اللاجئون العراقيون في أميركا حياتهم جحيم

الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش


قام اللاجئون العراقيون بتظاهرة في الولاية في فينكس (ولاية أريزونا الأميركية) احتجاجا على اوضاع معيشية بائسة.

وحاول المتظاهرون دخول مبنى حكومة الولاية في فينكس لكن منعتهم الشرطة طالبة منهم التظاهر خارج البنايات الحكومية.

وتم توطين نحو 30 ألف عراقي في الولايات المتحدة منذ عام 2003، وتم قبول 1500 طلب لجوء تقدموا بها إثر وصولهم الى البلد، ويتركز أغلب العراقيين في سان دييغو وفونيكس وهيوستن ومشيتغان مع توطين نحو 1100 في ولاية نيويورك.

وأغلب القادمين سبق لهم أن عملوا في العراق كمدرسين وأطباء ومهندسين وصيادلة ومترجمين وجاءوا هنا ليفاجأوا بعدم معادلة شهاداتهم ما اضطرهم إلى البحث عن أعمال تقل مستواها كثيرا عما يطمحون إليه.

ونشرت إحدى الصحف الاميركية مقابلة مع لاجئي مروان الدوسري قال فيها: أن الأمم المتحدة قد وعدت اللاجئين العراقيين بسكن ملائم وعمل وحياة كريمة عندما قرروا الهجرة من العراق بعد الغزو الاميركي.

واضاف الدوسري "بدلا عن ذلك فقد وجدوا لاجئون أنفسهم عاطلين عن العمل وتعساء يعيشون في شقق بائسة. وقال الأخ الدوسري بأن "العديد من الناس سيكون بلا مأوى لعدم تقديم أية مساعدة لهم".

وحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها "جحيم العراق خير من الجنة الكاذبة في أمريكا".

وقال مروان الدوسري للصحيفة بأن حاكم الولاية السيدة (جان بروير) يجب أن تهتم بمصير اللاجئين العراقيين لأن الولايات المتحدة قد احتلت العراق. "خسرنا بلدنا. خسرنا العراق".

وتعليقا على التظاهرة قال بول سينسمان الناطق الرسمي باسم حاكم الولاية بأنه لم تكن لديه أية معلومات عن التظاهرة ولم يتصل أحد بمكتب السيدة بروير.

ويواجه اللاجئون العراقيون في الولايات المتحدة تحديات تدفع ببعضهم إلى التفكير بالعودة إلى العراق مجددا، بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي نشر يوم الخميس.

ويقول المعنيون بشؤون اللاجئين والمهاجرين إنهم اكتشفوا أن العراقيين يجدون صعوبة أكثر من غيرهم للتكيف مع نمط الحياة الأميركية مع أن أغلبهم من حملة الشهادات الجامعية والتخصصات المهنية ولكنهم لا يحملون نظرة واقعية لما سيكون بانتظارهم في بلد المهجر.

ومع أن أغلب هؤلاء اللاجئين يحصلون على مساعدات مالية من جهات حكومية أو خيرية خاصة، لكن الأقدار جعلتهم يصلون إلى هذا البلد وهو في خضم أزمته الإقتصادية التي لم يشهد لها مثيلا منذ عدة عقود.

ونقلت الصحيفة عن عدد من اللاجئين العراقيين في ولاية نيويورك المتاعب التي يواجهونها في بحثهم عن فرص عمل مناسبة لهم، وتقول أحدى العراقيات التي وصلت إلى نيويورك عام 2007 إن أكثر ما يعذب العراقيين هنا هو يقينهم أنهم على الأرجح لن يجدوا عملا يناسب مستواهم التعليمي.

وتعترض عملية إعادة توطين اللاجئين العراقيين بالمجتمع الأميركي عدة تحديات لاسيما ضعف التمويل والاختلاف في أحوال اللاجئين من مجتمع محلي لآخر ومن ولاية لآخرى، وسبق ان صدرت عدة توصيات عن الحلقة النقاشية التي نظمها معهد سياسات الهجرة الأميركي لمعالجة أوجه القصور في برامج إعادة التوطين وكان من أهمها ضرورة زيادة الدعم المالي الفيدرالي المخصص لمساعدة اللاجئين العراقيين.