"داعش" تغري كلا الجنسين في إسبانيا، من أي مستوى؟

الخميس ١٤ يوليو ٢٠١٦ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن دراسة قدمت الثلاثاء، من قبل باحثين في الجامعات الإسبانية؛ توصلت إلى أن ظهور جماعة "داعش" الارهابية غير مشهد الحركة المسلحة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسبانيا.

كما أن هذه الدراسة التي تحمل عنوان "داعش في إسبانيا"، بينت أن الجماعة تستقطب موالين لها في إسبانيا من الجنسين، ومن ذوي مستوى تعليمي مقبول.

وقالت الصحيفة في تقريرها بحسب "عربي21": إن هذه الدراسة أقدمت على تحليل الحالات التي تجمعها علاقات بجماعة "داعش"، والتي بلغ عددها 124 حالة خلال العامين الماضيين، استنادا إلى المعلومات المتوفرة عن هؤلاء المتهمين الذين مكنوا الباحثين الإسبان من تكوين صورة "شعاعية" عن الجهاد الإسباني الجديد، والتي كشفت عن جذور التطرف وتجنيد المتشددين على الأراضي الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن الباحثة غارسيا كالفو، قولها: انه "حتى عام 2012، لم يسجل أي تواجد للعنصر النسائي ضمن المتهمين بالتعاون مع المنظمات الإرهابية. لكن اليوم بلغت هذه النسبة 16 بالمائة". ووفقا للباحثة، يفسر ذلك بأن جماعة "داعش" لديها استراتيجية ناجحة لحشد موالين لها من الجنسين.

وأضافت الباحثة، أنه "حتى عام 2012، كانت الغالبية العظمى من المتطرفين من الذين لم يولدوا في إسبانيا، فيما مثّل الإسبان في ذلك الوقت نسبة خمسة بالمائة فقط. لكن بعد ظهور جماعة "داعش"، وبفضل قدرتها على حشد العديد من الموالين لها، ارتفع عدد المتطرفين الإسبان".

وواصلت الباحثة قولها: "من بين هؤلاء الذين يتعاونون مع "داعش" ، 13.6 بالمائة تحولوا من ديانات أخرى واعتنقوا الدين الإسلامي. لكن 10 بالمائة فقط من هذه المجموعة، لديهم دراية بالدين والشريعة الإسلامية. كما أنه من جملة المتأثرين بالفكر المسلح لجماعة "داعش"، 59% منهم هم ممن أتموا التعليم الثانوي، و10 بالمائة من حاملي شهادات التعليم العالي".

كما تشير غارسيا كالفو إلى اكتشاف حقيقة مهمة، تفيد بأن جماعة "داعش" تستعمل في إسبانيا طرقا قديمة لاستقطاب الارهابيين. ورغم رواج الدور المهم للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الارهابي واستقطاب موالين للجماعة المتطرفة، إلا أنه في إسبانيا يلجأ المجندون إلى وسائل مادية، وعموما بلغت نسبة المتطرفين عبر الإنترنت 18.4 بالمائة، مقابل 28.9 بالمائة لأولئك الذين يتبنون الفكر المتطرف مباشرة وفي أماكن "مادية".

وتوضح الباحثة أن "هذه الأماكن المادية، هي أساسا المنازل الخاصة وأماكن العبادة والمراكز الثقافية الإسلامية، وفي مرحلة ثانية يتم تحويلهم إلى أماكن خاصة، بعيدا عن المراقبة. وفي النهاية، يعمل المجندون على بث أكبر عدد ممكن من الدعاية.. ليستهلكها الطرف المقابل".

وبينت الباحثة، أن "وجود هؤلاء الوسطاء في عملية التطرف ضروري؛ وبذلك لا يمكن اعتبار أن الحركة الارهابية في إسبانيا هي عملية تطرف ذاتي، أو دون اتصال مع أفراد آخرين".

ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة: إنه حسب هذه الدراسة، هناك دوافع "أيديولوجية ونفعية"، تدفع بالعديد إلى تبني الفكر المسلح خاصة أولئك الذين يأملون في الحصول على المال. إضافة إلى تواجد أسباب "عاطفية ووجدانية" وأخرى "وجودية".

كما أوردت الصحيفة قول الباحث ريناريس: ان "هؤلاء الأفراد هم بالغو الخطورة". واستنادا إلى دراسته، يرتبط أكثر من ثلث العدد الإجمالي للمعتقلين، بخلايا أو جماعات أو شبكات لها القدرة والرغبة في تنفيذ هجمات إرهابية في إسبانيا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن "الغالبية العظمى منهم على علاقة تنظيمية مباشرة مع جماعة "داعش"، ومع عناصر هامة من هذه الشبكة في أوروبا؛ من بينهم عناصر نفذت هجمات في باريس وبروكسل".

وفي الختام، قال ريناريس: إن "هذه الأرقام كافية لتسليط الضوء على التهديد الذي تشكله جماعة "داعش" الارهابية على إسبانيا. كما أنه في إسبانيا، تستقطب "داعش" أفرادا من المسلمين وغير المسلمين؛ ولذلك فمن الضروري تعزيز خطط الدولة ضد التطرف".
103-2