تحرك القطع البحرية الأميركية نحو الشرق الأوسط

الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٣:٥٢ بتوقيت غرينتش

يشير تحليل أداء الدبلوماسية الخارجية الأميركية السلوكي إلى تلازم إسقاط القوة العسكرية مع القوة الدبلوماسية وبالتالي نستطيع من خلال تحليل السلوك العسكري الأميركي أن نتعرف على مكونات وخطوط سيناريو الدبلوماسية الأميركية وبنفس القدر نستطيع من خلال تحليل السلوك الدبلوماسي التعرف على مكونات وخطوط السيناريو العسكري الأميركي.
* ماذا تقول المعلومات؟
برزت حالياً بعض التسريبات التي نقلتها بعض التقارير العسكرية التي تحدثت عن تحركات بعض قطع البحرية الأميركية باتجاه منطقة الشرق الأوسط ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:

• بدأت بعض قطع البحرية الأميركية في البحر الأسود الإبحار ومغادرة البحر الأسود، وبرغم أن التقارير تحدثت عن ما أطلقت عليه تسمية "رحلة العودة" فإن هذه الرحلة ستمر عبر مياه البحر المتوسط المطل على الشرق الأوسط. القطعة البحرية الرئيسية في التحرك هي المدمرة الأميركية ستاوت (STAOT) وتقول المعلومات أنها كانت تقوم بجولة في البحر الأسود شملت جورجيا وبلغاريا ورومانيا. قائد المدمرة هو ضابط البحرية الأميركي مارك أوبرلي ويعمل تحت إمرته على ظهر المدمرة 300 عنصر وتقول المعلومات أن المدمرة ستاوت بالإضافة إلى مهماتها المتعددة فإنها تعتبر من أبرز حاملات الصواريخ الموجهة الأميركية.

• بدأت المدمرة الأميركية الصاروخية بينغولد ترتيبات التحرك باتجاه التمركز غرب الباسفيكي والشرق الأوسط وتقول المعلومات أن هذه المدمرة ستصل قاعدة سان دييغو البحرية الأميركية يوم غداً 8 أيلول وأضافت التسريبات أنها ستكون واحدة من 18 قطعة بحرية أميركية منها ثلاث سفن صاروخية و15 مدمرة وجميعها مزودة بقدرات التعامل مع الصواريخ البالستية.
تحريك القطع البحرية الأميركية بهذه الطريقة يحمل بين ثناياه أكثر من دلالة ومن الواضح أن الشهر القادم سيشهد تمركزاً بحرياً أميركياً مكثفاً في البحر المتوسط، ومنطقة شمال شرق المحيط الهندي المطلة على إيران والسواحل اليمنية والصومالية.

* التوزيع الكلي للقدرات العسكرية الأميركية:
تشير خارطة إسقاط القوة البحرية الأميركية إلى وجود خمسة مناطق رئيسية للتمركز العسكري البحري الأميركي وتشمل خارطة الإسقاط لهذه المناطق ما يلي:

• قيادة الأساطيل البحرية: تتكون من مراكز القيادة البحرية بما يشمل قيادة أسطول غواصات المحيط الأطلنطي وقوات الطيران البحري الأطلنطي وقوات السطح البحري الأطلنطي بالإضافة إلى الأسطول الثاني الأميركي المسؤول عن المحيط الأطلنطي بدءاً من القطب الشمالي وحتى القطب الجنوبي.

• القوات البحرية الأميركية في أوروبا: وتتكون بشكل أساسي من الأسطول السادس الأميركي المسؤول عن المواجهات في البحر المتوسط والبحر الأسود إضافة إلى البحر الأحمر وبرغم وجود قيادة هذا الأسطول في مدينة نابولي الإيطالية فإن له بعض مراكز القيادة الفرعية في كل من إسبانيا وقبرص وتركيا.

• الأسطول الباسفيكي: ويتكون شكل أساسي من مجموعة من التشكيلات العسكرية من القوة البحرية والبرية والجوية الأميركية فالقوات البرية توجد في القواعد العسكرية المنتشرة في جزر الباسفيكي إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند واندونيسيا وماليزيا وأستراليا، ويعتبر تمركز القوة البحرية الأميركية في الباسفيك الأكبر في العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر نصف الغواصات النووية الأميركية توجد في هذه المنطقة وتوجد ضمن الأسطول الباسفيكي الفرعية ومنها: الأسطول السابع الأميركي، الأسطول الثالث الأميركي.

• القوات البحرية التابعة للقيادة الوسطى: وتعتبر من التجمعات العسكرية البحرية الحديثة نسبياً وتتضمن هذه القوات كل من الأسطول الخامس المسؤول عن أمن الخليج وجنوب شرق آسيا ويتمركز حالياً في البحرين إضافة إلى أنه توجد قوات المهام الخاصة المشتركة - 150 - 151 - 152.

• القوات البحرية التابعة للقيادة الجنوبية: تتضمن كل القواعد البحرية والقطع العسكرية المنتشرة في المناطق المحيطة بقارة أميركا اللاتينية وعلى وجه الخصوص مناطق الكاريبي والمناطق البحرية الأطلنطية المطلة على شرق دول أميركا اللاتينية والمناطق البحرية الباسفيكية المطلة على غرب أميركا اللاتينية، ويعتبر الأسطول الرابع الأميركي بمثابة القوام الرئيسي للقوات البحرية الأميركية الناشطة في هذه المناطق.

حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى وجود نوايا أميركية لإشعال أي مواجهة عسكرية مرتفعة الشدة في الشرق الأوسط ولكن ما هو واضح يتمثل في أن واشنطن تسعى لاستخدام أسلوب تحريك القطع البحرية ضمن ما يطلق عليه الخبراء تسمية "حزمة الردع" التي تشبه في أحد وجوهها باقة الزهور بحيث أنه إذا كان للزهور الصفراء والحمراء والبيضاء معاني محددة فإن تحريك المدمرة الصاروخية يحمل معنى يختلف عن تحريك الغواصة النووية أو حاملة الطائرات!
*الجمل