هل تكون أطماع أردوغان في العراق سبباً في تفكيك تركيا؟

هل تكون أطماع أردوغان في العراق سبباً في تفكيك تركيا؟
الأربعاء ٠٢ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٩:١٤ بتوقيت غرينتش

في اقوى رد عراقي على التهديدات التركية المتكررة بالتدخل العسكري في العراق، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن أي اجتياح عسكري تركي للأراضي العراقية سيؤدي الى تفكيك تركيا، وان الاتراك سيدفعون ثمنا باهظا في اي حرب او مواجهة عسكرية مع العراق.

واضاف العبادي في معرض تحذيره للقيادة التركية، ان العراق لا يريد الحرب والمواجهة مع تركيا ولكن في حال وقوعها فان الاتراك سيدفعون الثمن باهظا، واذا ما دخلت القوات التركية في المعركة التي تجري حاليا مع "داعش" سيتم التعامل معها كعدو.

العبادي ورغم اشارته الى ان العراق يسعى لاقامة علاقات مصالح اقتصادية مع تركيا وليس القتال، اكد على تسلمه رسالة من تركيا حول موضوع تلعفر، وانه ابلغ الاتراك ان العراقيين حريصون على تلعفر ومكوناتها، وستدخلها قوات عراقية نظامية من كل المكونات العراقية، الا انه لم يقلل في الوقت نفسه من خطر التدخل التركي، بسبب التهور الذي يعتبر الصفة المميزة للقرار التركي.

هذا التحذير القوي للعبادي، جاء بعد تمادي المسؤولين الاتراك في تهديداتهم المتكررة للعراق، تحت ذرائع اقبح من التهديدات ذاتها، مثل “الدفاع عن تركمان العراق” ، او “الدفاع على التركيبة الديمغرافية للموصل” ، او “الدفاع عن السنة في العراق” ، وهي ذرائع لم تقنع حتى السذج من العراقيين، الذين تدعي تركيا الدفاع عنهم، فاهالي تلعفر الذين حولتهم تركيا الى “مسمار” جحا، لتبرير تدخلها في العراق، لم تحرك من اجلهم ساكنا على مدى اكثر من عامين، وهم يعانون الامرين على يد عصابات “داعش”، ولكن تركيا استيقظت من نومها، وتذكرت تركمان تلعفر فقط، عندما جاء العراقيون من مختلف مكونات الشعب العراقي لتحريرهم من “داعش”، فاذا بها، ترسل الدبابات وآليات الى منطقة سيلوبي ومنطقة سيرناك، وهما أقرب نقطة حدودية تركية مع العراق، لتكون على اهبة الاستعداد للتدخل ، لا لانقاذ تركمان العراقيين من “داعش”، بل لـ “انقاذ” التركمان العراقيين من العراقيين!!!.

البعض قد يرى شيئا من المبالغة في تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول تداعيات التدخل العسكري التركي في العراق وخاصة تحذيره من تفكيك تركيا في حال اجتياحها للعراق، لميزان القوى العسكرية بين العراق وتركيا، والذي يميل لصالح الاخيرة، الا اننا لا نرى هذا الراي، فتحذير العبادي جاء انطلاقا من وقائع ديمغرافية وجغرافية واجتماعية تركية، فهو لم يقل ان العراق سيهزم تركيا عسكريا، بل قال ان مآلات اي صراع عسكري بسبب تدخل تركيا في العراق، ستنتهي عاجلا ام آجلا بتفكك تركيا.

من الوقائع التي اعتمد عليها العبادي في تقديره لمصير تركيا في حال تورطها في العراق، وجود اكثر من 15 مليون كوردي، واكثر من 20 مليون من علوي وشيعي بين ابناء الشعب التركي، بالاضافة الى وجود اقليات من اعراق ومذاهب مختلفة، وان تركيا مازالت تعاني من حرب استنزاف دامية مع الكورد منذ عقود، ومازالت المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية لتركيا مشتعلة.

اضافة الى ما تقدم من وقائع، هناك تداعيات الانقلاب الفاشل، الذي استغله اردوغان لاذلال الجيش التركي وتصفية كل معارضيه، وهي تداعيات، من الخطا الاعتقاد ان بامكان اردوغان ان يسيطر عليها دائما.

المعروف ان الكورد والعلويين والشيعة يقطنون المناطق الحدودية لتركيا مع العراق وسوريا، وهذه المناطق اشبه ما تكون ببرميل بارود، بعد ان نكث اردوغان بالوعود التي قطعها  للكورد بمنحهم حقوقهم، وخروجه من عملية السلام معهم من طرف واحد، وكذلك بسبب توريطه تركيا في العراق وسوريا، عبر استخدام الجماعات التكفيرية لتحقيق اهدافه في هذين البلدين، بتحريض امريكي واضح، وانعكاس كل ذلك على الداخل التركي امنيا واقتصاديا واجتماعيا، لذلك لا تحتاج هذه المناطق الا قرارا متهورا من اردوغان للتدخل عسكريا في تلعفر، لتشتعل فوضى عارمة، وعندها لا يحترق الجيش التركي في اتونها فحسب، بل ستحترق كل احلام اردوغان باعادة العثمانية.

شفقنا

109-2