15 عاماً من الرعب الأميركي في الشرق الأوسط بذريعة 11 سبتمبر

15 عاماً من الرعب الأميركي في الشرق الأوسط بذريعة 11 سبتمبر
الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

لم تخلف حادثة 11 أيلول/سبتمبر في الشرق الأوسط، بغض النظر عما جرى وراء الكواليس، سوى اتساع رقعة الاضطرابات وزعزعة الاستقرار ومقتل وإصابة الملايين بذريعة الحرب على الإرهاب.

تذرعت أميركا عند بدء غزوها للشرق الأوسط بشعار "الحرب على الإرهاب" في أعقاب اصطدام طائرتي نقل ركاب ببرجي التجارة العالمية في نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001.

وبعد فترة قصيرة على حادثة سبتمبر توجه الجيش الأميركي لغزو أفغانستان ومن ثم توجه صوب العراق عقب عامين.

وفي هذا السياق كتب "رد فلغ" المحلل في غلوبال ريسرج: إن سبتمبر العام الجاري هو الخامس عشر بعد حادثة الهجوم على برجي التجارة العالمية في نيويورك والذي اتخذته أميركا ذريعة لفرض العنف والرعب على شعوب الشرق الأوسط، إن الحرب على الإرهاب التي شنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش دللت على وحشية رأس المال الأميركي. وتجاوزت هذه الوحشية حدود أفغانستان والتي تعرضت للغزو لأول مرة. إن هذا العنف المقيت بات يلمس حالياً في العراق وباكستان واليمن وفي مناطق أخرى أيضاً. لم تكن هذه الحروب تهدف لنشر الديمقراطية أو الترويج لحقوق الإنسان بل صبت في سياق تعزيز هيمنة أميركا.

واستغلت واشنطن هجمات سبتمبر لصنع فرصة لها من أجل الاحتلال وإيجاد تغييرات في الشرق الأوسط والاستيلاء على الاحتياطات النفطية واستخدامها كأداة لممارسة الضغط الاقتصادي في مناهضة الأعداء وضمان مصالحها وهيمنتها الاقتصادية في المستقبل.

ومنذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 دمرت الفلوجة 3 مرات حيث هاجمها الجيش الأميركي على مدى أسابيع جواً وبراً واستخدم الفسفور الأبيض ما أسفر عن وقوع مجازر.
 

وفي تقرير قدمه الدكتور كريس بازبي تحت عنوان "السرطان، الموت والمواليد في الفلوجة"، كشف عن تعرض أهالي المدينة لليورانيوم المنضب الذي استخدمه الأميركيون، فإن معدلات الإصابة بالسرطان قد ارتفع إلى 4 اضعاف كما أن معدلات الإصابة بالسرطان لدى الأطفال ارتفع 12 ضعفاً منذ 2004 ولغاية 2010.
كما تصدق هذه الإحصاءات على مدن أخرى في جنوب العراق أيضا.

الخسائر البشرية
أوردت مؤسسة طبية في آذار/مارس 2015 عن حجم الخسائر البشرية المباشرة أو غير المباشرة جراء "الحرب ضد الإرهاب": نحو مليون نسمة في العراق، 220 ألفاً في أفغانستان و80 ألفاً في باكستان، ويبلغ إجمالي عدد الخسائر 1.3 مليون نسمة، وهذا الإحصاء اتسم بالتحفظ حيث أن العدد الحقيقي للقتلى في هذه البلدان الثلاثة بلغ نحو مليوني نسمة.

وحقق الرئيس الأميركي باراك أوباما الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2008 برفعه شعار إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكن أوباماً بدلاً من تنفيذ شعاراته صعّد هذا الرئيس الفائز بجائزة نوبل وتيرة الحرب في أفغانستان وبدأ بتنفيذ عمليات عسكرية في باكستان واليمن والصومال وسوريا وليبيا، كما أن أوباما أدرج استخدام الطائرات بلاطيار على جدول الأعمال.

وأوردت رابطة الصحفيين تقريراً مفاده أن استخدام أميركا لطائرات بلا طيار منذ عام 2002 أسفر عن مقتل أكثر من 7 آلاف شخص، ولم يؤخذ في هذا الإحصاء الضحايا العراقيين والسوريين، ورغم اتساع نطاق العسكرة الأميركية إلا أن واشنطن لم تفلح في تحقيق مآربها بل على العكس ضعفت مكانتها الدولية.

أميركا من الداخل
أوضح مدير مشروع "تكاليف الحرب" وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بوستن الأميركية أن "الحرب ضد الإرهاب" بلغت نفقاتها نحو 1.8 تريليون دولار.

وفي ذات الوقت عرضت الأزمة الاقتصادية التي ضربت أميركا والغرب خلال عامي 2007 و 2008 شريحة العمال وكذلك بعض أصحاب المصارف في وال استريت إلى ضغوط مالية، ورغم أن الأميركيين أصابهم الإرهاق جراء الضائقة المالية والبطالة لكن رفعوا الميزانية العسكرية حيث أن الأموال متوفرة دائماً لممارسة القتل وفق الطبيعة الإمبريالية.

ولفت موقع كلوبل ريسرج إلى أن 15 عاماً من "الحرب ضد الإرهاب" أثارت احتجاجات كثيرة والتي كان من أشدها الاحتجاجات المناهضة للحروب في العالم والتي انطلقت في شباط/فبراير عام 2003 قبل الغارات الجوية الأميركية على العراق حيث نزل الملايين إلى الشوارع في جميع أرجاء العالم احتجاجاً على الأكاذيب والشعارات التي أطلقها مؤججو الحروب ورفعوا شعار "لاتسفكوا الدماء من أجل النفط" وكان معظم المحتجين من بلدان أوروبية، لكن امبراطورية جورج بوش وحلفائه الغربيين فتحت أبواب جهنم باتجاه الشرق الأوسط وبدأوا بقصف العراق.

104-10