سوريا... عودة الحديث عن مفاوضات الحل السياسي+فيديو

الخميس ٢٣ يونيو ٢٠١٦ - ١٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) 22/06/2016 - قبل اسبوعين استبعد المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا تحديد موعد للجولة الجديدة من مفاوضات جنيف. لكنه خرج مؤخرا ليعرب عن امله بعقدها في تموز-يوليو المقبل رابطا ذلك بالوضع الميداني واتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا حول العملية التفاوضية.

دي مستورا اشار الى ان انعقاد المفاوضات يتطلب تفاهما بين واشنطن وموسكو من اجل انجاح المفاوضات، مضيفا انه من غير الممكن الاستمرار بالمباحثات السياسية طالما ان وتيرة المعارك تزداد.

ورغم ان كلام المبعوث الاممي يشير لنية باستئناف المفاوضات الا انه يثير اسئلة في اتجاهات عدة حول خلفيته بعد التشاؤم السابق.

فالفترة الماضية شهدت محاولات لتغيير موازين القوى في الميدان لصالح الجماعات المسلحة بدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية. محاولات حصلت في ظل صمت اممي عن المفاوضات. فدي ميستورا استبعد اي جولة جديدة في الوقت الذي كانت فيه الجماعات الارهابية تشن معارك وتخرق الهدنة بشكل يومي.

يضاف لذلك انكشاف الرهان الذي كان على خطوات ميدانية لقلب المعادلة قبل اي جولة جديدة للمفاوضات وهو ما حصل في حلب حيث اطلقت واشنطن وحلفاؤها العنان لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية مع ما حملته هذه الخطوة من تهديدات لوحدة سوريا وسعي لتقسيمها.

وهنا يربط المتابعون كل ذلك بزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الى دمشق وتفقده قاعدة حميميم العسكرية التي تقول التقارير ان موسكو اعادت عددا من طائراتها الحربية اليها، ما بعث برسالة تحذير قوية لواشنطن من عمل حربي في سوريا خاصة بعد دعوة بلوماسيين اميركيين لتوجيه ضربة للجيش السوري والتي اعتبرتها موسكو امرا صادما.

وفي هذا الاطار تبرز التحذيرات الروسية من مماطلة الاميركيين في حسم المعركة ضد الارهاب. كما ان موسكو ومعها طهران ودمشق مقتنعون بعدم جدية معسكر واشنطن خاصة وان الاخيرة لم تبد اي جهد ملموس لابعاد ما تسمى بالجماعات المعتدلة عن جبهة النصرة الارهابية

وفيما تدل مواقف دي ميستورا الاخيرة حول المفاوضات الى تاثير اميركي في هذا الاطار بعد الفشل المحاولات الميدانية في حلب وغوطتي دمشق، الا انها تكشف خسارة واشنطن ومعها السعودية وتركيا لرهانها على الجماعات المسلحة والذي كشف بدوره غياب اي جدية عن الدور المدعى لهذه الدول في محاربة الارهاب وايجاد حل سياسي للملف السوري.

5