صبية آل سعود يلعبون بالنار

صبية آل سعود يلعبون بالنار
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ - ٠٣:٣٢ بتوقيت غرينتش

يواصل بعض امراء آل سعود لعبة في غاية الخطورة، اما جهلا بخطورتها، او اعتمادا على حماية السيد الأميركي، بينما من الواضح ان دفع الامور مع ايران الى طريق مسدود، لن يكون في صالح اي بلد من بلدان المنطقة وفي مقدمتها مملكتهم.

تمادي بعض امراء آل سعود، وخاصة تركي الفيصل، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، في علاقة بلاده مع ايران، عندما ظهر علنا وهو يتبني زمرة “مجاهدي خلق” الارهابية، كورقة ضغط يستخدمها ضد ايران.

حاول تركي ان يبين حجم هذا التبني عندما لمح، وهو يلقي كلمة في مؤتمر لزمرة المنافقين الارهابية في باريس، الى موت زعيم هذه الزمرة مسعود رجوي وهو يشير الى الارهابية مريم رجوي بعبارة “زوجة الفقيد مسعود رجوي”، وكان هذا التلميح رسالة اراد من خلالها تركي ان يقول نحن نعرف كل شاردة وواردة عن هذه الزمرة، التي اخفت لسنوات موت زعيمها.

اولا وقبل كل شيء، على العقلاء من امراء آل سعود، ان يقنعوا اخوانهم وبناء عمومتهم من الذين يقدمون انفسهم كصقور، واصحاب الحلول العسكرية والصدامية و“الحزم والعزم”، بأن يكفوا عن القيام بهذا الدور الذي من المؤكد سيرتد كوارث على آل سعود جميعهم، فزمرة المنافقين الارهابية التي، عجزت من ان تنال من الجمهورية الاسلامية في ايران، في الوقت الذي كانت هذه الزمرة في عصرها الذهبي وكانت تتلقى من أميركا والغرب والاتحاد السوفيتي السابق والطاغية صدام، كل الدعم المالي والاعلامي والسياسي والاستخباراتي والعسكري، فكانت تمتلك الدبابات والمدفعية والاسلحة الثقيلة، في وقت لم تمتلك فيه الجمهورية الاسلامية الفتية حينها، جيشا ومشغولة في الدفاع عن نفسها في حرب ظالمة فرضها الطاغية صدام على الشعب الايراني على مدى ثماني سنوات، بتحريض ودعم من الشرق والغرب والرجعية العربية.

زمرة المنافقين الارهابية، لا تمتلك اي رصيد شعبي في ايران، فهي منبوذة وكريهة من جميع ابناء الشعب الايراني بمختلف انتماءاتهم السياسية، فهذه الزمرة خانت الوطن والشعب، عندما باعت شرفها واصطفت مع محتل هذا الوطن وقاتل هذا الشعب، الطاغية صدام، في حربه الغادرة التي فرضها على ايران.
ان الظهور بمظهر المتبني لزمرة المنافقين الارهابية من قبل تركي الفيصل، يكشف حالة التخبط والعجز الذي تعيشه السعودية، في التعامل مع ايران والتطورات التي تشهدها المنطقة، فليس هناك من عجز اوضح من ان تتبني السعودية منظمة ارهابية تحولت منذ سنوات الى منظمة متسولة تعيش على المساعدات التي تقدمها المنظمات الصهيونية في الغرب، لاستخدامها كيافطة في التجمعات التي تقام بين فترة وأخرى في الغرب ضد ايران.

ان بعض امراء آل سعود الذين يحاولون الظهور بمظهر غير المبالي من اللعب بالنار ودق طبول الحرب ضد ايران، كحال تركي، يعرفون قبل غيرهم انهم ليسوا رجالها، وان كيانهم اوهن من بيت العنكبوت، وهو ما يبرر التصاقهم بأميركا، والعالم كله راى كيف اصابهم الهلع والفزع من الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية الكبرى، فلم يكفوا حتى اليوم من العويل والصراخ خوفا من ان تتركهم أميركا لحالهم.

ان ما حال دون تقوم ايران بالرد على صلف السعودي الصبياني حتى الان هو حكمة وصبر الايرانيين، وهما ايضا حال دون تاديب السعودية على تواطئها مع صدام بعد انتهاء الحرب الصدامية على ايران، ولكن يبدو ان بعض امراء آل سعود، اصوات تشقق جدران كيانهم الشاذ الذي بدأ يتصدع، لذلك على عقلاء آل سعود ـ ان بينهم عقلاء ـ ان يردعوا صبيتهم من امثال تركي عن غيهم، والا يلعبوا بهذه الطريقة الصبيانية بالنار، وان يهتموا اكثر بشؤونهم الداخلية قبل ان ينهار عليهم سقف كيانهم المتداعي.

يجب الا يشك اي كان من اعداء واصدقاء ايران، بقوة الردع الهائلة التي تملكها ايران، فهذه القوة هي وحدها التي اجبرت اعظم خمس قوى في العالم، على الجلوس الى طاولة واحدة مع ايران للتفاوض كأنداد معها على برنامجها النووي، ولم يتجرأ المسعور نتنياهو من تنفيذ اي من تهديداته لانه يعرف قبل غيره ماذا يعني مواجهة ايران عسكريا، او التعرض لها، وتهديد امنها واستقرارها، وهذع الحقيقة كررها الرئيس الأميركي باراك اوباما اكثر من مرة، عندما قال: لو كان بامكاني ان ادمر البرنامج النووي الايراني بالقوة العسكرية لما تأخرت لحظة واحدة.

نعلم جيدا ان من الصعب ادخال الحكمة في راس متخم بالاحقاد التاريخية والسموم الطائفية ولكن من الممكن لطم مثل هذه الرؤوس، لا لادخال الحكمة فيها، بل لجعلها تستشعر ذاتها على الاقل، وتعرف قدرها وحجمها، وان تكف عن ايذاء نفسها وشعبها وشعوب المنطقة.

لدي ايران الف وسيلة ووسيلة للطم مثل هذه الرؤوس المأزومة والمريضة والمهووسة بدق طبول الحرب، لا لشيء الا من اجل ارضاء سيدها الاسرائيلي، والا ليس هناك في المنطقة العربية والاسلامية من يضمر الشر لبلاد الحرمين الشرفين، لا اكراما لآل سعود، بل اجلالا للكعبة المشرفة وتعظيما لقبر اشرف خلق الله على وجه الارض.

اجتماع الارهابي تركي الفيصل بزعيمة زمرة المنافقين الارهابية، واعلانه صراحة عن عزمه اسقاط النظام في ايران، اكد ضرورة تخلي ايران عن سياسة تجاهل العارف، وان تستخدم وبقوة كل ما تمتلك من اوراق، لردع صبية آل سعود، كي لا يتمادوا في غيهم اكثر من ذلك مع ايران، كما تمادوا في سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان، وان ترد لهم الصاع بألف صاع، عسى ان يستفيقوا ويعرفوا حدودهم فيقفوا عندها.
• وكالة ارنا