قيادات فتح في غزة تنتقد علنا سياسات "أبو مازن"

قيادات فتح في غزة تنتقد علنا سياسات
السبت ٢٣ يناير ٢٠١٦ - ٠٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

قيادات تنظيم فتح في غزة تغادر حالة الصمت وتنضم لكتيبة المهاجمين وتلقي بالسهام تجاه القيادة برام الله وتنتقد علنا سياسات أبو مازن وترفض اعتبار غزة عبئا على الحكومة.

في مشهد يظهر بدء مرحلة التحضيرات الرسمية، لإجراء الانتخابات لاختيار قيادة جديدة لحركة فتح تتمثل في المجلس الثوري واللجنة المركزية، باشرت قيادات التنظيم في قطاع غزة، بالتحرك على أكثر من صعيد، أولها الإعلامي عن طريق استخدام لغة الانتقاد الحاد والهجوم على "مراكز القوى" هنا في الضفة الغربية، في مسعى الهدف منه تحسين وضع القطاع التنظيمي، والبحث عن تحقيق مكاسب انتخابية.

ومع توقع الغالبية العظمي من قيادات فتح في كل مواقع العمل التنظيمي سواء في داخل المناطق الفلسطينية أو خارجها، بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن"، لن يترشح مجددا في الانتخابات القادمة للحركة التي ستكون جزءا من المؤتمر السابع، انضمت قيادات التنظيم في قطاع غزة لأخرى سبقتها في الضفة، وأعلت من لغة الانتقاد ضد الرئيس، خاصة وأنها تملك من المبررات لذلك، وفي مقدمتها تجاهل ملفات واستحقاقات غزة.

وفي احتفال أقامته حركة فتح لتكريم عدد من قيادتها الميدانيين، وحضره نخبة من قادة التنظيم على رأسها مفوض الحركة في قطاع غزة الدكتور زكريا الأغا، تحول الحفل لحقل رماية، أطلق فيه جمع الحاضرون سهام الانتقاد للقيادة المركزية في الحركة، دون أن يستثنوا أبو مازن.

جميع المداخلات والكلمات التي حظيت بالقبول من الحاضرين، وجميعهم معروف بولائهم لأبو مازن، لم تكن مألوفة من قبل، فلم يكن يوجه هذه الانتقادات في الماضي، إلا أنصار النائب محمد دحلان، الذين ينتقدون منذ فترة طويلة تقصير قيادة الحركة في مسؤولياتها تجاه غزة، وهو ما انعكس على كافة مناحي الحياة، وبات أمرا طبيعيا في تعامل الحكومة مع ملفات المواطنين أيضا.

ورغم أن أحد من أنصار النائب دحلان لم يتكلم من على منصة الحفل الرئيسة، فالكلمات المركزية كانت لمفوض التنظيم الدكتور زكريا الأغا، وللدكتور عبد الرحمن حمد، مفوض المنظمات الشعبية في غزة، وهي دائرة مركزية تشرف على عدد كبير من أطر فتح التنظيمية، وكلاهما وجها انتقادات لم تعهد من قبل بالشكل العلني.

ومن قطاع غزة لم يخف أحد المسؤولين الكبار في حركة فتح سر خروج الانتقادات من الغرف المغلقة إلى العلن، بالقول أن حالة الضجر من تعامل قيادة فتح في رام الله وكذلك الحكومة مع ملفات غزة بلا اهتمام، دفع قيادة التنظيم للرد بالهجوم، في مسعى لتخفيف الضغط الحاصل عليهم.

ويؤكد أن القرارات الأخيرة التي اتخذت بحق غزة، أو لم تنصف بها غزة مقارنة بالضفة الغربية، ومنها درجات الموظفين، لم تبقي مجالا أمام قيادة التنظيم سوى مغادرة حالة السكون.

وبالعودة إلى تصريحات قيادة فتح في القطاع، والذي يمثل ما نسبته 40% من مناطق الوطن، فقد تحدث الدكتور الأغا بشكل صريح بان هناك جهات لا تريد لقطاع غزة عقد مؤتمراته، ولا تريد لحركة فتح أن تستنهض أو تجمع قواها وتلملم جراحها وترتب أوراقها.

الأغا الذي أشار إلى اقتراب موعد انعقاد المؤتمر السابع، طالب بضرورة حصول قطاع غزة على نسبة التمثيل الحقيقية في المؤتمر بما يتناسب مع حجم قطاع غزة، ورافض أن يكون تمثيل قطاع غزة في المؤتمر هامشياً.

المسؤول التنظيمي الأول لفتح في غزة استذكر ما حصل مع غزة في المؤتمر السادس، وقال انه  لن يقبل أن تعاد التجربة من جديد، على اعتبار أن غزة لها ثقل تنظيمي.

وبلغة حملة تهديدا لأي محاولة من هذا القبيل، قال الأغا "سنقطع الطريق على المنتفعين من الوصول إلى مراكز الثقل في الحركة على حساب قطاع غزة".

ولم تكن انتقادات الاغا لتعامل القيادة مع غزة مقصورة على الوضع التنظيمي، فقد قال ان هناك مشاكل كبيرة يعاني منها القطاع، مثل الكهرباء والفقر والبطالة وإغلاق لمعبر رفح، وقد وصف الرجل ما تعاني منه غزة بأنه “بحر من المشاكل”، أساسها الظلم التهميش، ولم يغفل الاغا أزمة حجب الحكومة درجات موظفي غزة المدنيين والعسكريين، مقابل منحها لموظفي السلطة في الضفة الغربية، وقد أرجعها الرجل لـ "سياسة التمييز".

وفي كلمته التي نقلتها مواقع فتح على غير المعتاد، رفض تعامل الحكومة والقيادة مع غزة على أنها عبء.

وقد نقلت مواقع حركة فتح والتي مركزها غزة، كلمات الانتقاد من قبل قيادة التنظيم بشكل مفصل، وبدون حذف، كما يؤكد أحد قادة الحركة هناك.

ونقل عن الدكتور عبد الرحمن حمد الذي أسهب هو الآخر في الانتقاد، القول إن هناك من يسعى لتحويل تنظيم فتح في غزة إلى "جسداً منهكاً بلا روح لا يتعدى كونه مجرد أرقام في بازار الانتخابات التنظيمية الداخلية أو أعداد يتقاسمها البعض في أتون معركة المصالح المحتدمة في الشطر الآخر من الوطن"، وكان يقصد الضفة الغربية.

وجاءت كلمة حمد على شكل جملة من التساؤلات كما نشر، من بينها سأل الرجل عن كيفية وضع المؤتمر السابع في التمييز بين الكادر الفتحاوي على مستوى شطري الوطن.

ودعا إلى بلورة رؤية أكثر وضوحاً وحرصاً على لم الشمل الفتحاوي وتحقيق التكامل والتلاحم بين المؤسسات الحركية، تكون قادرة على معالجة كافة القضايا الجوهرية التي تشهدها الحالة التنظيمية والوطنية، مشيرا إلى أن هناك من يريد أن يبقى الهدف من المؤتمر السابع هو بلوغهم مواقع ومناصب وانجازات شخصية ذاتية.

طالبت جماهير حركة فتح في قطاع غزة بأن تذهب إلى المؤتمر السابع بـ "رؤية تنظيمية واضحة، قادرة على معالجة القضايا الجوهرية التي تشهدها الحالة التنظيمية والسياسية والوطنية".

المصدر: رأي اليوم