إطلاق نار على الشرطة الأميركية ولايات أخرى بعد هجوم دالاس

إطلاق نار على الشرطة الأميركية ولايات أخرى بعد هجوم دالاس
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦ - ٠١:٤٢ بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات الأميركية أن الشرطة تعرضت لإطلاق نار في ثلاث ولايات، بعدما قتل قناص، وهو جندي أميركي سابق يدعى ميكا جونسون شارك في الحرب الأفغانية، ليل الخميس، خمسة شرطيين وجرح سبعة آخرين إضافة إلى مدنيَين اثنين، ما شكل أكبر عدد من القتلى في صفوف الشرطة الأميركية منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

وبحسب "فرانس برس"، نفّذ جونسون هجومه للانتقام من تجاوزات الشرطيين ضد السود، وآخرها قتلهم بالرصاص فيلاندو كاستيل (32 سنة) قرب سانت بول بولاية مينيسوتا، وألتون سترلينغ (37 سنة) في باتون روج بولاية لويزيانا. وكان قتل شرطيين المراهق الأسود الأعزل مايكل براون أثار توترات عرقية في أنحاء البلاد عام 2014.

وربطت السلطات الحوادث الثلاث بالدافع ذاته وراء الشغب في دالاس خلال احتجاجات تصدرتها حركة «حياة السود مهمة» التي نفت ان تكون أجّجت الاضطرابات «لأننا نكافح من أجل الكرامة والعدالة والحرية وليس من أجل القتل».

وأوضحت السلطات أن رجلاً في ولاية تينيسي فتح النار على فندق وطريق سريع، ما أدى الى مقتل امرأة وجرح شرطة وأشخاص آخرين. كما تعرضت الشرطة لمكمنين وجرح بعض رجالها في ميسوري وجورجيا، لكن المسؤولين لم يتوصلوا إلى الدافع وراء الاعتداءين.

وتزامن ذلك مع خروج آلاف إلى الشوارع في مدن مختلفة. وأغلق بعضهم الطرق في نيويورك وأتلانتا وفيلادلفيا، كما نظِمت تظاهرات في هيوستن وسان فرانسيسكو وفينيكس. ولم تتحدث تقارير وسائل الإعلام المحلية عن اندلاع اشتباكات أو حصول إصابات خطرة.

وأظهر شريط فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظاهر آلاف في أتلانتا، مردّدين هتافات وملوّحين بلافتات تطالب بالعدالة. وواجه عشرات منهم سيارات الشرطة التي أوقفت على طريق سريع. وقال قاسم ريد، رئيس بلدية أتلانتا، إن «المسيرة كانت سلمية إلى حد كبير، على رغم اعتقال نحو عشرة أشخاص».

وفي باتون روج بولاية لويزيانا، حيث قتل شرطيان الشاب الأسود سترلينغ، هتف المتظاهرون: «لا عدالة لا سلام. لا لعنصرية الشرطة»، فيما حاولت شرطة مكافحة الشغب منع المتظاهرين من غلق طريق مزدحم.

وقرّر الرئيس باراك أوباما اختصار زيارة إلى أوروبا للتوجه إلى دالاس مطلع الأسبوع المقبل، بدعوة من رئيس بلدية المدينة مايك رولينغز الذي دعا إلى تضميد جراح العنصرية، وقال أمام تجمع ضم آلاف الأشخاص:»هل يمكن أن يفهم مجتمعنا بصدق وعمق المعاناة التي تسبب بها التمييز العنصري والاستعباد، خطيئة أميركا الكبرى، عبر التاريخ»؟

وندّد أوباما من وارسو بـ «هجمات حاقدة ومحسوبة ومقزّزة»، مؤكداً ان «لا شيء يمكن أن يبررها». ولمّح إلى مبادرة للحدّ من البيع الحر للأسلحة الحربية، وقال: «حين يستحوذ الناس أسلحة قوية يجعل ذلك للأسف هذا النوع من الاعتداءات أكثر دموية ومأسوية. وسيتحتم علينا خلال الأيام المقبلة أخذ هذا الواقع بالاعتبار». كما أعلن عزمه بحث «إجراءات سياسية تعالج الفوارق العنصرية التي لا تزال كامنة في نظامنا الجنائي».

وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن القنّاص الذي قتلته الشرطة باستخدام روبوت مسيّر عن بعد فجر قنبلة، تحرك بمفرده، مستبعداً كما البيت الأبيض، أي ارتباط مع «منظمة إرهابية» في المرحلة الحالية من التحقيق.

وعثرت الشرطة في منزل مطلق النار على ترسانة حقيقية تحتوي على مواد يمكن استخدامها لصنع قنابل وبنادق وذخائر، ومفكرة شخصية تتضمن تكتيكات حربية.

واحتوت صفحة باسم ميكا جونسون على موقع «فايسبوك» التي تمّ إغلاقها لاحقاً، رسائل توحي بدعمه منظمات للدفاع عن السود وتدعو إلى الكراهية، وفق ما أفاد مركز «ساوذرن بوفرتي لوو سنتر» الذي يتابع هذه الحركات في الولايات المتحدة.

وظهر جونسون في صور منشورة على الصفحة رافعاً قبضته في الهواء، في إشارة ترمز إلى الصراع من أجل تحرّر السود في أميركا.

وليس لميكا جونسون أي سوابق، وهو كان احتياطياً في الجيش الأميركي وخدم في أفغانستان بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وتموز (يوليو) 2014، وفق البنتاغون.. وكان يقيم في ميسكيت بضاحية دالاس.

106-3