قائد الثورة الاسلامیة: وتیرة التطور العلمي لایمکن ان تتباطأ

قائد الثورة الاسلامیة: وتیرة التطور العلمي لایمکن ان تتباطأ
الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٩:٤٧ بتوقيت غرينتش

وصف قائد الثورة الاسلامیة آية الله السيد علي خامنئي الشباب النخبة بانهم عناصر اقتدار ایران وتطورها ورافعي لواء الحضارة الاسلامیة الحدیثة قائلا، ان الوتیرة السریعة للتطور العلمي في البلاد لایمکن ان تبطأ ابدا.

وبحسب وكالة "ارنا" فقد وصف قائد الثورة خلال استقباله الیوم الاربعاء الشباب النخبة والمتفوقین علمیا، وصف هؤلاء بالهبة الالهیة وبالامانة بین یدی المسؤولین واکد "من خلال الاعتماد علی جیل الشباب والنخبة یمکننا ان نبني بلدا کبیرا متطورا وعزیزا رافعا لرایة الحضارة الاسلامیة الحدیثة"، مضيفا ان من واجب المسؤولین الاهتمام بهذه الهبة والعمل علی تربیة النخبة وتطویر مواهبهم".

وشدد علی تثمین دور الشباب ودعمهم من اجل ارساء اسس عقیدة "نحن قادرون" في المجتمع وقال "للاسف وعلی مر عصور حکم القاجار وبهلوي تم حقن جینة "العجز" و "لسنا قادرون" و "التبعیة" للشباب والشعب وعلی هذا الاساس اصبح بلدنا الذي یتمتع بموارد بشریة ومادیة هائلة وتاریخ وحضارة عریقة، تابعا للغرب بصورة مذلة.

ووصف آية الله خامنئي سني الدفاع المقدس بانها کانت ساحة "لاستعادة الثقة بالنفس والاتکا على الذات" وقال "رغم ان الحرب کانت مؤلمة جدا والحقت الکثیر من الاضرار والخسائر لکن الشباب الایرانیین استطاعوا من خلال التوکل علی الله والاتکاء علی قدراتهم وطاقاتهم ان یتغلبوا علی العدو المدعوم من قبل القوی الکبری".

واضاف رغم ان الثورة الاسلامية احيت روح "نحن قادرون" في مواجهة روح "التبعية" وخلقت الثقة بالنفس في المجتمع لكن الطرف الاخر وبمقتضى طبيعة الحروب العميقة التي تسمى اليوم الحرب الناعمة، بادر الى اعادة انتاج آفة ثقافة التبعية باشكال جديدة وجذابة على الظاهر.

واعتبر موضوع "العولمة" وتوصية الاميركيين والاوروبيين لايران بالانضمام الى "المجتمع العالمي" مثالا بارزا من اعادة انتاج ثقافة التبعية واضاف، ان معارضة الانضمام لما يسميه الطرف الغربي "المجتمع العالمي" لا يعني معارضة العلاقات الخارجية بل تعني المقاومة امام الثقافة المفروضة من قبل القوى الكبرى على اقتصاد وسياسة وامن البلاد.

واعتبر النخب بانهم المحرك للوصول الى الاهداف الكبرى وقال، انه ينبغي على المسؤولين النظر الى موضوع النخب برؤية جدية وعملانية ومتفانية ومتابعة.

واشار الى الاهداف الكبرى للجمهورية الاسلامية وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب ان تتحول الى دولة متقدمة وقوية وابية وصاحبة كلمة جديدة وذات عزة وكرامة وزاخرة بالقيم المعنوية والايمان ورافعة لراية الحضارة الاسلامية الحديثة وان الضرورة للوصول الى هذه الاهداف السامية هو ايلاء الاهمية للنخب ومعرفة قدر هذه النعمة الالهية.

واشار قائد الثورة الى مصائب ومشاكل البشرية اليوم والمازق الذي تعيشه الافكار المادية، واعتبر ان العالم بحاجة الى كلمة جديدة في القضايا البشرية والدولية وقال، ان المنافسات الانتخابية في اميركا والقضايا المطروحة بين المرشحين، مثال بارز وصارخ لنتائج غياب القيم المعنوية والايمان لدى اصحاب السلطة هناك.

وتابع قائلا، انه خلال الاسابيع القادمة سيصبح احد المرشحين الحاليين للانتخابات الاميركية اللذين ترون اوضاعهما وتسمعون كلامهما رئيسا للجمهورية لدولة ذات قوة وثروة واكبر ترسانة من الاسلحة النووية ووسائل الاعلام العالمية.

واكد آية الله خامنئي بان وصول الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اهدافها الكبرى بحاجة الى اعداد جيل شجاع ومؤمن ومتعلم ومبدع ورائد وواثق من نفسه وابي وزاخر بالنشاط والحوافز واضاف، ان هذا الجيل وخلافا لبعض الاجواء المثارة، هو جيل ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة وسيوظف كل وجوده لتقدم ايران.

