تركيا تتوسط لدى "داعش" لتزويد مسلحي حلب وإدلب بالوقود

تركيا تتوسط لدى
الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

نجحت الوساطة التركية لدى تنظيم "داعش" الارهابي في تجنيب مجموعات مسلحة في ريف حلب الشمالي محسوبة على حكومتها كارثة عسكرية وإنسانية تهدد وجودها جراء منع التنظيم تدفق المحروقات من منابعها شرق البلاد إلى مناطقهم.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر معارض مقرب من "الجبهة الشامية" التي تتصدى لداعش على جبهات ريف حلب الشمالي قوله: أن جهود حكومة تصريف الأعمال التركية "العدالة والتنمية" تكللت بإبرام "صفقة مقايضة" بين التنظيم ومجموعات المسلحين تقضي بإمداده بما يحتاجه من ذخيرة وسلع غذائية من تركيا وعبر الحدود ومن مناطق سيطرة المسلحين مقابل سماحه بإمرار كميات المازوت والبنزين التي تحتاجها مناطقهم وتزويد مناطق سيطرة مسلحي إدلب وحماة بما يفيض عن حاجتهم.

وأوضحت مصادر أهلية في أحياء المدينة الشرقية، أن سعر ليتر المازوت انخفض من ٥٠٠ ليرة سورية إلى نصف قيمته أمس بوصول بعض صهاريجه التي تقله إليها.

الانفراج النسبي لأزمة الوقود في ريف حلب الشمالي لم يصب نفعه لمحافظة إدلب التي استغرب لـ"الوطن" مصدر معارض فيها على علاقة وثيقة بألوية "صقور الشام" المندمجة بحركة "أحرار الشام"، مثل هذه الصفقات المريبة بين خصمين لدودين يتنازلان على جبهة طولها ٧٠ كيلو متراً ويتشاركان في مقايضات تقوي كل منهما في وجه الآخر وتعزز صموده على خطوط التماس!.

ولفت المصدر إلى أن الوساطة التركية التي أتت بتدخل مباشر من رجب طيب أردوغان وجهت رسالة عن انزعاج الرئيس التركي من واشنطن التي تقود التحالف الدولي ضد "داعش" والذي ساعد "وحدات حماية الشعب" ذات الأغلبية الكردية في طرد التنظيم الإرهابي من أهم معاقله في تل أبيض ومنفذها الحدودي الإستراتيجي، ما يعزز فرص إقامة "كانتونات" كردية لما يسمى "إقليم غرب كردستان" على الحدود السورية التركية.

وعزا المصدر عدم انعكاس التوصل إلى حل لأزمة المحروقات على محافظة إدلب بوجود وسطاء مرتبطين بقادة ميدانيين وقادة ألوية في ريف حلب الشمالي مهمتهم تهريب الوقود إلى إدلب بأسعار مضاعفة من دون السماح بصهاريج نقله بالوصول إلى الأماكن التي كانت تستهدفها قبل الأزمة.

وما زالت إدلب ريفاً ومدينة تعاني نقص وانعدام المازوت والبنزين الذي ضغط بشدة على مقومات الحياة وعمل المنشآت الطبية والصناعية والمشاريع الزراعية ورفع سعر ربطة الخبز إلى ١٠٠ ليرة وأوصد أبواب معظم المشافي الميدانية، وهو ما أزعج فصائل المسلحين فيها ودفعهم إلى اتخاذ مواقف متشددة لا تقيم للود صلة مع زملائهم الحلبيين.