ما اسباب الانعطافة التركية بسوريا، وهل هي فعلية؟+فيديو

الأربعاء ١٣ يوليو ٢٠١٦ - ٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش

اسطنبول (العالم) - ‏13‏/07‏/2016 – أكد عضو مبادرة مؤتمر الشرق محمد خيري قرباغجي اوغلو أن هناك عدة عوامل سياسية واقتصادية وعسكرية جعلت الحكومة التركية تغير موقفها بشكل كامل فيما يخص الوضع في سوريا، موضحا ان الايام القادمة ستثبت ما اذا كانت هناك خطوات فعلية تقدم عليها انقرة في هذا الخصوص.

وقال قرباغجي اوغلو في حوار مع قناة العالم الإخبارية، الاربعاء: إن هذا التطور جاءت به الحكومة التركية الحالية مجبرة، لاننا كلنا نعلم موقف حكومة حزب العدالة والتنمية من الازمة الشرق اوسطية ومن الازمة السورية تحديدا، حيث تورطت الحكومة في امور كثيرة بالمنطقة وكانت سياستها مبنية على اساس التوتر والعدوانية، واليوم اضطرت الحكومة الحالية ان تراجع موقفها من هذه الازمات.

واضاف متسائلا: لكن هل هذا يدل على ان هناك فعلا نوايا طيبة؟ او هل هناك فعلا تغير جذري بالنسبة للسياسة التركية الجديدة؟ يجب ان ننتظر قليلا، لأن من مارس السياسات العدوانية السابقة تجاه جيرانه او على الاقل سياسة توترية، لا يمكن ان يتحول في لحظة واحدة من السيء الى الجيد ولذلك يجب متابعة خطوات الحكومة الجديدة.

وتابع: لكن هناك اخبار تسربت في الإعلام التركي بأن الحكومة الحالية من جهة اخرى قامت بتأسيس بعض الشركات الخاص لاستخدام ضباط كبار متقاعدين لتدريب بعض عناصر المقاتلين في بعض الدول الإسلامية، وهذا يدل على انهم لن يتبنوا سياسة سلمية تجه منطقة الشرق الاوسط، بل مرحليا او براغماتيا يتظاهرون بانهم يريدون السلام في منطقة الشرق الاوسط عموما وفي الازمة السورية تحديدا.

اسباب الانعطافة

وفيما يخص اسباب هذه الانعطافة في الموقف التركي من الازمة السورية، قال قرباغجي اوغولو: إن الجميع يتذكر كيف دخلت تركيا المعادلة بسوريا بحث من الولايات المتحدة، وكيف ان تركيا ارادت ان تلعب في المنطقة دور "امريكا الصغيرة"، وكذلك بدعم من الاتحاد الاوروبي، لكن بعد نزول روسيا في سوريا، وبيع الولايات المتحدة لتركيا واتفاق الولايات المتحدة مع روسيا، اجبرت هذه التطورات تركيا ان تراجع مواقفها، لان ثقل روسيا في المنطقة اصبح محددا سياسيا بالنسبة لتحركات تركيا على المستوى العسكري والسياسي.

واضاف: من جهة اخرى، فإن مشروع اسقاط بشار الاسد فشل، وهذا الفشل اجبر الحكومة على مراجعة موقفها، لا رضا منهم ولكن كرها وغصبا عنهم، لان التطورات لا تبشر بالامل بالنسبة الى طموحات الحكومة التركية، وهم يراقبون التطورات وخاصة بالنسبة للجو السائد في الإعلام وفي الرأي العالمي، ولذلك فهم اضطروا الى التراجع عن موقفهم المعادي لسوريا والمؤيد للمسلحين.

وتابع: كذلك فإن للعامل الإقتصادي دور مهم في هذا التراجع، لأن تركيا فقدت تقريبا جميع جيرانها والعلاقات الاقتصادية اثرت سلبا في الإقتصاد التركي.

3ـ108