شاهد، حالة هستيرية تصيب البرلمان الافغاني بعد تفجير مروع استهدفه

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

كابل (العالم) 2015/6/23- أعرب الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني عن استنكاره الشديد للهجوم الذي شنته جماعة طالبان على مبنى البرلمان في العاصمة كابل وأسفر عن مقتل مدنييْن وإصابة نحو 30 آخرين فضلاً عن المهاجمين السبعة. ووقع الحادث اثناء عقد جلسة لمجلس النواب لإعلان ترشيح وزير الدفاع.

هكذا بدأ المشهد داخل البرلمان الافغاني، حالة هستيرية اصابت النواب بسبب الصراخ والنحيب داخل اروقة المجلس، وبدأ الجميع بالبحث عن مكان آمن يلجأ اليه.

اما من الخارج فكان الوضع اكثر تعقيداً بعد ان اقدم انتحاري على تفجير سيارة مفخخة امام بوابة البرلمان، ثم حاول ستة من مسلحي طالبان اقتحامها، ولكن القوات الامنية حالت دون ذلك، والقسم الاكبر منهم اصبح فريسة لرصاصات جندي افغاني.

وقال هذا الجندي عيسى لغماني في مؤتمر صحفي: "ان الانفجار فتح منفذاً للمسلحين حيث اصبحوا يدخلون منه الواحد تلو الاخر، ونحن قمنا بالتصدي لهم واطلقنا النار عليهم".

استعراض قوة ومحاولات كسب المزيد الامتيازات وراء هجمات واعتداءات طالبان

الاعتداء الذي انتهى بمقتل المهاجمين السبعة، اضافة الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين في الشوارع المحيطة للبرلمان، نفذ في وقت كان النواب يستعدون لاستقبال النائب الثاني للرئيس الافغاني نجيب دانش، واستلام ترشيح محمد معصوم ستانكزاي مرشح الرئاسة الافغانية لمنصب وزير الدفاع.

لكن لم يخطر ببال احد منهم بان المعركة اصبحت في عقر دارهم وبات محيط البرلمان ساحة حرب لعدة ساعات.

وقال لالي حميد زاي نائب في البرلمان الافغاني للصحفيين: "كنا نناقش مشروع قانون غسيل الاموال ونستعد لاستقبال مرشح وزارة الدفاع عندما وقع الانفجار، لكنني اؤكد لكم ان جميع النواب بخير ولم يصابوا بأذى".

بدأت حركة طالبان في نيسان/ ابريل بشن ما يعرف بهجوم الربيع السنوي، حيث تشن هجمات ضد اهداف حكومية واجنبية ما اثار معارك عنيفة في عدد من ولايات البلاد، كما رفضت الحركة دعوات لرجال الدين الافغان لوقف المعارك خلال شهر رمضان.

ووصف ذبيح الله قريشي خبير في الشأن الافغاني في تصريح لقناة العالم الاخبارية، هجوم البرلمان بانه استعراض قوة ومحاولات كسب المزيد الامتيازات وراء الهجمات والاعتداءات التي قامت بها حركة طالبان مؤخراً وتأتي في اطار الضغوط التي تمارسها على الحكومة للقبول بمنحها مكاسب أوسع.

وافاد مراسلنا ان الهجوم على البرلمان يأتي في خضم التصعيد الامني الذي تعيشه افغانستان، وهو جاء بعد ايام قليلة من اجتماع جمع مسؤولين في الحكومة ومندوبين من طالبان لاحياء عملية السلام، لكنه قد يشكل نقطة عطف تعيق اطلاق ملف السلام وابقاء الوضع على ما هو عليه.
6/23- 0730- TOK