أسوأ سيول في 80 عاما تقتل 31 شخصا في ترکيا

الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٥:٢١ بتوقيت غرينتش

ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مدينة اسطنبول التركية وعددا من المناطق شمال غرب البلاد، الى واحد وثلاثين شخصا.

وقد اعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فقدان تسعة اشخاص اخرين في محافظة تكيرداغ.

وقال مساء الاربعاء، ان 26 شخصا لقوا حتفهم في اسطنبول أکبر مدن ترکيا بعد يومين من أکثر الامطار غزارة في 80 عاما والتي ادت الى تکون سيول حاصرت المناطق المنخفضة.

وتوفى خمسة آخرون في سراي غربي اسطنبول جميعهم من اسرة واحدة.

كما اكدت مصادر امنية العثور على ثلاث عشرة جثة على جانب الطريق المؤدية الى مطار اتاتورك الدولي، مشيرة الى ان شاحنات كبيرة وسيارات انقلبت بفعل دفع المياه. كما غمرت المياه العديد من الطرق الرئيسة، اضافة الى تدمير ما لايقل عن الفي منزل ومبنى.

وذكرت رئاسة الوزراء انها خصصت صندوق طوارئ بمبلغ 2 مليون ليرة تركية (1.35 مليون دولار امريكى) لمقاطعة اسطنبول، و250 الف ليرة لتيكيرداج.

وفي اسطنبول وضع عمال الانقاذ الذين استقل بعضهم زوارق ألواحا خشبية وسلالم لمساعدة سائقي السيارات والشاحنات الذين تقطعت بهم السبل وسط المياه على الوصول بسلام إلى جسور وأراض مرتفعة.

ووقعت أسوأ موجات الفيضانات في المناطق المنخفضة في غرب المدينة على الجانب الأوروبي حيث تسوء حالة الصرف.

وبدأت المياه تنحسر في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء مما کشف عن المباني التي اضيرت والانقاض المبعثرة في انحاء الشوارع فيما بدأ السکان المنکوبون عملية ازالة الانقاض.

وقال وزير الداخلية بشير أتالاي ان عدد الوفيات يمکن ان يرتفع مع الانحسار المستمر لمياه السيول.

وقال شهود عيان إن موجات من المياه الموحلة تحمل سيارات وأشجار وحطام اصطدمت بمنازل ومبان اليوم الأربعاء حيث قام السکان لتناول السحور.

وقال نوري بيتکن (42 عاما) الحارس الليلي في مرآب للشاحنات "سمعنا صوت تصادم ثم رأينا المياه تنزل إلينا حاملة السيارات والحطام." وقال بيتکن لرويترز "حاولنا إيقاظ النائمين في الشاحنات لکن بعضهم لم يفلت من الموت.

واحتجنا إلى قوارب لاستعادة جثث القتلى." وعرضت قناة (سي.ان.ان) الترکية التلفزيونية لقطات لجثث أشخاص عثر عليهم في حي هالکالي الغربي قرب مطار أتاتورک الدولي ملفوفة بأغطية بيضاء.

وأشار مسؤولون بالمطار إلى أن الرحلات الجوية لم تتعطل.

وقال کامل جوسکون لتلفزيون رويترز في منطقة إيکيتللي "حوصر صديقي في الشاحنة بعد أن ارتفعت المياه فجأة. وتعطلت الشاحنة بعد أن امتلأت بالمياه.
وانقذناه باستخدام ونش".

وصرح معمر جولر رئيس بلدية اسطنبول في مؤتمر صحفي بأن 23 شخصا على الأقل لقوا حتفهم خلال يومين. وما زال هناك ثمانية مفقودين.

ولم تتأثر منطقة السلطان أحمد الأثرية في اسطنبول التي تشتهر بمساجدها وقصورها کما لم تتأثر منطقة بي اوغلو ذات الشوارع الضيقة.

وفي منطقة إيکتيللي التجارية تزاحم السکان للبحث على أدوات مکتبية بين الحطام.

وفي مناطق أخرى من المدينة خاض السکان في المياه الموحلة على الطريق السريع بعد أن وصل مستوى الماء إلى صدورهم.

وذکرت وکالة الاناضول للأنباء نقلا عن علي إرلات نائب المدير العام لشرکة أکزا سيجورتا للتأمين أن الخسائر جراء الفيضانات قد تصل إلى 70 أو 80 مليون دولار.

وقال علي إرديم کبير المحللين في هيئة الأرصاد الجوية باسطنبول: إن الأمطار التي هطلت الثلاثاء کانت أغزر أمطار تهطل على المدينة خلال الثمانين عاما الماضية.

ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الترکي رجب طيب أردوغان إلى المدينة.

وذکرت وکالة الاناضول للأنباء أنه عثر على جثث سبع نساء في حي للطبقة العاملة في اسطنبول الأربعاء بعد أن غرقت بهن حافلة صغيرة کانت تقلهن إلى عملهن بمصنع للمنسوجات.

وتقع اسطنبول على جانبي مضيق البوسفور الذي يفصل بين أوروبا وآسيا وهو واحد من أنشط الممرات البحرية في العالم حيث تعبر منه سفن الشحن وناقلات النفط التي تمر بين البحر الأسود والبحر المتوسط.

وفي أماکن أخرى بشمال غرب ترکيا انهار جسران على الطريق السريع الذي يربط بين باجيکوي وساراي. وانشغلت السلطات في اسطنبول بوضع خطط الاستعداد للزلازل حيث ترقد المدينة فوق صدع أرضي کبير.

ولقي 18 ألف شخص حتفهم في زلزال ضرب شمال غرب ترکيا عام 1999.