ذ

هكذا يتجلى الانفصام في دولة أطلسية تدعم القاعدة

هكذا يتجلى الانفصام في دولة أطلسية تدعم القاعدة
الإثنين ١١ يوليو ٢٠١٦ - ٠٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

في الخامس من ابريل/نيسان قتل صاروخ أميركي رفاعي أحمد طه في شمال سوريا بعد خمسة ايام من مغادرته تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والمشاركة في التحالف بقيادة واشنطن لمحاربة "داعش".

بالنسبة للحكومة في تركيا يعتبر طه، الذي كان حليفا لأسامة بن لادن ومستشارا سابقا لذراع القاعدة في سوريا، داعية له ماض زاهر.

ويعد طه واحدا من عشرات المتشددين الذين توفر لهم تركيا ملاذا آمنا، ومن بينهم اعضاء سابقون في تنظيم القاعدة والجماعة المسؤولة عن موجة عنف سادت مصر في تسعينيات القرن الماضي، فضلا عن "جبهة النصرة" (فرع القاعدة في سوريا) التي قال عنها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في يونيو/حزيران الماضي ان صفة الارهاب ليست مناسبة لها.

لكن تركيا اعلنت الحرب على "داعش" التي ولدت من رحم تنظيم القاعدة في العراق، بعد سلسلة هجمات داخل تركيا تبناها هذا التنظيم الذي لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا ويشن هجمات انتحارية في هذين البلدين.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن خبراء قولهم ان تصفية طه بغارة أميركية "تسلط الضوء على الانفصام التركي عندما يتعلق الأمر بمحاربة الجهاديين".

وقال مسؤول أميركي للصحيفة ان طه ذهب الى سوريا لتسوية نزاع بين "جبهة النصرة" و"فصيل اسلامي آخر"، عندما استهدفته الغارة الأميركية.

وعلى الرغم من تصعيد الحملة التركية على مواقع "داعش" في سوريا، الا ان انقرة تواصل تساهلها واحيانا حمايتها لاشخاص مصنفين في قوائم الارهاب لدى الدول الغربية.

وحتى الهجمات التي تشنها تركيا ضد "داعش" في سوريا، جاءت بعد شكوك غربية وتقارير صحافية تؤشر الى علاقة مشبوهة.

وإلى جانب "الجماعة الاسلامية"، تأوي تركيا وتوفر منابر اعلامية ايضا لقيادات في الاخوان المسلمين الذين اطيح بهم من الحكم في مصر بعد مظاهرات حاشدة انتهت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم. وكان ذلك بداية القطيعة بين القاهرة وأنقرة.

وتصنف دول عربية عديدة جماعة الاخوان المسلمين بأنها منظمة ارهابية.

اما اعضاء "الجماعة الاسلامية" في تركيا فهم "جزء من الكادر الرئيسي لتنظيم القاعدة"، بحسب جوناثان شانزر المسؤول السابق في قسم مكافحة الارهاب بوزارة الخزانة الأميركية.

وأكد شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، "هذا هو أكثر شيء مثير للقلق لأن تركيا دولة اطلسية ويفترض انها حليفة للغرب ضد عدو مشترك"، وفقا لما نقلت عنه الصحيفة الأميركية.

لكن مسألة العدو المشترك موضع خلاف رئيسي. فالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تتهاون في وصم القاعدة بالارهاب.

في المقابل، ينتهج اردوغان سياسة ليونة واضحة مع فرع القاعدة في سوريا الذي ظلت تدعمه تركيا في السنوات الأولى للحرب السورية الى ان توقفت عن ذلك في 2014 تحت الضغوط الغربية.

وفي خطاب له الشهر الماضي بعد هجمات اودت بحياة 45 شخصا في مطار اتاتورك وتبنتها "داعش"، أشار اردوغان من جديد الى ان صفة الارهاب غير ملائمة لـ"جبهة النصرة".

ويستهوي المسؤولين الاتراك الرد على الاتهامات حول دعم المتشددين، بانتقاد الولايات المتحدة على تسليح وتدريب جماعات كردية تصنفها تركيا بالارهاب. لكن الولايات المتحدة تعتبرها ضرورية لقتال "داعش".

المصدر: ميدل ايست اونلاين

107