من هو الرجل الثاني في "جيش العدل"الارهابية الذي قتل مؤخراً؟

من هو الرجل الثاني في
الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥ - ١٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

اعلن مسؤول بدائرة الامن الداخلي في وزارة الامن الايرانية قبل ايام مقتل الرجل الثاني والمتحدث باسم ما يسمى بزمرة "جيش العدل" الارهابية في عملية استخبارية.

واكد المسؤول "وفقا لوكالة فارس" ان سعيد تركمان زهي المعروف بـ"ملا معاذ"، قتل في السابع من ابريل/نيسان الجاري، في حوالي الساعة 9 الى 10 مساء امام منزله في كراتشي بباكستان.

ولفت الى أن الارهابي تركمان زهي أعلن صباح اليوم ذاته (7 ابريل/نيسان 2015) بصفته متحدثا لزمرة جيش العدل، عن مسؤولية استشهاد 8 افراد من قوات حرس الحدود الايرانية في اليوم الذي سبقه (6 ابريل/نيسان 2015)، وقد تبنى التنظيم مسؤولية هذا العمل الارهابي.

واوضح المسؤول الامني الايراني أن الارهابي تركمان زهي كان قد شارك في عدة عمليات ضد قوات حرس حدود جمهورية ايران الاسلامية سابقا.

وأوردت وكالة انباء "فارس" بعض المعلومات والتفاصيل عن دور تركمان زهي في الزمرة الارهابية "جيش العدل".

من هو "ملا معاذ"؟

يعتبر سعيد تركمان زهي (ملا معاذ) واحدا من اقدم العناصر المواكبة لعبدالمالك ريغي (الرئيس السابق لزمرة "جندالله" الارهابية) والذي اصبح بعد تاسيس هذه الزمرة احد المساعدين الموثوقين لعبدالمالك ويحمل في سجله العديد من الاعمال التخريبية والارهابية ضد ايران خلال اكثر من عقد من الزمن.

وكان تركمان زهي قد هرب من ايران الى باكستان قبل اعوام وخضع لتعاليم دينية من عبدالرؤوف ريغي – الشقيق الاكبر لعبدالمالك ريغي ومفتي زمرة جندالله – ولهذا السبب يعد بصورة ما تلميذا لعبدالرؤوف في القضايا العقيدية وكان الاخير معجبا به ويوليه اهتمامه الخاص، بحيث انه (عبدالرؤوف) وبعد انشقاقه عن "جيش العدل" وتاسيسه زمرة جديدة باسم "جيش النصر" كان يامل كثيرا بانضمام تركمان زهي اليه الا ان هذا الامر لم يحدث ابدا وشعر عبدالرؤوف ان تلميذه السابق اصبح في مواجهته.

وبعد مقتل عبدالرؤوف ريغي بصورة غامضة، وحينما بدات الشكوك تحوم حول محمد ظاهر – زعيم جيش العدل – في مقتله، توقع بعض مراقبي الشؤون الامنية تحركات من جانب تركمان زهي حتى ضد محمد ظاهر الا انه لم يبد رد فعل جاد تجاه مقتل استاذه بل انه سعى حتى لطرح وتبيان القضية بصورة اخرى.

وتعتبر هذه القضية احدى النقط الغامضة في حياة تركمان زهي.

وبعد شطب عبدالرؤوف ريغي من منصب المتحدث باسم "جيش العدل" واغتياله الغامض، تم تعيين تركمان زهي بتاييد من محمد ظاهر زعيم "جيش العدل" متحدثا باسم هذه الزمرة، الامر الذي رحب به جهاز الاستخبارات السعودي الذي وفر له الارضية لاتصالات واسعة مع قناة العربية.

وبعد تعيين تركمان زهي متحدثا باسم "جيش العدل" اتسعت علاقاته مع ضباط الاستخبارات السعوديين وقد اجرى معهم العديد من اللقاءات في مدينتي كويتة وكراتشي الباكستانيتين.

ضباط الاستخبارات السعوديون لم يضعوا قناة العربية تحت تصرفه على نطاق واسع فقط بل انهم ابدوا اهتماما اكبر به من محمد ظاهر بسبب بعض المميزات التي كان يحظى بها.

ووفقا لبعض الوثائق، فان المقابلة الوحيدة التي اجراها محمد ظاهر مع قناة العربية، لم تكن حقيقية في الاساس وان سعيد تركمان زهي هو الذي تحدث بدلا عنه.

الا ان نقطة الغموض الثانية حول تركمان زهي هي انفصاله عن زمرة "جيش العدل" لفترة ملحوظة في وقت ما لعدة اسابيع.

لكن ما يزيد قضية مقتل تركمان زهي تعقيدا، تزامن اغتياله مع طرحه "طلب الامان من ايران".

وطرح تركمان زهي رسميا قبل فترة طلب الامان من ايران وحتى انه ارسل ابناءه الى ايران ولكن لم يمض وقت طويل على هذا الطلب حتى جرى اغتياله في كراتشي فجأة في مكان عام.

هذا في الوقت الذي اعلنت فيه زمرة "جيش العدل" في بياناتها اغتيال تركمان زهي بشيء من التاخير وفي هالة من الغموض.

وما يدعو للتامل ان هذه الزمرة اعلنت في بيان وهمي بان تركمان زهي قتل خلال احدى العمليات في ايران.

وتصر زمرة "جيش العدل" اصرارا خاصا بان تركمان زهي قتل الى جانبهم وفي احدى العمليات العسكرية في حين انه قتل في مكتبة بمدينة كراتشي، خلافا لبياناتهم الاخرى حول مقتل شخصيات مثل عبدالرؤوف في كويتة.

وعلى اي حال فان تركمان زهي قتل واخذ معه الى القبر الكثير من الاسرار عن الزمر الارهابية المختلفة منذ اعدام عبدالمالك حتى خلافة محمد ظاهر له ومن ثم اغتيال عبدالرؤوف (زعيم جيش النصر) وكذلك اغتيال محمد شفيع (زعيم زمرة انصار ايران).

كلمات دليلية :