لماذا شكرت "إسرائيل" السيسي ؟

لماذا شكرت
الإثنين ٠٦ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الكتب الدراسية في مصر شهدت تغييرا ملحوظا خلال العام الماضي، مؤكدة أن المناهج الدراسية في ظل حكم عبد الفتاح السيسي تعمل على تحسين صورة الإسرائيليين والدعوة للتطبيع معهم وتعزيز السلام.

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "وطن" أنه في الكتب المدرسية المصرية الخاصة بالصف الأخير من المرحلة المتوسطة، في كتاب “جغرافيا العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة”، نشرت وزارة التربية والتعليم المصرية، فصلا عن العلاقة مع "إسرائيل" مؤكدة على أهمية معاهدة السلام مع مصر.

وأجرى أوفير وينتر، وهو زميل باحث في معهد دراسات الأمن في جامعة تل أبيب دراسة مقارنة بين المناهج الدراسية خلال الوقت الراهن والكتب المدرسية المصرية التي صدرت خلال فترة حكم حسني مبارك، وأظهرت النتائج أن السيسي ونظامه الأفضل في التقرب من "إسرائيل"، مستشهدا بمثال بسيط حيث تظهر في الكتاب المدرسي لأول مرة صورة رئيس وزراء "إسرائيل" السابق مناحيم بيغن، جنبا إلى جنب مع الرئيس المصري الاسبق أنور السادات، كما تم زيادة عدد الصفحات التي تتحدث عن العلاقة مع "إسرائيل" وأهمية السلام حتى أصبحت أربع صفحات، بالمقارنة مع ثلاثة في الكتاب السابق.

وطبقا لصحيفة هآرتس، يتضمن الكتاب المدرسي في عرض أهداف الدرس الخاص بالسلام مع "إسرائيل" تحليلا لأسباب مبادرة السلام التي تبناها السادات، وشرح البنود الخاصة بالاتفاق وتفاصيله مع شرح الفوائد لمصر والدول العربية من هذا السلام. الكتاب يوضح أن أهداف التعلم ترتبط بأهداف أوسع نطاقا، مثل الحرب والعنف والتطرف والإرهاب.

وأكدت الصحيفة أنه برغم أنه تم نسخ أجزاء من الكتاب بأعداد تعادل مجملها في عهد مبارك، لكن تشير بعض التغييرات اللفظية، إلى هذا الاتجاه الجديد الذي يتبناه السيسي ونظامه، فعلى سبيل المثال، فإن الهدف تمثل في إقامة علاقات طبيعية، مثل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الجانبين، وتم إضافة كلمة علاقات ودية في الكتاب الجديد.

وفيما يتعلق باتفاقات أوسلو يثني الكتاب على جهود مشتركة بذلها رئيس كيان الاحتلال السابق شمعون بيريز ورئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس. كما أنه فيما يخص اتفاقية كامب ديفيد كان قديما يكتب إنه كان المقصود من الاتفاق، من بين أمور أخرى، تحقيق الحقوق المشروعة للفلسطينيين، لكنه تم حذف هذه العبارة في الكتاب الجديد. وبينما كانت تشير التقديرات قديما إلى أن “الطريق إلى السلام لا يزال بعيدا”، تم حذف هذه العبارة من الكتاب الجديد.

واختتمت هآرتس تقريرها بأنه في السنوات السابقة، كانت الكتب المدرسية في مصر ومعظم الدول العربية، إن لم يكن كلها، لا تزال تنظر إلى "إسرائيل" كعدو، لكن التغييرات التي أدخلها السيسي في الكتب المدرسية المصرية مؤخرا خطوة نحو تعزيز العلاقات مع "إسرائيل" وتغيير صورة الإسرائيلي لدى العرب!!.

109-1