حكاية حسن.. أسباب التصعيد الاعرابي ضد المقاومة

حكاية حسن.. أسباب التصعيد الاعرابي ضد المقاومة
الأحد ٢٨ فبراير ٢٠١٦ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

الاستهداف الاعرابي للمقاومة لم يأت كما يتصور البعض ويروج الاعلام الخليجي والصهيوني على خلفية العدوان السعودي ـ الاميركي على اليمن والاحداث في سوريا، ولا بسبب اغتيال رفيق الحريري وهمّ من قتله (العدو الصهيوني والسعودية) لخلق فتنة مذهبية وضرب سوريا والمقاومة في لبنان.. أنه عداء وجودي بين منظومتين متناقضتين، أحداهما مقاومة والاخرى احتلال وهيمنة وعمالة.

حزب الله والجميع يعرف تاريخه، ظهر من مجموعة نشطاء اسلاميين كانوا يعملون ضمن كيانات ووجودات أخرى.. أجتمعوا لمقاومة المحتل الاسرائيلي الذي اجتاح لبنان صيف 1982 على مرأى ومسمع من كل الانظمة العربية والاسلامية التي لم تحرك ساكنا ولم تدفع ضيما عن اللبنانيين والفلسطينيين الذين كانوا هدف الاجتياح كما صرح سفاحو صبرا وشاتيلا، الا دولتين ايران وسوريا، فيما كانت ايران تواجه حربا صدامية اميركية كان الخليجيون ممولوها الرئيسيون..

وصل الاجتياح الى بيروت فلم "يرعد" الاعراب، ولم "يحزم" نظام خائن الحرمين، ولم تنطلق رصاصة ضد الاحتلال من نظام حسني مبارك وريث كامب ديفيد ولا نظام ملك الغدر الحسين بن طلال!

هدف حزب الله كان ولايزال هو الاسرائيلي والاميركي، فلماذا شاركت السعودية سنة 1985 في تفجير بئر العبد الذي استهدف المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي كانوا يتصورونه المرشد الروحي لحزب الله حينها.. وهو ملف لايزال مفتوحا بوجه النظام السعودي الكريه.. فهل كان حزب الله حينذاك في سوريا او كان على حدود مملكة ال سعود في اليمن، كما تدعي المنظومة الاعرابية؟!

للاسف بعضنا يتصور ان هذه المنظومة الاعرابية الخليجية يمكن التعامل والتعايش معها وفق مبادئ ومصالح مشتركة، وهو تصور خاطئ أصبح يتضح يوما بعد يوم مع اشتداد الهجمة وكشف عورة العمالة والارتباط بالاسرائيلي، لانها جزء من المنظومة الصهيونية الاستعمارية ونتاج سفاح عربي اوروبي مع أهل الصحراء لضرب المدنية والوعي وتدمير الشعوب والدول في الشرق الاسلامي والعربي..

كان طبيعيا ان تعلن السعودية ومن على شاكلتها العداء لحزب الله منذ اليوم الاول وان نافقت احيانا وحاولت التقرب من المقاومة دول وتنظيمات، لانها جزء من السياسة الاميركية وانتمائها للبيت الابيض يفوق اي انتماء آخر.. ولا يحتاج حزب الله سببا لمعاداته من قبل هؤلاء المتصهينين...

وهذه نصيحة اقدمها لجميع المقاومين والثوار وخاصة الفلسطينيين وأخص بذلك الحمساويين، الذين هم ارهابيون اليوم في الامارات ومصر والسعودية التي جمدت القرار لحاجتها الى الاخوان في سوريا واليمن والعراق لتستخدمهم وسوف تفعل قرارها اذا ما وصلت الى غايتها وفكت ارتباطها مع تركيا الاردوغانية او سقطت حكومة اردوغان في تركيا.. نصيحتى لكم بان لا تسمحوا للسعودية وقطر والامارات وتركيا والاردن وكل من في محور اميركا المتصهينة ان يخدعوكم باموالهم وشعاراتهم.. لان اصراركم على تحرير فلسطين ومقاومة المحتل سيجعلكم ارهابيين عند هذه الانظمة مهما طالت فترة نفاقها معكم...

