذيب، على المستوى الإنساني لا أعتقد بأن المعتقل الذي يتعرض لتعذيب وتمارس بحقه الانتهاكات أن يتأثر جسديا إلا أن يذل الإنسان في وطنه"، متابعا "الحقيقة أن ما يحصل في البحرين سواء على مستوى تعذيب السجناء أو على مستوى التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وانتهاك حقوق الشعب البحريني من خلال قوات درع الجزيرة، لقمع البحرينيين وفي كل الحالات إنما يمكن اضافته أن مسؤولية السلطات الأردنية عن قيام درك أردني بتعذيب مواطنين بحرينين تصبح نفسها مسؤولية السلطة أما المراجع الدولية والقضاء البحريني وكل المحاكم المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان".
وجرى في المؤتمر الصحفي، عرض تقرير يتحدث فيه المعتقلون عن أنماط متعددة من الانتهاكات حيث قال الشاهد الأول: "طلب مني أن أنبطح وأزحف وصولا إلى حلاق الشعر، وأنت تزحف هناك عناصر شغب على جهتين، والضرب شيء غير طبيعي، من الخارج تسمع صراخا من العنابر ومن لا يتم تعذيبه يتعذب نفسيا لما يسمعه في انتظار دوره..
وتابع: "كان هناك معتقل من ذوي الاحتياجات الخاصة جردوه من ملابسه وأجبروه على الدوران في الملعب وأخذوا يضحكون عليه، بعد الاحتجاج الثاني الذي قام به النزلاء أخذو سبعة عشر معتقلا، وكانوا يجبرونهم على تقليد أصوات الحيوانات لإهانتهم كما كانوا يسهرون الليل على تعذيبهم".
فيما ذكر الشاهد الثاني بأنهم تعرضوا لإطلاق مسيل الدموع داخل العنابر حتى أصيب أحد المعتقلين، مضيفا "أدخلونا داخل غرف من أجل أن يتمكنوا من السيطرة على السجن وكانوا يفتحون الأبواب ويخرجون المعتقلين فردا فردا، وبعدما يقوم عناصر الشغب بالضرب الشديد للمعتقلين ما يخلف إصابات في مختلف أنحاء الجسم، وكانوا يضربونا على العين والرأس بأدوات مختلفة وحادة مثل الهروات والأسلاك المعدنية، وفي عنابر أخرى استخدمت قوات الشغب السلاح الانشطاري "الشوزن" وقد نشرت صور لمصابين به على الشاشات".
أما الشاهد الثالث فأوضح بأن القوات الأمنية "استخدموا الأسلحة والقنابل الصوتية ومسيلات الدموع بين المعتقلين، أغلب الضرب كان للشيعة فيأتي العسكري إلى السجين ويسأله هل أنت سني أم شيعي؟".
ولفت الشاهد الرابع في التقرير إلى أنه قد "بقي الحال على ما هو عليه من الضرب المتواصل وكانوا يجبروننا على ترديد عبارة يعيش الملك ويسقط علي سلمان ومشيمع والمقداد، وكانوا يجبروننا أيضا على الزحف من باب إهانة المساجين".
أما الشاهد الخامس فأشار إلى أنّ "كل العناصر الذين كانوا يعذبوننا هم من ضباط الدرك الأردني جاؤوا بعقود مع الحكومة البحرينية وليسوا مجنسين، وكأن الحكومة الأردنية كلها جاءت إلى السجن، وحين كانوا يفرضون علينا تقبيل أحذيتهم كانوا يطلبون أن نلعقها بألسنتنا، كان الجرب منتشر بين المعتقلين بشكل كبير بسبب الأوضاع الصحية المتردية، ضربونا ضربا مبرحا وتعرضنا لكسور في مختلف أنحاء الجسم، ضرب متواصل وتعذيب واهانات وشتائم كانوا يكيلون لنا".