مؤكدا ان الرياض اتخذت قرار قطع العلاقات مع طهران مسبقا..

السفير صادقي: لن نعيد العلاقات والكرة في الملعب السعودي

السفير صادقي: لن نعيد العلاقات والكرة في الملعب السعودي
الأحد ١٤ فبراير ٢٠١٦ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

قال السفير الإيراني (السابق) لدى الرياض، حسين صادقي، إن المملكة السعودية كانت قد اتخذت قرار قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسبقا.

وبحسب وكالة أنباء "فارس"، قال السفير صادقي الذي عاد إلى طهران بعد قطع العلاقات بين البلدين، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية: إن السعودية ارتكبت خطأ كبيرا بإعدام الشيخ النمر، الذي كان ناشطا مدنيا وله مطالب اجتماعية، حظيت بتأييد عالمي، ومن الخطأ الفاحش لمملكة آل سعود تنفيذ حكم إعدامه إلى جانب عدد من الإرهابيين.

وأضاف: الخطأ الآخر الذي ارتكبته السعودية هو تسرعها في قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إيران، معربا عن اعتقاده بأنه كان من الممكن السيطرة على الموضوع نظرا للتطمينات التي أعطيتها لهم بالحفاظ على أمن سفارتهم في طهران.

وأوضح أن الهجوم على السفارة السعودية بطهران قدم خدمة للسعودية بالتغطية على جريمتها بإعدام الشيخ النمر، ووجه الأنظار نحو إيران، إضافة إلى أنه يعد مساسا بحضارة إيران وثقافتها، وقيم الثورة الإسلامية.

وأشار صادقي إلى أن المسؤولين الإيرانيين أجروا محادثات مع السعوديين حيث دعوهم إلى إعادة النظر في حكم إعدام الشيخ النمر، فكان السعوديون يتذرعون بأن الشيخ النمر وجهت له تهم وأن القضاء لديهم مستقل وهو من يتخذ القرار بهذا الشأن.. ولم نحصل على أي وعد بعدم تنفيذ الحكم أو إعادة النظر فيه.

وبشأن القرار السعودي المتسرع بقطع العلاقات مع ايران، قال السفير صادقي: استنباطي هو أن السعودية كانت قد اتخذت قرار قطع العلاقات مسبقا، وهناك أدلة عديدة لاتخاذ هكذا قرار من قبل الرياض، وقد بذلنا جهودا كبيرة لمنع وقوع هذه المشكلات في العلاقات الثنائية.. وأوضح أن الخارجية السعودية هددت بقطع العلاقات فور تلقي الخبر بتعرض السفارة للهجوم وحتى قبل الاقتحام، مبينا أن السعوديين حتى لم يطرحوا شروطا من قبيل تقديم الاعتذار لغض النظر عن قرار قطع العلاقات.. كما أن السعوديين رفضوا كل الجهود المبذولة من قبل إيران لتلطيف الأجواء.

وأردف قائلا: أتصور أن السعودية لا رغبة لها بتغيير وضع علاقاتها مع إيران.. وبالحقيقة فإن النهج الذي اعتمدته الرئيس روحاني قبل الانتخابات وبعدها لم تستغله بعض دول المنطقة التي لا تريد أن تكون في جوارها دولة تسود فيها حاكمية الشعب الدينية ويتمتع فيها الشعب بحق تقرير المصير والأقليات لديها حقوقها فيها.

وأضاف السفير صادقي: أن لدى السعودية مخاوف من تقارب الدول الأخرى مع إيران، وبالطبع هذه المخاوف غير صحيحة، فإيران ليست بصدد تجاهل مصالح السعودية.. ويبدو أن هذا أيضا أحد الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها الرياض.. السعودية لديها تحليل خاص بها ليس مبنيا على اساس الحقائق الموجودة في المجتمع الايراني.

وقال: إن السعودية ارتكبت خطأ كبيرا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولذلك لن نقوم بأي شيء.. إيران ترغب بإزالة التوتر وتحسين العلاقات المستديمة والمناسبة بما يضمن مصالح البلدين.. وقد أعلنا مواقفنا، إلا أن قطع العلاقات كان خطأ كبيرا من جانب السعودية، وأن تصحيحه هو بعهدة المملكة.. ولا أعتقد أن استئناف العلاقات بحاجة إلى وسيط، فكلا البلدين لديهما الوعي والنضج الكافي ليتحدثا مع بعض.

114-3