الاحتلال قلق من مقاطعة اساتذة بريطانيين لجامعاته

الاحتلال قلق من مقاطعة اساتذة بريطانيين لجامعاته
الخميس ٢٩ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

تلقّى الكيان الاسرائيلي صفعة مُجلجلة من نحو 340 استاذا جامعا بريطانيا قرروا مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، ما سبب لهذا الكيان اضرارا استراتيجية كبيرة لا تخدم المصلحة الإسرائيليّة.

وافادت صحيفة "راي اليوم" ان  مُراسل التلفزيون في لندن قال إنّ توقيت نشر الرسالة لا يخدم المصلحة الإسرائيليّة، بل على العكس يضرّ بها كثيرًا، لأنّ النشر جاء متزامنًا مع التقارير الإعلاميّة الغربيّة التي تؤكّد على قيام الجيش الإسرائيليّ والقوى الأمنيّة الأخرى باستخدام قوّةً مُفرطة في تعاملها مع الشعب الفلسطينيّ المُنتفض.
وكتب 343 أستاذًا جامعيًا يعملون في أكثر من 70 جامعة بريطانية، في رسالةٍ مفتوحةٍ نشرتها صحيفة (الغارديان)، أنّهم بصفتهم باحثين مشاركين في جامعات بريطانية قلقون جدًّا من الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية، والانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان بحقّ الشعب الفلسطيني ومقاومة "إسرائيل" لأي تسوية للصراع الدائر، على حدّ تعبيرهم.

وتابع هؤلاء قائلين في الرسالة المفتوحة إنّه تلبيةً لدعوة المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ، نعلن أننّا لن نقبل دعوات من أي مؤسسة تربوية إسرائيلية، ولن نُشارك في مؤتمرات تمولها وتنظمها وترعاها هذه الجامعات، لكنّهم أشاروا إلى أنهم سيستمرون في العمل بصورة فردية مع زملائهم الإسرائيليين.

ولفت التلفزيون الإسرائيليّ إلى أنّ بعض الموقعين على الرسالة المفتوحة ينتمون إلى جامعات بريطانية عريقة كأوكسفورد وكامبريدج ولندن سكول اوف ايكونوميكس ويونيفرستي كوليدج لندن.
وقال أحد موقعي الرسالة وهو كونور غيرتي من جامعة لندن سكول أوف ايكونوميكس، إنّ هذه المقاطعة طريقة بسيطة لنقول أمرًا مهمًا: يجب تطبيق العدالة والإنصاف فعليًا ويجب احترام القانون الدوليّ .

الجدير بالذكر أن رسالة الأساتذة البريطانيين تعهدت كذلك أنّ الموقعين عليها لن يزوروا الكيان الاسرائيلي ما دام يحتل فلسطين ، كذلك فإّنهم لن ينصحوا أيّ شخص أوْ يوجهوه، الطلاب والطالبات، للتعامل مع أي مؤسسة أكاديمية إسرائيلية. علاوة على ذلك، قالت الرسالة إن معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا، والمعروف باسم “التخنيون” في حيفا يقوم بتطوير برامج وأدوات تستخدم لهدم منازل الفلسطينيين. وشدّدّت الرسالة على أنّه لا يمكن للمؤسسات الأكاديمية أو الأكاديميين السماح بمثل هذه الأمور، ولا يجوز التعامل مع التخنيون لسبب كهذا.

وقالت البروفيسور جين هاردي، وهي إحدى الموقعات على الرسالة المذكورة إنّ هذه فرصة حقيقية للأكاديميين لضمّ صوتهم إلى صوت حركة مقاطعة "إسرائيل" التي يزداد تأييدها في المجتمع الدولي، وهي ترى أنّ الكيان إلاسرائيلي لا ينفك يخرق القانون الدولي وينتهك حقوق الإنسان.
وأضافت هاردي: "إسرائيل" كذلك تمنع مشاركة الأكاديميين الفلسطينيين من الاشتراك في الفعاليات الأكاديمية العالميّة.

يُشار إلى أنّ صنّاع القرار في الكيان الاسرائيلي باتوا يؤكّدون على أنّ المُقاطعة أصبحت تُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على كيانهم ، بحسب تعبيرهم.

جدير بالذكر أنّ مدينة ركيا فيك عاصمة آيسلندا قررت الشهر الماضي، مقاطعة البضائع الإسرائيلية بالكامل وليس بضائع المستوطنات فقط، احتجاجًا على مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فقد اتخذّ مجلس عاصمة آيسلندا ركيا فيك، هذا القرار دعمًا لمقترح عضو البلدية بيورك فلهمدوتر دعمًا للقضية الفلسطينية، التي قدّمت الاقتراح لأنّ الكيان إلاسرائيلي يواصل سياسة الفصل العنصري (الآبارتهايد) ضد الشعب الفلسطيني. وأقر المجلس البلدي أيضًا اتخاذ قرار يعترف بحقّ الفلسطينيين بالاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، معبّرًا عن رفضه لسياسات الاحتلال العنصرية.

علاوة على ذلك، حذّر رئيس الكيان الإسرائيليّ رؤوفين ريفلين من أنّ المحاولات الفلسطينية لدفع مقاطعة الكيان في الجامعات الأجنبية وغيرها من الجهات هي بمثابة تهديدٍ استراتيجيّ لكيانه . وأشارت الإذاعة الاسرائيلية  الرسميّة إلى أنّ ريفلين أكّد على أنّه ينظر ببالغ الخطورة إلى قيام بعض الدول المتقدّمة بخلط الأوراق بين الحريّة الأكاديميّة والسياسة أوْ بين الرياضة والسياسة، على حدّ تعبيره.