سماسرة السلاح یبارکون للریاض عاصفتها!

سماسرة السلاح یبارکون للریاض عاصفتها!
الأربعاء ٠٦ مايو ٢٠١٥ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

لولا جهل حکام بعض الدول بادارة شؤونهم ومصالح شعوبهم واستبدادهم من جهة واستقوائهم بالخارج من جهة اخری، لما اتیحت الفرصة للقوی الغربیة الغاشمة ان تعبث وتهیمن علی مقدرات المنطقة وثرواتها من خلال حیاکة المؤامرات وترویج للحروب العبثیة بغیة التقاتل بین ابناء الامة الواحدة بهدف تقطیع اجزائها حتی یسهل علیها احتوائها وتمهید الارضیة لبیع المزید من السلاح لها لانقاذ اقتصادیاتها المنهارة خاصة مصانع السلاح لدیها.

والمشکلة الرئیسة لبعض دول المنطقة انبطاحها المسبق امام القوی الغربیة بسبب عدم امتلاکها اساسا لرؤیة او استراتیجیة مستقلة لادارة شؤونها لذلك نراها تجد علی الدوام وتحبذ ان تکون ذیلیة وتدور في فلك الدول الغربیة وإستراتیجیتها في مقابل الحفاظ علی کراسیها.

وما من شك ان ما تشهده الساحتان السوریة والعراقیة منذ سنوات من حروب بالنیابة والیوم في الیمن تقف وراءها القوی الغربیة الظالمة لتأمین مصالحها وحمایة امن الکیان الصهیوني الذي هو فوق کل الاعتبارات.

والیوم لم یعد خافیا علی ان القوی الغربیة تتنافس فیما بینها لکسب المزید من النفوذ في المنطقة وعقد صفقات السلاح بالملیارات لتشغیل مصانع السلاح لدیها وهذا ما نشهده من خلال الزیارة الحالیة للرئیس الفرنسي هولاند لبعض دول المنطقة والتزلف لها لدرجة دنیئة، یتقمص فیها دور دلال الاسلحة والتسکع من دولة الی اخری لهذا الغرض ویتفوه بتصریحات اکثر من طاقته وحدوده ارضاء لحکام هذه الدول الذین ینخدعون بکل بساطة لهذه الالاعیب الساذجة عندما یضع شروطا لایران في ملفها النووي ودورها في المنطقة، وهو یعلم علم الیقین عندما تقتضي المصلحة الامیرکیة التي لاحیلة لها سوی توقیع الاتفاق النووي لظروفها الخاصة مع ایران فلا فرنسا ولا الکیان الصهیوني الوليد غير الشرعي والمدلل یستطیعان اعاقة توقیع مثل هذا الاتفاق، حتی یبیع الیوم الرئیس الفرنسي تصریحاته الرخیصة لهؤلاء المغفلین الذین فاتهم قطار الزمن.

ان هؤلاء الحلفاء ومعهم الذیول في المنطقة مجرد ادوات تنفذ لا اکثر، بل تستغلهم امیرکا اکثر من ذلك في عملیات الابتزاز والمزایدة لحفظ مصالحها في المنطقة.

الرئیس الفرنسي هولاند الذي یواجه الیوم ازمات متعددة نتیجة سیاسته الفاشلة، خاصة هزیمة جیشه في مالي التي اوصلت شعبیته الی ادنی مستویاتها قیاسا برؤساء فرنسا السابقین، یحاول عبر صفقات السلاح التي یعقدها مع دول المنطقة التغطیة علی فشله، وقد استطاع خلال زیارته الاخیرة لقطر بیع 24 مقاتلة من نوع رافال التي باع منها قبل ذلك الی مصر والهند لینقذ الشرکة الفرنسیة 'داسو' المصنعة لمثل هذه المقاتلات من الافلاس.

واستمرارا لسمساریة دوره في بیع السلاح یواصل الرئیس الفرنسي زیارته للریاض التي دعم عدوانها السافر دون أي تحفظ رغم بربریته واستهدافه للمواطنین العزل والمنشآت المدنیة والتي تعد جرائم حرب بامتیاز، بهدف الحصول علی عقد صفقات جدیدة مع السعودیة لتسعیر أوار حربها العدوانیة علی الیمن، غیر ان النظام السعودي الذي کشف عن وجهه العدواني القبیح واصبح منبوذا ومعزولا في اواسط الشعوب لشدة اجرامه ومجازره ضد شعب الیمن واطفاله، استغل وجود الرئیس الفرنسی في الریاض لیجعله ضیف شرف علی القمة الخلیجیة وهي المرة الاولی التي یشارك فیها زعیم غربي في اجتماعات مجلس التعاون من> تأسيسه في 1981.

المصدر/ کیهان العربي