انقرة تطلق مشاورات حول تطبيع العلاقات مع يريفان

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة انه سيبدأ مشاورات مع احزاب المعارضة والمجتمع الاهلي لاقناعهم بدعم خطة لتطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا.

وكانت انقرة ويريفان اعلنتا الشهر الماضي انهما توصلتا الى اتفاق بهدف اقامة علاقات ثنائية وفتح حدودهما في مبادرة مهمة ترمي الى المصالحة بين الجارين بعد عقود من الريبة والمآخذ المتبادلة.

وبدأت المرحلة الإستشارية الخاصة بتطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا وفق البروتوكول الموقع بالخصوص بين الطرفين تحت رعاية سويسرية في 31 أغسطس/آب المنصرم.

وتنص المرحلة الإستشارية قيام كل طرف بشرح تفاصيل التطبيع والتحاور بشأنه في برلمان بلاده والأحزاب السياسية والجهات المعنية في الدولة.

واعلن البلدان انهما سيجريان مشاورات داخلية طيلة ستة اسابيع قبل احالة بروتوكولين امام برلمان كل منهما، احدهما حول اقامة علاقات دبلوماسية والاخر حول تطوير العلاقات الثنائية.

واعلن داود اوغلو للصحافيين بعد لقائه رئيس البرلمان محمد علي شاهين "ان هدفنا هو ابلاغ كل الاحزاب السياسية والمؤسسات والمنظمات في المجتمع الاهلي حول البروتوكولات التي سيتم توقيعها".

وقال انه طلب مقابلات مع قادة المعارضة قبل ان يوضح انه يريد تنظيم هذه اللقاءات قبل عودة دورة البرلمان في تشرين الاول/اكتوبر. وكانت احزاب المعارضة الرئيسية ابدت مناهضتها للخطة.

وقال دينيز بايكال زعيم ابرز حزب معارض انه لن يدعم الاتفاق طالما لم تنسحب ارمينيا من اقليم ناغورني قره باخ، الجيب الذي يقطنه ارمن في اراضي اذربيجان ويسيطر عليه الارمن منذ النزاع مع اذربيجان في بداية التسعينات.

وندد دولت بهجلي زعيم ثاني احزاب المعارضة بـ "استسلام" انقرة امام ارمينيا.

تجدر الإشارة الى أن فترة المرحلة الاستشارية محددة في بروتوكول التطبيع بستة أسابيع، أي ينبغي إنهائها قبل 14 أكتوبر/تشرين الثاني المقبل الذي يوافق موعد مباراة كرة القدم بين منتخبي الفريقين التركي والارمني ضمن تصفيات بطولة كأس العالم لعام 2010، حيث ينتظر أن يحضر المباراة الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان تلبية لدعوة نظيره التركي عبدالله غل الذي سبق وأن حضر المباراة الاولى بين المنتخبين في العاصمة الأرمينية يريفان في 6 سبتمبر/أيلول 2008 وأعتبرت تلك الزيارة اول خطوة في مرحلة التطبيع بين البلدين.

وكان سركيسيان قد أعلن أنه سوف لن يحضر المباراة اذا لم يتم فتح الحدود بين البلدين او تكون على وشك الإنفتاح حتى موعد المباراة.

وفي ختام المرحلة الإستشارية سيوقع الطرفان على بروتوكول تطبيع نهائي تمهيدا لعرضه على مصادقة برلمان البلدين.

وكان داود أوغلو قد أجرى خلال تواجده في العاصمة الأردنية عمان امس الخميس اتصالا هاتفيا مطولا مع نظيره الاذري ألمار ممدياروف دارت حول تفاصيل التطبيع التركي الأرمني وتأثيره على تسوية قضية إقليم قراباغ ومستقبل العلاقات الأذرية ـ الأرمنية.

ولا تقيم انقرة علاقات دبلوماسية مع يريفان منذ استقلال ارمينيا في 1991 بسبب خلافات حول المجازر الارمنية التي ارتكبت ابان السلطنة العثمانية بين 1915 و1917.