الحريري يعتذر عن تشكيل الحكومة اللبنانية

الخميس ١٠ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

اعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اليوم الخميس انه ابلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتذاره عن تشكيل حكومة بعد رفض المعارضة التشكيلة الحكومية التي قدمها.

وتلا الحريري امام الصحافيين بيانا مكتوبا اثر اجتماعه مع سليمان في مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين شرق بيروت قال فيه، "لما كان التزامي تشكيل حكومة وحدة وطنية اصطدم بصعوبات باتت معروفة، اعلن للجميع انني تقدمت من فخامة الرئيس باعتذاري عن تشكيل الحكومة".

واعرب عن امله في ان "يصب هذا القرار في مصلحة لبنان وان يشكل مناسبة لكسر الحلقة المفقودة واطلاق عجلة الحوار واجراء استشارات نيابية تنتهي الى قيام حكومة جديدة تكون قادرة على قيادة البلاد وتوحيد اللبنانيين حول دولتهم".

وكان الحريري قدم الاثنين الى سليمان صيغة لتشكيلة حكومية من ثلاثين وزيرا تضم كل الاطراف، الا ان المعارضة رفضتها.

وبينت المعارضة موقفها بما اسمته "سابقة في الممارسة الدستورية" في لبنان، معتبرة انه يعود لها وحدها حق تسمية وزرائها.

وتتمسك المعارضة بحقائب واسماء لا يوافق عليها الحريري ابرز اقطاب الموالاة.

وقال الحريري في بيانه اليوم انه اجرى منذ تكليفه "جولات من المشاورات كانت تنتهي دائما الى وجود تعطيل في مكان ما والى المراوحة في طرح شروط تهدف الى الغاء نتائج الانتخابات وتسخيفها".

ومضى على تكليف الحريري تشكيل الحكومة 75 يوما تخللتها مشاورات شاقة.

وقد اعتبر وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل أن السبب وراء اعتذار الحريري هو عدم قدرته على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال باسيل ان الحريري يفرض على المعارضة شروطا اخضاعية، بينما هي تؤمن بالشراكة.

واكد باسيل أنه لا يمكن لاحد اقصاء او تهميش فريق اساسي من اللبنانيين، معتبرا التشكيلة الحكومية التي عرضها الحريري لا تعطي مضامين الوحدة الوطنية.


من جهته اشار النائب وليد جنبلاط الى انه كان يفضل ان يتريث الحريري بتقديم اعتذاره، وقال ان هناك قوى خارجية لها مصلحة بما يحدث.

ويجمع المحللون على ان جزء من العقدة، خارجي وان التعثر سببه البرودة التي طرأت اخيرا على العلاقات بين سوريا والسعودية، بالاضافة الى عوامل اقليمية ودولية اخرى.

هذا وتوقعت بعض الجهات ان يدعو سليمان لاجراء جولة جديدة من المشاورات مع النواب لترشيح رئيس جديد للحكومة كما توقعت ان يعاد تكليف الحريري مرة اخرى بعد ان تسميه قوى 14 اذار.

وياتي موقف الحريري بعد اللقاء الذي جمعه امس مع وفد من المعارضة ضم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس البرلمان علي حسن خليل. وتناول اللقاء موضوع تشكيل الحكومة.

وقالت مصادر لبنانية ان الوفد ابلغ سليمان بتمسك المعارضة بحقائبها، وتسمية وزرائها، وذكرت المصادر نفسها ان المشاورات ستستمر للوصول الى حل او صيغة ترضي جميع الاطراف.

وفي هذا السياق اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية في لبنان النائب علي حسن خليل خلال حفل افطار اقامته حركة امل في بيروت ان ما اقدم عليه الرئيس المكلف سعد الحريري في موضوع التشكيلة الحكومية لا يوصل الى حكومة وحدة ووفاق وطني.