لاول مرة.. رئيس المخابرات الجوية السورية يتحدث عن ازمة بلاده

لاول مرة.. رئيس المخابرات الجوية السورية يتحدث عن ازمة بلاده
الأربعاء ٠٢ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

تحدث رئيس شعبة المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن في أول ظهور إعلامي له، إلى وكالة "سبوتنيك"، عارضا رؤيته لتطورات الأزمة السورية وأحداثها الدامية، المستمرة منذ قرابة 6 سنوات.

وبحسب "شام تايمز" قال اللواء جميل حسن: "لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بهذا الشكل الكبير…إلا أنني كنت أقاتل التطرف تحت الأرض. هؤلاء في عصر الرئيس حافظ الأسد…أكلوا ضربة موجعة في الثمانينيات…وكانت شبه قاضية، خاصة في حماة. كنت ملازم أول فتى. كان قرارا حكيما في حينها…ونحن في هذه المرحلة لو حسمنا الموقف منذ البدايات لما وصلنا إلى هنا. ولكن هذا هو قرار القيادة. أنا كان رأيي مختلفا، مثال على ذلك ساحة الطلاب في الصين غيرت الصين. لو لم تحسم الدولة الصينية فوضى الطلاب لضاعت الصين وضيعها الغرب".

وفي رده على سؤال حول موقف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، لو كان حاضرا لهذه الأحداث، قال حسن: "لا أستطيع تخمين ماذا كان سيفعل، إلا أن كل شخص له ظرفه الخاص والرئيس بشار الأسد تحمل متاعب كبيرة أكثر من التي تحملها حافظ الأسد".

وفي حديثه عن أسباب الأزمة السورية، قال اللواء حسن: "ليس الضغط هو الذي سبب المشكلة، الزرع الفكري والمرشدون الذين تربوا على أيدي أساتذة "القاعدة" والمذهب الوهابي الذين يبثون ليل نهار في حلقات الذكر والاجتماعات الجانبية، الفتن والحقد. إنها ثمرة عشرات السنين من البث الطائفي والتعليم السي".

بداية العنف

وفي حديثه عن بدء العنف المسلح، أشار اللواء حسن إلى أن الطرف المعادي استخدم السلاح منذ بدايات الأزمة قائلا: "كانوا في نهاية المظاهرات عندما كان رجال الأمن يحاولون السيطرة على المظاهرات التي تتحول إلى أعمال شغب، كان المسلحون المتغلغلون داخل المتظاهرين يقومون بإطلاق النار على المتظاهرين ليتهموا رجال الأمن بأنهم من فعل ذلك…كانت هناك تعليمات صارمة من الرئيس شخصيا بعدم استخدام السلاح تحت أي ظرف حتى أن عناصر الأمن كانوا ممنوعين من حمل السلاح".

كما أفصح حسن، عن رؤيته للأحداث في حلب، وقال في هذا الصدد: "أكثر من ثمانين بالمئة من الموجودين في حلب إن لم يكن تسعون بالمئة منهم، موجودين في الأحياء الشرقية لحلب تحت قوة السلاح. لي أصدقاء هناك أتواصل معهم، الحل أن يكف الغرب عن دعم المنظمات الإرهابية. إن ما تدعيه أمريكا عن وجود معارضة معتدلة وأخرى متطرفة…ادعاء مخجل ومقرف".

وأضاف: "يجب على الغرب عدم الانخراط في ذلك، وأن لا يدخلوا السياسة الدولية في مثل هذه القصة في أن تتشابك المصالح الروسية مع المصالح الأمريكية والأوروبية فقط من أجل حارة في حلب، عار عليهم تقزيم الأمور بهذا الشكل".

ووصف اللواء ما يمارسه الإرهابيون في حلب، بـ"السياسة الأمريكية الأوروبية القذرة"، وتابع: "إذا أوقفوا التحريض والمال عشرة أيام، ستنتهي مشكلة حلب، ويخرج المسلحون بسلاحهم إلى الريف الحلبي ومنها الى صديقتهم تركيا. حلب حينها ستستقر".

وفي إشارة إلى ازدواجية الموقف من الأحداث في حلب، تساءل اللواء، "لماذا لا يضج على ما يحصل في الأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة "داعش" من قصف شبه يومي لهم من قبل المسلحين؟ أليسوا هؤلاء بشر أيضا؟ من يقتلون غرب حلب هم أطفال وشيوخ ونساء. الحل في حلب، أن يتوقف الغرب الأمريكي والفرنسي عن سياسة ازدواجية المعايير".

هذا وأشار حسن، إلى أن الغلو البريطاني خف قليلا لأن رئيسة الحكومة الجديدة ملتهية بالشؤون الداخلية لبلادها. وأضاف: "أنا لا ألوم السياسة البريطانية، هي تقف ضدنا منذ الأزل. أما الفرنسيون، كانوا يمثلون اعتدالا غربيا جيدا في فترة التسعينيات. مالذي حصل لفرنسا؟ لا أعرف. لا أعلم ماهي الاتفاقية التي يعتمدونها لتقسيم سوريا".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت معركة حلب ستطول، أجاب اللواء: "ستطول، لأن المد مستمر، المد الرجعي العربي السعودي والمد الحاقد التركي والمد القطري والمد الغربي الذي يدعي أنه متحضر كيف يدعم الإرهابيين والسوداويين؟ لا أجد تفسيرا لذلك".

109-2