اليوم بالعكس اصبحت الامور اكثر وضوحا من ذي قبل رغم الشعارات "العروبية" و"الطائفية" التي ترفعها هذه الأنظمة، اصبحت المصافحات والتحاضنات واللقاءات مع الصهيوني على المكشوف وامام عدسات الاعلام، وما يجري في الخفاء أكبر.. ففي كل يوم يتحدث الاسرائيليون عن لقاءات وتفاهمات وعلاقات مع الانظمة العربية "المعتدلة" في مقدمتها البلدان الخليجية ومصر والاردن والمغرب والتي التحقت بها مؤخرا السودان!

والسؤال على اي شئ يجتمع ويتفق هؤلاء مع العدو الصهيوني الذي يقولون انه محتل لأرضهم وان قضية فلسطين هي "الأولى" بالنسبة لهم؟!!

هل يجتمعون لاسترداد فلسطين او لدفع الضيم عن المقدسيين واهل الضفة المحتلة؟!

ابدا هم ينسقون منذ عقود ضد كل من يهدد امن الكيان الصهيوني باعتباره مركز وعماد الاستراتيجية الغربية في المنطقة.. بل يتقاتلون فيما بينهم ويقصي بعضهم بعضا على خدمتها وكسب ودّها، وعلى تقديم أفضل عمالة لسيدهم الاميركي...

ومن هذه المنطلقات جاءت المواقف السعودية والخليجية من حرب تموز 2006 والعدوان الاسرائيلي المتكرر على غزة (2008 ـ 2009 و2012 و2014) وكانت هي وراء مؤامرة حكومة فؤاد السنيورة ضد المقاومة والتي تم احباطها في أحداث 7 أيار الشهيرة 2008.

وجاءت الاحداث إثر صدور قرارين من حكومة غير شرعية يرأسها فؤاد السنيورة عضو تيار المستقبل التابع للسعودية، والتي قاطعها الشيعة واكبر تيار مسيحي (التيار الوطني الحر) ومجموعات درزية ومن السنة.

القراران استهدفا المقاومة مباشرة وذلك بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بالمقاومة (حزب الله) وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.. الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة..

ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها "غير شرعية" بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك، فقد استعملت القوة لردع الحكومة، إلا أنها توقفت بعد سحب الحكومة للقرارين المدفوعين من السعودية و"اسرائيل".

ورغم كل الاستهداف الاميركي الصهيوني الاعرابي للمقاومة فقد تحولت الى قوة اقليمية تتجاوز حدود لبنان وركيزة اساسية في مشروع المقاومة.. ظهرت بجانبها ثلاث قوى اخرى واحدة في اليمن هي انصار الله والتي تواجه العدوان السعودي الاميركي الاعرابي منذ سنة تقريبا، وأخرى في العراق هي الحشد الشعبي الذي استطاع طرد التكفيريين الوهابيين الدواعش المدعومين من قطر وتركيا والسعودية ومن البعثيين الذين تدعمهم الامارات والاردن والانتصار عليهم في العديد من المواقع...

الثالثة في فلسطين، لكن بعض الفصائل فيها لم تحسم أمرها تماما (حماس بالتحديد) وهؤلاء يمكنهم ان يقلبوا الساحة، لخصوصيتهم المذهبية التي تسقط ورقة الفتنة الطائفية من يد الاعرابيين المتصهينين...

ولعل في هستيريا السعودية والامارات ضد المقاومة (حزب الله وحلفاؤه في لبنان وانصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق والمقاومة الفلسطينية عامة) هو الخوف من التنسيق الذي ظهر جديدا بين فصائل المقاومة والجمهورية الاسلامية وسوريا، ما ارعب السعودي والاماراتي ومن يقف خلفهما من صهاينة واميركيين..

فمع كل انتصار لمحور المقاومة تزداد هستيريا البعير الاعرابي، فكيف اذا كانت هذه الايام كلها انتصارات "نووية" في الميدان والسياسة والاقتصاد والدبلوماسية.. ولهذا جنّ جنونهم.. وارادوا ان يردوا على خطاب السيد حسن، الذي عرف بـ "خطاب القنبلة النووية" الذي افزع سيدتهم "اسرائيل" وكشف ضحالة الانظمة الاعرابية ونفاقها..

حكاية حسن مستمرة.. هزمت الاسرائيلي في جنوب لبنان والتكفيري في سوريا وكان لها دورها في حفظ وحدة العراق ونصرة المظلومين في البحرين واليمن.. وفي كشف العهر الاعرابي وارتمائه في احضان الصهاينة والاميركان...

بقلم: علاء الرضائي

114-4