عائلات الضحايا المغاربة في فاجعة مِنى تنكأ "جراحا نازفة"

عائلات الضحايا المغاربة في فاجعة مِنى تنكأ
الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠١٦ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

من لازال يتذكر المأساة التي وقعت في صبيحة 24 من ايلول/ سبتمبر الماضي في مشعر منى، بسبب تدافع الحجاج الذي أسفر عن سقوط الألوف من الضحايا، وسط تضارب في الأرقام بين السلطات السعودية التي تحدثت عن وفاة مجرد 769 شخصا!.. وبين الدول التي فقدت حجاجاً، والتي أشارت إلى أكثر من 2236 حالة وفاة.. عدى المفقودين والمصابين.

ووسط هذا الكم الهائل من ضحايا حادثة منى، التي يرى كثيرون أنها أسوأ كارثة عرفها الحج في العقود الأخيرة، وقع زهاء 36 ضحية من الحجاج المغاربة، حسب أرقام رسمية سابقة أعلنتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، دون احتساب المفقودين أو من خضعوا حينها للعلاج.

وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على تلك الكارثة الإنسانية التي عرفتها مشاعر منى في موسم الحج الأخير، قليلون من لازالوا يتذكرون مرارة ما وقع صبيحة عيد الأضحى، ومنهم على الخصوص عائلات وذوو الضحايا، الذين يشتكون مما سموه "الصمت والإهمال الذي لاقوه" من حكومتهم.

وبحسب موقع "هسبريس"، نوفل.. الذي توفي والداه معا في كارثة منى، تساءل في تصريحات له بالقول: "هل من ماتوا في حادثة منى ليسوا مغاربة؟! لماذا كل هذا الصمت، سواء على المستوى الإعلامي أو الحكومي؟"، مضيفا: "فقدت والداي في هذه الفاجعة، وحتى اللحظة لم نتسلم أي رسالة مواساة، أو تعويض، أو تأمين".

وأورد نوفل، الذي يقيم في ألمانيا: أن "أسر ضحايا منى لم تتلق أي تعويض، أو عزاء، أو أي دعم نفسي أو معنوي حتى الآن"، مؤكدا أن الحديث عن تقديم السعودية تعويضات مالية لفائدة أسر الضحايا "مجرد كلام لا أساس له من الصحة".

وعاد نوفل بذاكرته إلى حادثة منى، وكيف عانت عائلته كثيرا من معرفة أخبار والديه، وهي نفس حالة أسر ضحايا آخرين، وأردف: "تم خلط العديد من الأسماء والتقارير الطبية، فمثلا كان هناك مرضى دخلوا المستشفيات كمجهولين، ثم أخرجوا كمجهولين، وبعد أيام ظهرت أسماؤهم في عداد الوفيات".

واستطرد قائلا: "تم إرسال الحقائب التي جمعها بعض الحجاج إلى المطارات بالمغرب دون إعلام أهالي الضحايا، كما أن بعض الأغراض الشخصية لم يتم إرجاعها حتى الآن، مع العلم أن المتطوعين للبحث أخبروا العائلات بأنه تم جمع العديد من الهواتف النقالة والذهب والمال من الشرطة السعودية".

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن عائلات ضحايا منى عانت في الفترة التي تلت الإعلان عن وفيات الحجاج، مشيرا إلى أنه "من أراد الذهاب للبحث بنفسه أعطته السعودية التأشيرة، بينما مصاريف الطائرة والإقامة هناك تقع على كاهل ذوي الضحايا، فضلا عن تكاليف الوثائق المختلفة".

"تساءلت بعض أسر ضحايا منى عن خلفية نسب السلطات السعودية أسباب الوفاة إلى "الإجهاد، أو توقف القلب والتنفس"، رغم أن الحجاج كانوا في كامل صحتهم"، يقول المتحدث، مضيفا: أن "جل المصابين كانوا فقدوا ذاكرتهم، بينما في ألمانيا مثلا ينظم كل عام مهرجان لأكثر من 7 ملايين زائر، ولا أحد يختنق، فكيف يؤدي نسك لا رفث ولا فسوق فيه إلى وفاة آلاف الضحايا؟".
هسبريس

103-3