أوحدي يكشف أسراراً جديدة حول كارثة منى

أوحدي يكشف أسراراً جديدة حول كارثة منى
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

كشف رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي عن أسرار حول كارثة منى على أعتاب ذكراها السنوية، والتي راح ضحيتها الآلاف من حجاج بيت الله الحرام من ضمنهم المئات من الإيرانيين، بسبب عدم كفاءة النظام السعودي.

وبحسب "ارنا" اعتبر أوحدين خلال مراسم في مشهد المقدسة، كارثة منى مصيبة كبرى وأكثر عمقاً مما تم تبيانه، وقال: إن كلام قائد الثورة بضرورة إبقائها حية يعود إلى أنه لا أحد كسماحته أدرك عمق وعظم الكارثة.
وأضاف: مثلما قال سماحة القائد فإن صوت الجمهورية الإسلامية في إيران كان الصوت الوحيد الذي ارتفع أمام عدم كفاءة وسوء إدارة وتقصير آل سعود في هذه الكارثة، ونحن نشكر الباري تعالى اليوم لاستعادتنا جثامين شهدائنا الـ419 بقوة من السعودية.
وشرح جانباً من أحداث العام الماضي قائلا: بعد تلك الحادثة الأليمة كانت هنالك كارثة حقيقية في ثلاجات ومستشفيات مكة بحيث حينما كنا نعود من تفقد الثلاجات لم نكن نغسل ملابسنا فقط بل حتى أحذيتنا بالماء الساخن ونقوم بتنظيف أخاديدها الموجودة تحتها بالفرشاة لإزالة الرائحة النتنة منها.
وتابع قائلاً: آن السعوديين وضعوا 5 آلاف جثة في 200 حاوية تحت أشعة الشمس اللاهبة، في حين كان بإمكان كل حاوية تبريد الهواء إلى 4 درجات فقط وهو الأمر الذي أدى إلى اسوداد الجثامين، وقد غطى السائل المصلي أرضية الثلاجات، ومن أجل ذلك قاموا بتغطية الأرضية بسمك مليمترين من الكلس ليتمكنوا من التحرك فوقها.
وأضاف: حينما فتحنا بمعية وزير الصحة الدكتور هاشمي باب إحدى الحاويات التي تضم جثامين الحجاج، خرجت رائحة نتنة جداً لم يكن بإمكان أحد أن يطيقها.
وأوضح بأنه حينما وصل الوفد الإيراني برئاسة وزير الصحة إلى السعودية كان قد تم التعرف على 114 من جثامين الحجاج الشهداء الإيرانيين، وأضاف: لكنهم لم يسمحوا لنا بإعادة حتى جثمان واحد إلى البلاد وكانوا يقولون بانهم ليست لديهم توابيت أو أنه ينبغي إجراء الترتيبات القانونية اللازمة أو كانوا يسوقون ذرائع أخرى.
وقال أوحدي: إن السعوديين وبعد أسبوع من كارثة منى عقدوا أول جتماع مع الوفد الإيراني لتحديد مصير جثامين الحجاج الإيرانيين لكنهم أعلنوا في ذلك اليوم بالتحديد بأن وزير الصحة السعودي طرأ اجتماع له في الرياض وليس بإمكانه حضور الاجتماع مع نظيره الإيراني، وكان هذا أيضاً سلوكاً ينم عن سوء التصرف واختلاق العراقيل.
وأوضح أنه حين إجراء المحادثات وصلت إلى السيد (حسن) قشقاوي (مساعد الخارجية) رسالة نصية من وكالة "إرنا" تتضمن فقرات من تصريحات قائد الثورة الإسلامية في (القاعدة البحرية) نوشهر (شمال إيران) بأننا سنرد فيما لو جرى أي إساءة للجثامين الطاهرة لشهدائنا الحجاج وأن ردنا سيكون عنيفاً، وهو الأمر الذي جعل أعضاء الوفد الإيراني في حيرة وذهول لانه لم يكن هنالك وقت للتشاور ولا كان بإمكاننا التحدث معاً علماً بأن هذه التصريحات جاءت خلال استعراض عسكري وهي أمور كانت تحمل كلها رسائل ودلالات للجانب السعودي.
وأضاف أن: أعضاء الوفد الإيراني كانوا يتناقلون الهاتف النقال العائد للسيد قشقاوي فيما بينهم (للاطلاع على الرسالة النصية الواصلة) وفجاة دخل أحد افراد الجانب السعودي وبيده قصاصة ورق وضعها أمام المسؤول في الخارجية السعودية رفيع المستوى والذي بهت وخرج سراعاً ونحن توقعنا أنهم قد اطلعوا على الموضوع ايضا.
وتابع قائلا: إن هذا المسؤول في الخارجية السعودية عاد بعد دقائق بقصاصة ورق أصغر ووضعها أمام رئيس الوفد السعودي الذي تبعثر انسجام كلامه وانتهى الاجتماع ولم يشر لا الجانب السعودي إلى كلام القائد ولا الوفد الإيراني.
واعتبر تصريحات قائد الثورة الإسلامية بأنها مثلت صرخة تاريخية خالدة بحيث لم يكن هنالك في أي مرحلة من التاريخ أن يقوم قائد بلد بالدفاع عن شعبه هكذا، وأضاف أنه: وبعدما انتهى الاجتماع جاء إليّ رئيس الوفد السعودي وأنا أمام المصعد الكهربائي وقال إنه تلقى اتصالاً من الرياض فوراً وأعلنوا بأن اجتماع وزير الصحة قد انتهى وبإمكانه المجيء وأنه توجه من الرياض إلى جدة على متن طائرة خاصة وأنهم قد قبلوا بكل مطالب إيران وأعلنوا بأن كل شيء جاهز.
وأضاف: لقد تم عقد الاجتماع في الساعة الثامة مساء وإن السعوديين الذي كانوا يقولون ابتداء بأنهم ليست لديهم توابيت وأكياس خاصة للجثامين وطائرات وأنه يجب دفنهم، قد تغير رأيهم تماماً وقبلوا كل مطالب إيران وأعلنوا بأن كل شيء جاهز.
وقال أوحدي إنه: في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل دق هاتفي النقال حيث أعلن رئيس الوفد السعودي بأن الديوان الملكي لبلاده عقد اجتماعاً وتقرر وضع 5 طائرات اختصاصية مجاناً مع التوابيت تحت تصرف الجانب الإيراني وأن الترتيبات القانونية تلغى للإيرانيين فقط كي يتمكنوا من نقل جثامين حجاجهم إلى إيران.
وأضاف رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية أن: الحكومة السعودية مازالت تدعي بأن 700 حاج فقط لقوا حتفهم في كارثة منى في حين أن اكثر من 5 آلاف راحوا ضحية هذه الكارثة بسبب عدم كفاءتها.
وقال أوحدي: لاشك أن العذاب الإلهي سيكون من نصيب الذين منعوا حضور حجاج الجمهورية الإسلامية في إيران لأداء مناسك هذا العام.
104-4