"إسرائيل" تبتز الأميركيين: سباق التسلح يهدد تفوقنا!

الإثنين ٠٤ أبريل ٢٠١٦ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية جراء الخلاف على حجم المساعدة العسكرية السنوية للعقد المقبل، اعترف رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي بأن سباق التسلح في المنطقة يهدد تفوق جيشه. وكانت جهات حكومية إسرائيلية قد أشارت مؤخراً إلى تكثيفها محاولات التوصل لاتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدما كانت ترفض الدخول في مفاوضات بانتظار وصول رئيس أميركي آخر.

ونشرت الصحف الإسرائيلية أن هناك توتراً بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية حول المفاوضات بشأن المساعدة العسكرية السنوية للعقد المقبل. وقال موقع «والا» الإخباري إن إسرائيل قدمت للإدارة الأميركية قوائم مفصلة بمنظومات السلاح وأنواع الذخائر والطائرات التي تريدها ضمن الاتفاق. ورغم اعتراف مسؤولين إسرائيليين بأن استعداد الأميركيين لمساعدة "إسرائيل" استثنائي، إلا أن مطالب "إسرائيل" كثيرة. وتحاول "إسرائيل" تبرير الزيادة التي تطالب بها، بالتغييرات في ميزان القوى في الشرق الأوسط.
ويشارك في اللقاءات بين ممثلي الدولتين لإنجاز اتفاقية المساعدة العسكرية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع. وكانت الأجواء إيجابية إلى أن أوضحت الولايات المتحدة أنها لا تنوي زيادة المساعدات بشكل جوهري، الأمر الذي أثار الخيبة في "إسرائيل"، وقاد إلى المماطلة في المفاوضات. وفسر المسؤولون الأميركيون سلوك "إسرائيل" بشكل سلبي، معتبرين أن حكومة "إسرائيل" تنتظر خروج أوباما من البيت الأبيض ودخول رئيس جديد. لكن "إسرائيل" رفضت على الدوام هذا التحليل، وباتت في الأسابيع الأخيرة تعلن عن استعدادها للتوقيع فوراً على الاتفاقية.
وصارت "إسرائيل" تكثر مؤخراً من تناول ما تراه سباقاً للتسلح في الشرق الأوسط ودخول روسيا على الخط، خصوصاً في ظل تعاونها الوثيق مع دول مثل إيران وسوريا. وتتحدث "إسرائيل" عن صفقات أسلحة متطورة لدول عربية، بينها الأردن والسعودية والإمارات، بأكثر من 200 مليار دولار. وصارت تطالب أميركا بالتساهل في تلبية مطلب "إسرائيل" بزيادة المساعدة السنوية، والتي كانت "إسرائيل" تأمل ألا تقل عن 50 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة، لكنها صارت على استعداد لقبول 40 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أعلن العميد طال كلمان، رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي، أمس أن سباق التسلح الذي تشارك فيه دول في المنطقة «قد يقود إلى تآكل التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي ولسلاحه الجوي». وجاءت أقوال الضابط الإسرائيلي في كلمة ألقاها في مؤتمر الأمن الذي عقده معهد «فيشر» ومجلة «إسرائيل ديفنس»، حيث أوضح أن سباق التسلح يتعاظم وأن دول المنطقة تتسلح بأسلحة متطورة بمئات المليارات. وأشار على وجه الخصوص إلى «عملية شراء الطائرات وصواريخ أرض جو والصواريخ بعيدة المدى».
وقال: «ثمة خطر كبير جداً، لأن عدو اليوم قد يغدو صديق الغد، فيما صديق اليوم قد يتحول إلى عدو الغد. وفي السنوات الأخيرة، يوجد احتمال تآكل التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو».
وأشار الجنرال كلمان على وجه الخصوص إلى قرب استيعاب "إسرائيل" لطائرات «إف 35»، موضحاً أن هذه الطائرة في نظره معدة أيضاً «للحفاظ على تفوق» الجيش الإسرائيلي، كما أنها ستشكل «مقوماً جوهرياً في الردع الإسرائيلي». وبحسب كلامه، يتوقع أن يخرج للتأهيل في الأسابيع القريبة طاقم طيارين لطائرات «إف 35». وفي منتصف كانون الأول المقبل، ستصل إلى "إسرائيل" أول طائرتين من هذا الطراز، فيما ستتوفر في العام 2017 للجيش الإسرائيلي القدرة العملياتية على استخدام هذه الطائرات.
وعلق كلمان على ما نشر بشأن أداء هذه الطائرة وتكلفتها العالية، قائلاً: «أسمع كلاماً كثيراً في هذا الاتجاه وعكسه، عن الإف 35، خصوصاً في الإعلام، لكن الصلة بين الكلام والواقع ضعيفة. من جهة، أنا أسمع أقوال عن تأجيل ومشاكل عملياتية في الطائرة، من جهة ثانية هي تشارك في عمليات مشاة البحرية الأميركية». وشدد كلمان على «أن البعض يرى الطائرة غالية بشكل استثنائي، والواقع أنها طائرة أرخص من طائرات أخرى في السوق، وسعرها يتراجع. ولا ريب أن الأمر ينطوي على مشروع كبير ومعقد، وينطوي على مخاطر، لكنه ككل مشروع يخضع للتطوير، أنت تدير المخاطر».
وقبل حوالي نصف عام، قال مسؤول أمني أميركي كبير إن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون ومسؤولين آخرين أعربوا عن معارضتهم بيع منظومات سلاح أميركي متطور لدول الخليج (الفارسي) في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران. وقال حينها هذا المسؤول إن «هناك قدرات مركزية عسكرية عدة لا يرغب الإسرائيليون في توفرها لدول الخليج (الفارسي). وهي أمور سبق وأثيرت قبل الاتفاق مع إيران». ومعروف أن إدارة أوباما تعهدت بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران بزيادة مساعداتها العسكرية لدول الخليج (الفارسي).
في كل حال، قال الجنرال كلمان إن «الاتفاق مع إيران من دون ريب لم يبعد الخطر النووي»، لكنه أضاف أن إيران «تضخ داخل الشرق الأوسط الكثير من الأسلحة لمنظمات توجهها ضد إسرائيل». وحول الحرب الروسية - الأميركية على «داعش» في سوريا، قال كلمان إن هذا النشاط «يجبرنا على الحفاظ على مصالح دولة إسرائيل عبر التنسيق والتكيف».

• حلمي موسى - السفير

2-208