واشار الى تاكيداته المكررة خلال الاعوام الـ 15 الاخيرة حول النهضة العلمية والبرمجية واضاف، ان هذه الحركة ترافقت بنتائج جيدة في ظل ترحيب النخب والاساتذة والطلبة الجامعيين بها الا ان هذه الحركة تواجه عقبات ينبغي معرفتها معالجتها.

واشار الى ان العراقيل التي يختلقها الاعداء تندرج ضمن هذه العقبات واضاف، ان البعض يستاء حالما يسمه كلمة "العدو" الا ان هذا التكرار والتحذير هو كتكرار كلمة "الشيطان" في القرآن الكريم، ياتي بهدف اليقظة الدائمة وهو في الحقيقة "معرفة المؤامرة" وليس "وهم المؤامرة".

واعتبر توقف الحركة العلمية في ايران بانه الهدف الاساس للاعداء واضاف، لو فشلوا في تحقيق هذا الهدف سيعملون على حرفه عن مساره، وفيما لو لم يتحقق هذا الامر سيعملون على تشويه سمعته وتلويثه، لذا ينبغي علينا الحذر جميعا كي لا نساعد في تحقيق اهداف العدو هذه بتصرفات ساذجة.

وصرح بان حرف الاعمال البحثية ورسائل التخرج عن حاجات البلاد الحقيقية مثالا للمساعدة في حرف الحركة العلمية عن مسارها.

واشار الى معلومات المراكز العالمية قائلا، ان سرعة التطور العلمي في ايران بلغت في مرحلة ما 13 ضعف المعدل العالمي وان هذه السرعة لا ينبغي ان تنخفض بتاتا بل يجب ان تتسارع اكثر فاكثر لاننا نعاني من الكثير من التخلف العلمي الموروث.

وبشان الامور التي يمكنها الاسراع في الحركة العلمية والتكنولوجية في البلاد قال، ان "دعم الشركات المعرفية" و"التطوير الكمي والرقي النوعي لهذه الشركات" و"اقحامها في القطاعات والمشاريع الاساسية للبلاد" ضرورات يجب الاهتمام بها بصورة جدية.

واشار الى عداء القوى الشيطانية لاي حركة معارضة لها واضاف، ان احد المسؤولين الاميركيين قال قبل عدة ايام انه مادام دعم وتاييد ايران للمقاومة باق فليس من المعلوم ان تزاح اجراءات الحظر بصورة اساسية وهذه هي ذات الحقيقة التي قلتها للمسؤولين مرارا.

ولفت الى كلام بعض المسؤولين الاميركيين خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الايرانيين وهو  "موقف قائد الثورة الاسلامية المتشائم تجاه اميركا" واضاف، انه هل من الممكن التفاؤل مع وجود مثل هذه التصريحات ؟.

واشار الى تصريحاته خلال اجتماعات خاصة وعامة مع المسؤولين قائلا، لقد قلنا مرارا بانه لو تراجعتم في القضية النووية سيطرحون قضية الصواريخ ولو تراجعتم في هذه  سيطرحون قضية دعم المقاومة ولو تراجعتم ايضا سيطرحون قضية حقوق الانسان ولو قبلتم بمعاييرهم سيتجهون نحو حذف المعايير الدينية في الدولة.

واشار الى البيان الاخير للاتحاد الاوروبي الذي اشار الى الامكانيات والطاقات الهائلة لايران واضاف، ان الكلام الذي نقوله حول امكانيات التقدم والمصادر البشرية والطبيعية الايرانية ليس من باب التحدي بل هو حقيقة يقر بها الغربيون انفسهم.

واكد قائد الثورة بان الاميركيين يقارعون "ايران التي تحظى بمثل طاقة التقدم هذه ونظام حكم مبني على الاسلام" وان ادراك وتحليل هذا الامر بين النخب الشبابية سيساعدهم في تنفيذ مسؤولياتهم التاريخية.

وفي جانب اخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية، حادثة عاشوراء شمسا بلا غروب وقال، ان حادثة عاشوراء صورة حقيقية من مكافحة النور للظلام وحرب الكرامة ضد الدناءة حيث ان المكمل لهذا المسار كان الامام السجاد عليه السلام والسيدة زينب سلام الله عليها.

ووجه الشكر والتقدير للمجاميع التي تدير هيئات ومواكب العزاء الحسيني واضاف، ان مشاركة الشباب الواسعة والخطب ذات المضامين الثرة وبعض قصائد المراثي ومراسم العزاء ثرة المحتوى، قد رفعت مستوى مواكب العزاء اجمالا.

وقبل كلمة قائد الثورة الاسلامية قدم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية رئيس المؤسسة الوطنية للنخب سورنا ستاري، تقريرا عن انشطة وبرامج المؤسسة وقال، ان الارصدة البشرية هي اهم مصادر البلاد وينبغي الاستفادة من طاقاتهم من خلال ايجاد البنى التحتية اللازمة.

109-4

 

109-4