اين التقى المملوك بالجنرال الصغير.. النظام السوري "يكذب"؟!

اين التقى المملوك بالجنرال الصغير.. النظام السوري
الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠١٥ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

سأبدأ من الفضائح الكبرى التي تضطر السعودية الى كشفها بعد استئصال زيف اعلامها والتي قد تستمر دهراً من الزمن واجعلها مدخلاً للحديث عن قضايا وادعاءات ستكون مواد لفضائح سعودية أخرى، لاتزال خافية على كثيرين!

خمس سنوات والاعلام السعودي يطبل ويؤجج الحرب على سوريا ويدعم كل جهد ارهابي للنيل منها ويصف قيادتها بشتى الاوصاف التي لا تليق الّا بهم (السعوديون)... واذا به وبين ليلة وضحاها وبعد صمت طويل وارتباك كبير يتحدث "على استحياء" بأن "الجنرال الصغير" وولد الملك المدلل، التقى رئيس المخابرات السورية وممثل الرئيس بشار الأسد، ولكن.. والعالم كله ينتظر الكشف السعودي الخارق والفضيحة التي ستطال الاعلام المقاوم القريب من دمشق؟! يعلن الاعلام النظام السعودي ان اللقاء كان في جدة وليس في الرياض وكان بحضور نائب رئيس المخابرات السعودية وليس رئيسها... وأنه تم لتكشف من خلاله السعودية لروسيا عن حقيقة نظام الرئيس الأسد وموقفها منه؟!
قليل من الخجل، شئ من الحياء.. و"اللي استحوا ماتو".. افرض ان اللقاء جرى في عرعر او الخفجي او تبوك او شرورة... أليست كلها ارضاً سعودية، أليس الوطن واحد كما تدعون... ثم ان ملوككم كانوا يلتقون اصدقائهم في المزارع والمنتجعات وعلى ظهر اللنجات (جمع لنج)!
اما الكشف للروس فأقل من ان نتحدث فيه.. وانتم تعلمون جيداً حقيقة الموقف الروسي من سوريا، لأن المقصود من استهداف الاخيرة انما هو في جزء من حقيقته استهداف للمصالح الروسية بالشرق الاوسط وضرب مصالحها في اوروبا من خلال انبوب الغاز القطري!

ومن كذباتكم ايضا، ان "فلسطين قضيتكم المركزية".. كيف يا "سمو" الامير ويا جلالة الملك، وانت لم تعلو جبلا ولم تهبط واديا ولم تضرب بسيف ولم ترسل صاروخا ولا اطلاقة بندقية صيد حتى؟! بل ومبعوثيكم وامراؤكم يغازلون "امراء" اسرائيل ويصافحون قادتها ومسؤوليها على الملأ، وما خفي اعظم.. ونظامكم يحارب أية قوة تقاتل العدو الصهيوني ويحتضن القوى المتصالحة والمتبانية والمتعاونة معه... وتاريخ الـ 70 سنة الماضية من عمر الشرق الاوسط والمنطقة خير دليل على ذلك.. بل كنتم دائماً حاضنة الرجعيات الصغيرة والعمالات "المفردة"!
فمن لايجد مكاناً من صغار الطغاة احتضنتموه وجندتم له المرتزقة ليدافعوا عن عمالته وطغيانه.
ومن كذبكم، الأمن العربي ومواجهة "التمدد الفارسي" الذي كلما اسمع اعلامكم يطبل به تقودني الذاكرة الى قصائد الشاعرين العراقيين الثوريين أحمد مطر ومظفر النواب وخاصة الاخير وهويصفكم في مواجهة شاه ايران: "... وحين يخرّون سجوداً للشاهِ... تبين قليلاً من تحت عبائتهم!".
وبكذبة "التحالف العربي" يحاول الاعراب القضاء على أصل العرب وبلد الحضارة (اليمن)...
منذ خمسة شهور وقوات العدوان السعودي تراوح مكانها على حدود اليمن، فلا هي تجرؤ على دخول أرض اليمن، افقر بلد عربي، والذي لا يملك طائرة حديثة او صواريخ مضادة للطائرات تذكر ولا صواريخ استراتيجية (كالتي عند السعودية!).. لا دبابات برامز ولا مدرعات ليوبارد ولا حوامات اباتشي.. خمسة شهور والسعوديون توسلوا العالم كله للقيام بمهمة مهاجمة اليمن (برياً) بدلاً عنهم رغم كل الاموال التي صرفوها على قواتهم والتدريبات التي يجرونها مع اقوى جيوش العالم!.
توسلوا العالم كله من الهند وباكستان وتركيا وماليزيا... حتى السنغال وموريتانيا والسودان ولربما بركينافاسو ومدغشقر وجزر الماديف! ولما لم يجدوا آذاناً صاغية وظهر ان الكثير من تلك البلدان ـ حتى الفقيرة منها ـ اكثر انسانية واسلاماً و"عروبة" من السعودية والامارات ومن لف لفهم من اتباع قرن الشيطان الاميركي.. كان خيارهم الأمثل.. القاعدة والمرتزقة، لعمق العلاقات التي تربطهم معا.
والى الآن هم يتحدثون عن انتصارات جيوشهم ومرتزقتهم في جنوب اليمن.. فلماذا لا يعود الرئيس الهارب (هادي) ونائبه الذي فرّ من عدن بعد سويعات من وصولها؟ ولماذا لايشكلون حكومتهم هناك بدل التسكع على موائد أهل الرياض وجدّة؟!

الاجابة، هي بأختصار: انهم يكذبون..
ويتصورون ان قوتهم في كثرة كذبهم وتزييفهم للحقائق، غافلين عن ان نهج غوبلز في الدعاية انتهى مع نهايته، وان مبدأ "أكذب أكذب حتى يصدقك الناس" لن يدوم لان حبله قصير جدا والثر مما يتصور الطبالون..
المشكلة هي انه في كل فضيحة يصيبهم الانهيار.. كالانهيار الذي لايزالون يعيشونه على وقع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 1+5.. حتى اصبحوا مسخرة العالم.. فبعد ان ركلتهم اميركا بكعب جزمتها وقهقهت عليهم فرنسا في طهران بجانب ضحكات ظريف التي لا تخلو من "الخبث" حسب أحد الصحفيين العرب!
ستأتي الركلة الاساسية من "تحت" وعلى القفى.. ستكون عربية اصيلة ويمانية بأمتياز.. فاليستعد المعتدون لصرخة الألم.. فالمستنقع اليماني اكثر عمقاً مما يتصورون ومجرد 82 مليون دولار اماراتي لاتشكل جهداً في مقابل الـ 50 مليار التي انفقتها السعودية والتي سيصل عجزها نهاية العام حسب مصادر اقتصادية دولية الى 130 مليار دولار.
على المملوك التقى بولي ولي العهد السعودي في جدّة وليس الرياض كما يدعي النظام السوري!

• مروة ابومحمد