من هو "جيش سوريا الجديد"؟، وما هي أهدافه؟

من هو
الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

أعلنت جهات في المعارضة السورية المدعومة من الغرب وحلفائه الاقليميين، الاثنين، عن تشكيل تكتل عسكري أطلق عليه اسم "جيش سوريا الجديد" يضم "جبهة الأصالة والتنمية" التابعة لـ "الجيش الحر" إضافة إلى بعض العناصر السلفية.

وجاء في الإعلان: "جيش سوريا الجديد هو بمثابة نواة ولبنة للاجتماع حول مشروع سوري واحد ينكر الذات ويرفع "العلم السوري"، ونؤكد أن هذا الجيش لن يرفع بندقيته إلا في سبيل الله في وجه العدو المتفق عليه وهو "داعش" وأعوانه".

ويظهر الفيديو الذي نشر، أن الجيش الجديد مدرب ومجهز ومُشكل في وقت سابق، ولم يبق سوى الإعلان عن نفسه، حيث أظهر الفيديو معسكرا تأسيسيا للتكتل الجديد، وأن عناصره خضعوا لعمليات تدريب على أسلحة أمريكية الصنع.

ومع أن "جيش سوريا الجديد" لم يعلن رسميا أنه مدعوم من الولايات المتحدة مباشرة، إلا أن الأسلحة الأميركية التي ظهرت في فيديو الإعلان ومن ثم البيان المتضمن فيه، من أن هدف التحالف الجديد محاربة "داعش" دون ذكر القوات السورية، يؤكد أن التشكيل الجديد هو صنيعة واشنطن التي طالما أكدت أن دعمها لفصائل سورية مرتبط أولا بمحاربتها لـ"داعش".

وكان تصريح خزعل السرحان قائد "جيش سوريا الجديد" واضحا لا لبس فيه حين قال أمس إن " داعش ونظام الأسد وجهان لعملة واحدة" على حد تعبيره، الأمر الذي يعكس التماهي التام مع الخطاب السياسي الأميركي الذي أكد دائما على ضرورة أن يكون في سوريا خيار خارج ثنائية (الأسد، داعش).

الأهداف

أصدرت "جبهة الأصالة والتنمية" المكون الرئيسي لـ "جيش سوريا الجديد" بيانا قالت فيه إنها "تسعى لتحرير أكبر المناطق السورية المحتلة وهي المنطقة الشرقية، الخاضعة لسيطرة "داعش".

وقد اختيرت المنطقة الشرقية لأن مكونات "جيش سوريا الجديد" كانت في السابق تقاتل في هذه المنطقة وفي مقدمهم خزل سرحان نفسه حين كان قائدا لـ "كتائب الله أكبر" التابعة لـ "جبهة الأصالة والتنمية" قبل أن ينسحب مع القوى الأخرى من المنطقة إلى البادية، عقب سيطرة "داعش" على دير الزور في تموز/ يوليو من العام الماضي.

ومن الواضح من تشكيل الجيش الجديد ومكان معاركه، أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل قوى عسكرية في مناطق تواجد تنظيم الدولة، بحيث تكون قوى سورية غير مرتبطة بأجندات فصائل إسلامية أو أجندات دول إقليمية، كما حدث في الشمال السوري حين تم الإعلان عن "قوات سوريا الديمقراطية" في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو تشكيل عسكري ضم (التحالف العربي السوري، جيش الثوار، غرفة عمليات بركان الفرات، قوات الصناديد، تجمع ألوية الجزيرة، المجلس العسكري السرياني المسيحي، وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات حماية المرأة).

تقوم الاستراتيجية الأميركية على تشكيل "قوى عسكرية سورية" في مناطق جغرافية ينتشر فيها تنظيم الدولة، وتكون في نفس الوقت بعيدة عن الفصائل المتطرفة الرئيسية مثل "جبهة النصرة" كي لا يتكرر نموذج "الفرقة 30" وقبلها "حركة حزم" وقبلها "جبهة ثوار سوريا"، ومن شأن تواجد التشكيلات العسكرية هذه المدعومة أميركيا بعيدا عن الفصائل الإسلامية أن يحمي ظهرها ويجعل مهامها واضحة.

وعلى خلاف "قوات سوريا الديمقراطية" المؤلفة من مكونين عربي وكردي لضرورات تتطلبها البنية الديمغرافية في الشمال، تحرص واشنطن أن لا يكون في "جيش سوريا الجديد" أي مكون غير عربي، حيث تخطط واشنطن في حال استطاعت استعادة المناطق المحررة من "داعش" أن تسلمها لقوى عربية، خشية من ازدياد نفوذ الاكراد من جهة، وخشية من تفجير تحالفاتهم الإقليمية لا سيما مع تركيا.

وكان تصريح المتحدث الرسمي باسم عمليات "التحالف الدولي ضد داعش" ستيف وارن، في الخامس من الشهر الجاري لافتا للانتباه، حين أعلن نقلا عن مسؤول كبير في البنتاغون "أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تحصل من الآن فصاعدا على أسلحة أو معدات عسكرية، والمعونات التي ستأتي من الآن فصاعدا ستذهب إلى الأعضاء البارزين في المعارضة العربية السورية"، حيث تعمل الإدارة الأميركية على عدم وضع ثقلها كله في الحليف الكردي على أهميته لما يمكن أن ينشأ في المستقبل من تباينات بين الجانبين غير ظاهرة الآن بسبب توحدهما حول عدو واحد هو "داعش".

(روسيا اليوم)